فى البداية أحب أن أعرفكم أننى لست منضمة لأى حزب ولن أنضم لأى حزب سوى حزب "حب مصر".. عشقت هذه البلد برغم كل ما قاسيته فيها من تخلف وقهر وذل وظلم من نظام ديكتاتورى متصلف عنيد لا يأبه بمواطنيه ولا بما يعانيه, نظام أخذ يلقى بوعوده الكثيرة ولا ينفذ منها أى شىء.. وكل ما يخرج من عباءته هو فقط للكبار من أتباعه.. كنت على يقين من خروج الآلاف من الشباب للتظاهر فى يوم الخامس والعشرين، ولكن الذى لم أتوقع حدوثه هو الاستمرار بهذا الشكل وهذه الأعداد المتزايدة كل يوم.. والأجمل أنهم شباب سلمى غير مسيس والحمد لله أنهم كثيرون منهم غير منضم لحزب وحتى منهم المنضمون للأحزاب خرج بدون توجيه من حزبه.. وكان هذا أجمل ما فى المظاهرة.. هؤلاء الشباب هم شباب مصر وبراعمهما الخضراء التى تأبى الانكسار.. هؤلاء الشباب هم من يطلقون عليهم جيل فاشل وجيل نايتى وكنتاكى وفيس بوك وتويتر.. جيل غير معترف به من قبل الكبار أو من قبل أجيال الحروب السابقة.. جيل أتى لمصر فى أصعب مراحلها جيل يصفونه بأبشع الصفات وألعنها أيضا, جيل فاشل.. هكذا يقولون عنه.. ولكن هذا الجيل الفاشل فعل ما لم تستطيعوا فعله بكل تأكيد وخرج المئات من الأجيال السابقة تتحدث عن هذا الجيل وتتغزل به.. فسبحان مغير الأحوال.. لم أتخيل أن هذا الجيل الذى أتشرف أننى منه وأفخر بهذا من قبل أن يحدث هذا وسأظل أفخر بأننى من هذا الجيل.. الجيل الذى خرج بالآلاف ليقول للظلم والفساد لا.. وبقى على رأيه إلى الآن يقاوم ويقول فى وجه الفساد والظلم لا.. لكن.. منذ بداية المظاهرات لم يكن هناك أى وجود لأحزاب أو رؤساء أحزاب, حتى هؤلاء الذين خرجوا ليتحدثوا على الفضائيات بأنهم خرجوا فى المظاهرات ودعموا الشباب، فوالله أنا أستغرب لهؤلاء لأنهم لم يذهبوا سوى فى اليوم الثالث أو الرابع، وبقيوا فقط بضع دقائق وأتوا ببدلاتهم المستوردة وبودى جارداتهم ليحموهم من أى هجوم قد يحدث.. وأنا لا أقول كلاما وفقط.. بل هذا ما حدث حقا.. واسألوا أى من المتظاهرين سيؤكدون كلامى هذا.. فالأحزاب للأسف تريد أن تأكل الكعكة فقط ولا يهمها مصلحة مصر فى الأساس.. وارجوا لليوتيوب والقنوات الفضائية لتروا وتسمعوا بأنفسكم كلامهم.. ليس معنى أننا لا نريد الرئيس مبارك أن نبقى بغير رئيس.. وليس معنى أن المتظاهرين مصممون على رحيله أن يرفض نائبه التحدث إليهم إلا لو ذهبوا لبيوتهم وفضوا التظاهرة.. لما لا يكون هناك حل وسط بين هؤلاء وهؤلاء.. بين المتظاهرين وبين الحكومة. حل وسط لنخرج لبر الأمان.. حل وسط قبل أى تدخل أجنبى أو حتى تدخل عربى.. حل وسط قبل أن يعيث المفسدون فيها.. من أحزاب وقوى سياسية أرجو أن نفكر بعمق.. بهدوء.. بعقل.. هذه الفرقة ليست هى الحل.. وللأسف فالمتظاهرون ليس لهم قائد يقول مطالبهم ويتحدث باسمهم. وأخشى جل ما أخشاه أن يأتى رئيس حزب ما ويؤثر فيهم ليكونوا تحت رحمته ونخسر بهذا الكثير.. فكروا قليلا فالأيام تجرى ومصر فى خطر.. وتخريب ونهب وسرقة.. فكروا قليلا وتنازلوا قليلا لنصل لبر الأمان.. كفانا عنادنا وتصلفا وفكروا فى مصر أولا وأخيرا.. فكروا فى حل مناسب نحفظ به دماء شهدائنا ونعاقب به مجرمينا وكل من أفسد هذا البلد.. مصر.