سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى اليوم العالمى للتوحد.. 80% من البالغين المصابين بالمرض عاطلون.. الأمم المتحدة تحث الشركات على توظيف المرضى.. والأمين العام يدعو لزيادة الاستثمار لمعالجة المرض.. وحقوق التوحديين جزء لا يتجزأ من أجندة 2030
بمناسبة اليوم العالمى للتوعية بمرض التوحد، سلطت الأممالمتحدة الضوء على المهارات الفريدة للأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد، وعلى ضرورة الاعتراف بمواهبهم من خلال مبادرة تدعو الشركات إلى تقديم التزامات ملموسة لتوظيف الأشخاص الموجودين ضمن طيف التوحد. وقال الأمين العام "أنطونيو جوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة الحالى: "في يوم التوعية العالمي للتوحد، دعونا نؤكد من جديد التزامنا بتعزيز المشاركة الكاملة لجميع الأشخاص المصابين بالتوحد، وضمان حصولهم على الدعم اللازم لتمكينهم من ممارسة حقوقهم وحرياتهم الأساسية". التوحد
الاعتراف بمواهب مرضى التوحد
وفى هذا السياق، قال الأمين العام السابق "بان كى مون" في رسالة بمناسبة اليوم، "إن الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم إمكانات هائلة، فمعظمهم يتمتعون بمهارات بصرية أو فنية أو أكاديمية لا تخطئها العين، وباستخدام التكنولوجيات المُعينة، يستطيع العاجزون عن الكلام من المصابين بالتوحد التواصل وإظهار قدراتهم الخفية، فلكى يكون المجتمع بحق حاضنا للجميع بلا إقصاء، لا بد من الاعتراف بمواهب الأشخاص الموجودين ضمن طيف التوحد، بدلاً من التركيز على مكامن الضعف فيهم". التوحد
وقال "بان كى مون" في رسالة بمناسبة اليوم الذي يصادف الثانى من أبريل من كل عام "إن التوحد مرض لا يقتصر على منطقة دون أخرى بل هو تحدٍ عالمى يتطلب إجراء عالميا، لافتا إلى أن المصابين بمرض التوحد هم مواطنون متساوون ينبغي أن يتمتعوا بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية".
التوحد يؤثر على ملايين من المرضى
وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت قرارًا في السابع والعشرين من ديسمبر 2007 بإعلان الثاني أبريل هو اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد للفت الانتباه إلى هذا الخلل الذي يؤثر على حياة الملايين في جميع أنحاء العالم. وأشار إلى أن حقوق التوحديين ورؤاهم ورفاههم، هم وجميع الأشخاص ذوى الإعاقة، جزء لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام 2030. التوحد
وأضاف: "ومع ذلك، حتى المناطق التى توجد بها أعلى مستويات الوعى بمرض التوحد، يظل فيها أكثر من 80% من البالغين من المصابين بالتوحد عاطلين عن العمل. لهذا السبب، من المهم للغاية أن يدرك أرباب العمل ما لهذه الفئة من مهارات فريدة واستثنائية في كثير من الأحيان، فيهيئوا بيئات عمل تتيح لهم فرص التفوق".
"دعوة لعمل مرضى التوحد"
وفى مقر الأممالمتحدة بنيويورك أطلق "بان" الأمين العام السابق للأمم المتحدة مبادرة "دعوة للعمل" وهى مبادرة لحث أصحاب العمل على إنشاء مناطق العمل التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد التفوق من خلالها، حيث أن معظمهم يتمتع بمهارات بصرية أو فنية أو أكاديمية، ويعيق مرض التوحد النمو مدى الحياة وتظهر علاماته خلال الأعوام الثلاثة الأولى من العمر، وينجم عنه اضطراب عصبي يؤثر على وظائف المخ. وهو غالبًا ما يصيب الأطفال في بلدان عديدة بصرف النظر عن نوع الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومن سماته العجر عن التفاعل الاجتماعي وصعوبة التعبير بالكلام وبأى وسيلة أخرى واتباع نمط محدد ومتكرر من التصرفات والاهتمامات والأنشطة. التوحد ويترتب على انتشاره وارتفاع معدلات الإصابة به تحديات إنمائية على المدى الطويل، كما أن له أثر هائل على الأطفال وأسرهم وعلى مجتمعاتهم المحلية ومجتمعاتهم الوطنية، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 80% من البالغين المصابين بالتوحد عاطلون عن العمل. وتشير البحوث إلى أن أرباب العمل يضيعون فرصًا من استغلال القدرات التى يمتاز بها المصابون بالتوحد عن غيرهم مثل القدرات الفريدة فى إدراك الأنماط والتسبيب المنطقى فضلاً عن قدرة مذهلة فى الانتباه للتفاصيل. وتشمل العقبات التى يجب التغلب عليها لإطلاق عنان إمكانيات المصابين بالتوحد: نقص فى التدريب المهني، والدعم الضعيف فى التوظيف، والتمييز فى المعاملة. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد حددت يوم الثانى من أبريل يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا المرض، بما يكفل لهم التنعم بحياة كريمة على أكمل وجه. ويهدف اليوم العالمى للتوعية بمرض التوحد إلى تعزيز فهم أكبر للمرض وتمكين الآباء من السعى إلى علاج التدخل المبكر. كما يدعو صناع السياسات المدارس بأن تفتح أبوابها فى وجه الطلاب المصابين بالتوحد، مضيفًا: "نشجع الإدارات العامة والشركات والمؤسسات التجارية الصغيرة على النظر بمزيد من التمعن فى الطريقة التى تنظر بها إلى الأشخاص المصابين بالتوحد، وتخصيص بعض الوقت لفهم هذا المرض، وتهيئة فرص من النوع المؤثر فى حياة الأشخاص". "ولن يتأتى النهوض بهذه المهمة النبيلة ما لم يتح التدريب المهنى الملائم والدعم الكافي، إلى جانب عملية توظيف قادرة على تمكين الناس من الاندماج بنجاح فى القوى العاملة فى جميع أنحاء العالم".