واصل المحتشدون بميدان التحرير تجمعهم فى كرنفالات واحتفالات سيطرت على أجواء الميدان وضمت جميع الأعمار السنية المختلفة، حيث ظهرت مجموعة تتكون من حوالى 25 شخصًا يجلسون بالقرب من الجامعة الأمريكية ويتوسطهم شاب فى العشرينيات من العمر ممسكًا بيده آلة موسيقية تعبر عن العراقة العربية فى الموسيقى (عود)، وتتغنى بأجمل الألحان فى حب الوطن. وعلى الجانب الآخر من الميدان وبالقرب من مسجد عمر مكرم، ظهرت مجموعة أخرى من 60 شخصًا بينهم رجل فى الأربعينيات من العمر أخذ ينظم أبياتاً من الشعر العامى المعبر عن ثورة شباب 25 يناير وخطف انتباه العديد من المتواجدين داخل الميدان وجعل بعض النساء تبكى من شدة تأثرهن بتلك الأبيات العزبة التى تناولت الثورة ومجدت شهداءها، بينما تولت مجموعات أخرى صغيرة من الشباب تنظيف الميدان أولاً بأول وحث المحتشدين على عدم إلقاء المخلفات على الأرض أو التزاحم أو التدافع فى مشهد حضارى يعكس الصورة الجديدة للمواطن المصرى. وكرم المحتشدون بالميدان شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية وميلاد دولة جديدة خالية من الفساد والمحسوبية ومعتمدة بالأساس على المناخ الديمقراطى واحترام حقوق الإنسان وآدميته؛ حيث رفعوا صورهم فى جوانب الميدان وتعهدوا بالقصاص من المسئولين عن إراقة دمائهم الطاهرة. ووسط تلك الأجواء الكرنفالية، بسطت المأكولات المصرية الشعبية سيطرتها على المشهد حيث ظهرت عربات الفول والفلافل والكشرى والبطاطا والبليلة مزينة بأعلام مصر وبصور الشهداء.