كشف الدكتور خالد أبو زيد، رئيس قسم الكيمياء الصيدلية بجامعة عين شمس، رئيس المؤتمر الدولى الثانى للصيادلة العرب، الذى نظمته الجمعية العربية لتطوير مهنة الصيدلة، أنه تم استعراض سوء استخدام المضادات الحيوية وهى من المشاكل التى يواجهها المريض على مستوى العالم. وقال الدكتور خالد فى تصريح خاص ل"اليوم السابع" إنه فى مصر سوء استخدام المضادات الحيوية بدون روشتة يشكل مشكلة كبيرة جدا، مشيرا إلى أنه بحلول عام 2050 قد تصل معدلات الوفاة الناتجة عن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية بأعداد تفوق الوفيات الناتجة عن مرض السرطان.
وقال الدكتور خالد إنه يجب ترشيد استخدام المضادات الحيوية من خلال وضع شروط، أهمها تقديم روشتة من الطبيب المعالج، ويجب على الأطباء عدم كتابة المضادات الحيوية بشكل عشوائى للمرضى، خصوصا من الأجيال الحديثة من المضادات الحيوية، حيث إن المضادات الحيوية من الأجيال الأخيرة يحدث مقاومة من البكتيريا لها، مما يؤدى إلى ظهور سلالات جديدة أكثر شراسة، وشديدة المقاومة للمضادات الحيوية الحالية، موضحا أنه يجب التفرقة بين الإصابة البكتيرية والإصابة الفيروسية وتغيير المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالمضادات الحيوية مثل استخدام مجموعة الأنفلونزا، عند الإصابة بدور برد أو حقن الخليط، والتى تحتوى على مضاد حيوى مخلوطة بعقار الكورتيزون، ومضاد للالتهابات، موضحا أن استخدام المضاد الحيوى بإضافته على الكورتيزون يؤدى إلى ظهور سلالات مقاومة للبكتيريا، وضعف للمناعة على المدى الطويل، كما أن كورس المضاد الحيوى لا يكتمل، حيث إن المضاد الحيوى لا يمكن استخدامه فى العدوى الفيروسية، وبالتالى يحدث مقاومة وظهور سلالات جديدة نتيجة تناول مثل هذه العقاقير.
وأشار الدكتور خالد إلى أن للصيدلى دورا مهما فى توعية المرضى الذين يصابون بأدوار البرد، وذلك من خلال عدم وصف المضادات الحيوية، والاعتماد على السوائل الدافئة والراحة التامة فى المنزل مع إعطاء مخفضات الحرارة عند اللزوم.
وقال إن منظمة الصحة العالمية تدعم الأبحاث لإنتاج أجيال جديدة من المضادات الحيوية تكون فعالية ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الحالية، حيث إن السلالات الجديدة المقاومة للمضادات الحيوية فى ازدياد كبير نتيجة سوء استخدام المضادات الحيوية.
من جانبه قال الدكتور سامر الرفاعى، رئيس الجمعية العربية لتطوير مهنة الصيدلة، أمين عام المؤتمر، إن الجمعية تهدف لتنظيم المؤتمر سنويا للارتقاء بالمستوى العلمى للصيادلة عامة، وصيادلة المستشفيات بشكل خاص، لذلك ركزت فعاليات المؤتمر على المحاضرات الخاصة بالصيدلة الإكلينيكية، والتغذية العلاجية، ومرض السكر، مشيرا إلى أن المؤتمر عقد عدة ورش عمل لتطوير مهارات الصيادلة فى التطبيقات العملية اليومية سواء فى مجال الدواء أو الرعاية الطبية، وذلك بالتعاون مع المعهد القومى للسكر، والإدارة المركزية لشئون الصيدلة، وهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية.
يذكر أن المؤتمر تنظمه الجمعية العربية لتطوير مهنة الصيدلة، والذى عقد فى الفترة من 17 إلى 18 مارس الحالى بالقاهرة، تحت عنوان "رؤية مستقبلية لمهنة الصيدلة 2030".
