أكد عدد من خبراء السياحة أن خروج القطاع السياحى المصرى من أزمته الراهنة يتطلب نحو 6 أشهر للتعافى والعودة تدريجيا، بجانب الاعتماد على عنصرين هامين هما السياحة الداخلية والسياحة العربية. حمدى الشامى، وكيل وزارة السياحة الأسبق، قال إن الكيان السياحى المصرى ليس كغيره من الدول التنافسية الأخرى وأن قدرته على العودة للسوق التنافسى مرة أخرى لابد أن يبدأ بتنشيط السياحة الداخلية التى لا يتذكرها أحد سوى وقت الأزمات فقط. وأشار إلى أن أسبانيا بها نحو 4 ملايين سائح داخلى سنويا، مقارنة بمصر التى لا يتعدى عدد السياحة الداخلية بها مئات الأشخاص. وأضاف الشامى أن "أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية "عليهم العامل الأكبر فى تنشيط السياحة الداخلية، مناشدا إياهم بضرورة تخفيض الأسعار للمصريين وإلغاء سياسة معاملة المصرى"ضعف" الأجنبى. وطالب الشامى الوزير الجديد بضرورة النظر إلى الأوضاع السياحية القائمة والعمل على إلغاء ما سماه "بالإتاوات"التى تصل إلى 60 ألف دولار تفرض على الراغبين الجدد فى الحصول على تراخيص شركة. ومن جانبه يرى الخبير السياحى، عادل الشربينى، أن ما تكبدته مصر من خسائر بلغت نحو 825 مليون دولار نظرًا لإلغاء الحجوزات السياحية لشهر فبراير يعد ضربة قوية لها بكل المقاييس، خاصة أن هذا لم يحدث من قبل على الرغم من تعرضها لأزمات كثيرة وأعمال إرهابية، مؤكدا أن الحملات الترويجية تلعب دورا كبيراً فى هذا الوقت الراهن، وهو ما يتطلب من هيئة تنشيط السياحة التركيز على توجيه حملة دعائية لدول العالم وخاصة الدول العربية التى تعتمد عليها مصر بشكل كبير فى الموسم الصيفى القادم. ويضيف على كامل منصور الخبير السياحى وعضو غرفة المنشآت السياحية "أن الفرق كبير جدا و"مخيف" بين معدلات السياحة الوافدة لمصر العام الماضى 2010 والتى قاربت نحو تخطى ال15 مليون سائح، وبين العام الحالى الذى شهد نصفه الأول نحو 3 ملايين سائح كانوا فى طريقهم للزيادة إلا أن الأحداث الأخيرة أجبرتهم على مغادرة البلاد. وأشار منصور إلى أن إجمالى ما أدخلته السياحة المصرية لخزينة الدولة العام الماضى بلغ نحو 78 مليار جنيه فى حين خسارتها العام الحالى ما يقرب من 7 مليارات دولار، مؤكدا أن الفترة القادمة ستكون السياحة العربية هى المنقذ للأزمة المصرية. يذكر أن الأزمة المصرية ساهمت فى نمو معدلات السياحة بعدد من الدول التنافسية ويأتى على رأسها دبى، حيث زادت معدلات السياح بها بنحو 30% من العام الحالى مقارنة بنفس الوقت من العام الماضى،كما ارتفعت نسبة إشغالات الفنادق بسوريا ووصل عدد السائحين السعوديين بها نحو 90 ألف سائح ونحو600 ألف تركى خلال النصف الأول من العام الحالى.