"ترامب لف وارجع تانى".. الرئيس الأمريكى يتراجع عن قرار سحب قواته من سوريا.. مسئول بالبيت الأبيض: قواتنا مستمرة بالأراضى السورية حتى هزيمة "داعش".. ومدير المخابرات: مجلس الأمن القومى اتخذ القرار وسينشر قريبا

تسود حالة من الارتباك داخل إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فيما يتعلق بالقرار المرتبط بسحب القوات الأمريكية من سوريا، ويظهر التخبط والتناقض فى البيانات والتصريحات الإعلامية المتتالية الصادرة من الرئيس ترامب، ومسئولين كبار آخرين فى إدارته، منذ إعلان البيت الأبيض التوجه نحو إعادة القوات الأمريكية المتواجدة فى الأراضى السورية.
وإعلان ترامب، عزمه سحب القوات الأمريكية من الأراضى السورية، تسبب فى إرباك وانقسام دوائر اتخاذ القرار داخل البيت الأبيض، وكذلك الكونجرس الأمريكى، لينشطروا إلى قسم مؤيد للقرار، وآخر يرى أنه سيكون اسوأ قرار منفرد سيتخذه الرئيس ترامب، الأمر الذى سيؤدى من وجهة نظرهم إلى إعادة إحياء تنظيم "داعش" مرة أخرى، وزيادة النفوذ الإيرانى على الحكومة السورية فى دمشق.

ترامب يوافق على إبقاء القوات الأمريكية فى سوريا لفترة أطول
ولتوضيح حالة التخبط فى دوائر اتخاذ القرار بالبيت الأبيض، تستوجب الإشارة إلى تصريحات صادرة عن مسئول كبير بالإدارة الأمريكية، اليوم الأربعاء، الذى قال إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وافق فى اجتماع لمجلس الأمن القومى، أمس، على إبقاء القوات الأمريكية فى سوريا لفترة أطول، لكنه لا يريد التزامًا طويل الأجل.
وقال ترامب، إنه يريد ضمان هزيمة "داعش"، ويريد من دول أخرى فى المنطقة بذل مزيد من الجهود والمساعدة فى إرساء الاستقرار بسوريا، وذلك على الرغم من تأكيد الرئيس الأمريكى، مرارًا فى الأيام الأخيرة عن رغبته فى انسحاب سريع لنحو 2000 جندى أمريكى منتشرين فى سوريا لمحاربة إرهابيى تنظيم "داعش".

أمريكا: البيت الأبيض سينشر قراره بشأن مستقبل القوات الأمريكية فى سوريا قريبا
وفى الوقت الذى دعا فيه مسئولون أمريكيون إلى وجود أكثر استدامة فى سوريا حتى يتحقق استقرارها، قال مدير المخابرات الوطنية الأمريكية "دان كوتس"، اليوم الأربعاء، إن البيت الأبيض سينشر قراره بشأن مستقبل القوات الأمريكية فى سوريا فى وقت قريب نسبيًا، وأضاف "كوتس"، أن القرار اتخذ أمس الثلاثاء خلال اجتماع لمجلس الأمن القومى.
وقال كوتس، عقب اجتماع فى البيت الأبيض حول هذه المسألة، "سيكون هناك بيان فى وقت قريب حول القرار الذى تم اتخاذه"، وأضاف أن الكل كان حاضرًا، وتابع "لقد خضنا نقاشا مهما، إلا أنه لم يكشف مضمون القرار أو موعد إعلانه".

ترامب: أريد الخروج من سوريا وإعادة القوات إلى الوطن
وتأتى هذه التصريحات، بعد تصريح صادر عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الثلاثاء – أى بعد مرور قرابة 24 ساعة فقط - بأنه يريد سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكنه أشار إلى عدم اتخاذ قرار بعد.
وتعكس التصريحات الجديدة بأن هناك تراجعًا فى القرار الأمريكى، خاصة بعدما قال الرئيس ترامب، الثلاثاء، "أريد أن أعيد قواتنا إلى ديارهم، وأريد أن أبدأ بإعادة بناء أمتنا"، وذلك بعد أن أوضح أن القوات الأمريكية ستغادر حالما تتم هزيمة تنظيم "داعش"، وأضاف "مهمتنا الأساسية فيما يتعلق بهذا الأمر هى التخلص من "داعش"، ولقد أنجزنا هذه المهمة تقريبًا، وسنتخذ قرارًا فى وقت سريع جدا"، كما عبر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن "اعتقاده بأنه يمكن أن يقيم علاقة جيدة جدًا مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، لكن ذلك ليس بالأمر المؤكد" – حسب تعبيره.
وقال ترامب، فى مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض مع زعماء من دول البلطيق، "أعتقد أن بإمكانى إقامة علاقة جيدة للغاية مع روسيا ومع الرئيس بوتين، وإذا فعلت ذلك فسيكون شيئا عظيما، وهناك أيضا احتمال كبير لعدم حدوث ذلك، من يدرى؟"، وتجدر الإشارة هنا إلى أن موسكو لاعب أساسى فى مساعى حل الأزمة السورية، والتوافق بينها وبين واشنطن، يمكن أن يسرع بحل النزاعات الدامية هناك.

قادة بالبنتاجون يقترحون على ترامب زيادة حجم القوات الأمريكية فى سوريا
وبينما، يسعى الرئيس ترامب، إلى اتخاذ قرار بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وسط ضغوط لإبقائها لأمد ليس بالطويل حتى يتم التأكد من ضعف قوة تنظيم "داعش" وقرب القضاء عليه، نجد هناك آراء أخرى لا تطالب بإبقاء القوات المتواجدة حاليًا على الأراضى السورية فقط، بل وتدعو أيضًا إلى إرسال قوات إضافية، حيث قالت مصادر فى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أمس الثلاثاء، إن قادة البنتاجون اقترحوا على الرئيس دونالد ترامب زيادة حجم القوات الأمريكية فى سوريا بدلًا من التفكير فى الانسحاب منها نظرا لتعقيدات الوضع المقبل، وذلك قبل ترأس ترامب، لاجتماع الفريق الأمن القومى فى البيت الأبيض لمناقشة العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" فى سوريا.

تركيا وروسيا وإيران تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار فى سوريا
وتأتى القرارات الأمريكية المتخبطة بشأن الإبقاء على القوات داخل سوريا، فى الوقت الذى دعا فيه رؤساء تركيا وروسيا وإيران، فى بيان مشترك، اليوم الأربعاء، إلى وقف دائم لإطلاق النار فى سوريا، وذلك حسب خبر عاجل نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
حيث تعهد رؤساء تركيا وروسيا وإيران، خلال قمة فى أنقرة، اليوم الأربعاء، بالتعاون من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى سوريا، بحسب بيان صدر إثر القمة، وكرر رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين وحسن روحانى، "عزمهم على التعاون الكثيف فى سوريا بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين أطراف النزاع"، وفق البيان.
كما قال رؤساء تركيا وإيران وروسيا، إن "من المهم تهيئة الظروف لعودة السوريين النازحين بفعل القتال فى بلدهم، وإنهم يجب أن يواصلوا التعاون لإحلال السلام والاستقرار فى سوريا"، وأفاد البيان المشترك، أن قادة تركيا وإيران وروسيا، قالوا، إنهم "عازمون على تسريع الجهود لضمان الهدوء على الأرض فى سوريا وحماية المدنيين فى مناطق عدم التصعيد".