إعادة إطلاق الشراكة الأوروبية المتوسطية

أكد رئيس البرلمان الأوروبى هانس غيرت بترونج، أن عملية برشلونة لن تكتمل بالنسبة إلى البرلمان الأوروبى ما دامت اتفاقية الشراكة مع سوريا لم تدخل حيز التنفيذ، مشيراً إلى إمكانية إعادة إطلاق الشراكة الأوروبية المتوسطية حالياً ولاسيما عبر تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط فى باريس فى منتصف يوليو الماضى، كفرصة فى هذا المجال، وأن اللحظة المناسبة حانت الآن لاستئناف المفاوضات نحو التوقيع والتصديق، وهو إجراء يكون فيه البرلمان الأوروبى مخولاً إعطاء موافقته رسمياً على اتفاقية الشراكة.
وأوضح أن اتفاقية الشراكة الأوروبية السورية الموقعة بالأحرف الأولى عام 2004، لم توقع بسبب الظروف المضطربة التى أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى فى بيروت.
قال برتونج فى حديث لصحيفة الوطن السورية نشر الأحد، إن الاتحاد الأوروبى خلال الأعوام الأربعة الماضية، تابع تعاونه الوثيق مع سوريا خاصة فى المجالات التى تمسّ الناس، كتطوير البنى التحتية وتحسين حقوق المواطنين.
مشيراً إلى أن البرلمان الأوروبى رحب فى قراراته ببرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى اقترحه نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية عبد الله الدردرى فى مايو 2006، وهو يتناسب تماماً مع المعايير التى تتطلبها اتفاقية الشراكة.
حول تزامن زيارته إلى سوريا فى ظل محادثات السلام غير المباشرة مع إسرائيل واتفاق الدوحة وهدنة غزة، قال بوترنج إن بإمكان الاتحاد الأوروبى التأثير فى مسار العمل فى القضايا الإقليمية. مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبى يعمل على نطاق واسع كوسيط صادق بين إسرائيل وجيرانها وبين شتى الفصائل السياسية الفلسطينية وبين مختلف مكوّنات المجتمع اللبنانى ويصبو إلى تأدية هذا الدور، وأنه يريد لإسرائيل وفلسطين أن يتمكنا من العيش ضمن حدود آمنة.
أكد بوترنج أنه تم فتح فصل جديد فى العلاقات الأوروبية السورية فى سياق استئناف السياسة الأوروبية المتوسطية على نحو متعدد الأطراف، وهى نتيجة عدد من المبادرات الدبلوماسية الثنائية ومتعددة الأطراف، وأن البرلمان الأوروبى بصدد إقرار معاهدة لشبونة، كما نهدف إلى أن تصبح معاهدة لشبونة نافذة المفعول قبل الانتخابات الأوروبية، المزمع إجراؤها يوليو 2009.
أكد أن المعاهدة الجديدة ستدخل تغييرات تؤثر أيضاً فى سياسة الشئون الخارجية، كما سيصبح للمجلس الأوروبى رئيس جديد إضافة إلى ممثل أعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك أى مزدوج المهام، فضلاً عن أنه سيكون عضواً فى المفوضية الأوروبية ومسئولاً أمام البرلمان الأوروبى، ويرأس إدارة حديثة العهد هى إدارة العمل الأوروبى الخارجى بما يساهم فى صياغة سياسة أوروبية خارجية قوية وواضحة.