صدر اليوم السبت كتاب: ” نحو خطاب عقلاني رشيد ” لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ،وقريبا في منافذ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وفي معرض الكتاب بالقاهرة ومما جاء فى مقدمة الكتاب : إننا لفى حاجة إلى خطاب عقلانى رشيد فى الفكر الدينى والمجال الثقافى والعلمى والتربوى لنكسر حالة الجمود الكامنة داخل نفوس كثيرين ، وننطلق معا إلى فضاء أرحب وأوسع من العلم والفكر والتأمل والتدبر ، والاجتهاد والنظر ، دون خوف ولا وجل ، وبلا أدنى توجس أو تردد ، طالما أننا نعرف غايتنا ، ونحافظ على ثوابتنا الشرعية وقيمنا المجتمعية دون إفراط أو تفريط .
الخطاب العقلى الرشيد هو الذي يحترم عقلية المخاطب ، ويتخير من الخطاب ما يرى أن المتلقى قادر على استيعابه فهما ولغة ، وقد روى أن الإمام على بن أبى طالب (رضي الله عنه) كان يقول : ” حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟ وقد قالوا : ليس كل ما يعلم يقال ويجب أن نتخلص جميعا وسريعا من العصبيات الفكرية والمذهبية والطائفية والأيديولوجية، وأن نتحلى باحترام نتاج عقل الآخر والمختلف، وقد كان الشافعى يقول: رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ، بل إن الصواب في بعض المسائل قد يتعدد ، فيكون كلا الرأيين صوابا غير أن أحدهما قد يكون راجحا والآخر مرجوحا ولو باعتبار الزمان أو المكان أو الحال ، فما يكون راجحا فى زمان قد يصبح مرجوحا في زمان آخر ، وما يكون راجحا بالنظر إلى طبيعة البيئة والمكان قد يكون مرجوحا في مكان آخر أو بيئة أخرى ، وعلينا أن ندرك أن الأقوال الراجحة ليست معصومة ، وأن الأقوال المرجوحة ليست مهدومة ، طالما أن لصاحبها حظا من الاجتهاد والنظر والدليل أو الرأى المعتبر.