ربما يكون رسامو الكاريكاتير فى الصحف القومية هم أكثر الفرحين باندلاع ثورة 25 من يناير، وما صاحبها من سقوط الخطوط الحمر بصحفهم فما عاد تابو "عز" يجسم على ريشاتهم، وكما أكدر ل"اليوم السابع"، حيث كان عز إلى جانب التوريث والفساد من أكثر الموضوعات التى يحرم الإشارة إليها تماما فى رسوماتهم، وإلا تعرضت تلك الرسومات للاستبعاد، وربما نال رسامها بعض التقريع، رسامو كاريكاتير الصحف القومية يقرون أن الثورة ساعدتهم فى استعادة شبابهم، وقتلت الرقيب الذاتى الذى كثير ما منعهم من التعبير. رسام الكاريكاتير بجريدة الأهرام القومية "فرج" أكد أن الأمل كان قد مات فى استعادة حرية ريشته، فعمله بالأهرام لسنوات قوى من الرقيب الداخلى، فى مقابل الرقيب الخارجى الذى لا يرحم، وأضاف فرج أن إدارة الأهرام كانت تمنع تماما ذكر كلمة عز فى أى من رسوماته، وأنه كثير ما حاول تسريب الكلمة مستعينا بأحد الأمثال الشعبية، إلا أن الإدارة أيقنت التورية، ورفضت نشر الكاريكاتير. وأضاف فرج "أشعر أنى شاب فى الثلاثين من عمرى، فالثورة أعادتنا جميعا إلى شبابنا"، وأكد فرج أنه يشعر بأن عليه الكثير لإنجازه، بعد أن صار نقد الفساد ممكنا، وفتحت أبواب الحرية. عمل رسام الكاريكاتير محمد عارف لسنوات فى مجلة أكتوبر القومية، احد أكثر الإصدارات القومية محافظة، حتى إن عارف ما كان يرسم كاريكاتير بالمجلة إلا حول القضايا الاجتماعية فقط، كما يؤكد عارف الذى يضيف: "كنا ممنوعين تماما من التطرق إلى أى من القضايا السياسية، وكانت أقصى معاركنا رسم كاريكاتير خاص بارتفاع أسعار الطماطم"، وأضاف عارف أن المشاكل الأسرية دون غيرها ظلت لسنوات الموضوع المفضل لدى رسامى أكتوبر. وقد حاول عارف تعويض الرقابة الشديدة فى مجلة أكتوبر بعمله فى جريدة العربى الناصرى، حيث إن السقف مفتوح إلى حد بعيد، كباقى الصحف الحزبية والمستقلة، أما الآن فيرسم الفنان عارف كاريكاتير يعرى فيه الفاسدين، دون رقابة، ودون منع، فى معجزة حقيقية أحدثتها الثورة الشعبية الوليدة. تتميز صحيفة أخبار اليوم بسقف أعلى نسبيا من الصحف الأخرى فيما يخص برسومات الكاريكاتير، فقد ساعد الفنان مصطفى حسن والمبدع احمد رجب على تدعيم ذلك، إلا أن قضايا التوريث والاحتكار، وبالطبع الحديث عن عز من التابوهات الممنوعة تماما، كما يؤكد الفنان عمرو فهمى أحد الرسامين الأساسين بجريدة الأخبار، والذى أكد أن الكاريكاتير لا يمكن أن يزدهر بدون هامش واسع من الحرية، لأنه بالأساس يعتمد على النقد اللاذع، وقد كانت تجربته مع الصحف الخاصة دليل هام على ذلك.