أفسدنا الذات بعالمنا الشرير، ارتدينا وجوه الملائكة، وعشنا بقلوب الشياطين، نتلذذ بخداع الآخرين، تأكل نيران الشهوة كل ما هو خير بداخلنا، لا يكفينا ما فى أيدينا، عيوننا شاردة على ما فى يد الآخرين، جعلنا من الزيف حق ومن الحق باطل، لم نعرف للحياة دفء المشاعر، كسرنا بداخلنا وجهنا الحقيقى الربانى وارتدينا قناع الزيف والخداع وخسرنا أنفسنا، وخدعنا أنفسنا قبل أن نخدع الآخرين بوجهنا غير الحقيقى، خلقنا لأنفسنا حلول وقتية لنتجمل أمام الآخرين جردنا نفوسنا من كل ما هو جميل، وعشقنا الزيف بأنانية مفرطة لنغطى أطماعنا بثوب الفضيلة، ونتيجته المحتومة خسارة النفس. نحن نحتاج إلى قوة روحية نخلع بها أقنعة الزيف والخداع، نتطهر بها نغتسل من نوايانا الشريرة، نطوى صفحة الأنا ونرتدى ثوب التغيير إلى الحق، كلنا ذوى خطأ، فلنتعلم من أخطأنا ونحاول أن نغير من أنفسنا بخطى ثابتة حتى ولو كانت بطيئة، المهم أننا نسير فى طريق الحق لنفخر بوجهنا الحقيقى مهما كان. "نحن نستخدم الأقنعة لنبتعد بأنفسنا عن شخصياتنا الحقيقية! ولكننا لا نختفى، خلف الأقنعة، عن الآخرين فقط، بل نختفى عن أنفسنا أيضاً، ونصبح مشابهين للدور الذى نلعبه، فنفقد إدراكنا لشخصياتنا الأساسية، ونبدأ فى السؤال: من أنا؟" الطبيبة النفسية جولودن.