"الدين لله والأرض للجميع" رسالة مصر للعالم بختام ملتقى الأديان السماوية بجنوب سيناء.. 38 وفدا أجنبيا يشيدون بالسياحة الدينية.. و14 توصية للمؤتمر أبرزها رفض التطرف والإرهاب.. والحاضرون يرفعون شعار "هيا نصلى معا"

كتب محمود حسين - إسماعيل رفعت - فايزة مرسال
محافظ جنوب سيناء: 38 وفد أجنبيا حضروا ملتقى الأديان السماوية.. ومصرون على دعم السياحة

محافظ جنوب سيناء: فكرة مؤتمر ملتقى الأديان نابعة من الرئيس لتنشيط السياحة الدينية وسنعقده سنويا

وزير الأوقاف: نشكر الرئيس لدعمه مؤتمر ملتقى الأديان.. وأفصل مصطلح تصويب الخطاب الدينى

من يحمل السلاح على الناس ويشهر عليهم سيفه ويستبيح دمهم لا علاقة له بالأديان

التوصية بحملة عالمية للترويج للسياحة الدينية عالميا

كعادة أرض "المحروس" التى تنبت بشجار السلام المثمرة بالمحبة والتآخى".. اختتمت اليوم، السبت، فعاليات مؤتمر "ملتقى الأديان السماوية.. سانت كاترين.. هيا نصلى معا"، الذى انعقد فى مدينة شرم الشيخ وسانت كاترين"، بمحافظة جنوب سيناء، فى الفترة من الخميس 28 سبتمبر حتى السبت 30 سبتمبر"، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، ويهدف المؤتمر إلى توجيه رسالة سلام للعالم كله بأن مصر بلد السلام والأمان والتسامح، ويستهدف بشكل رئيسى تنشيط السياحة الدينية فى مصر فى ظل تمتع مصر بشكل عام وجنوب سيناء تحديدا بمقومات فريدة للسياحة الدينية.


واختار القائمون على تنظيم المؤتمر، جنوب سيناء، لإقامته فيها نظرا لوجود كل مقومات السياحة الدينية فيها واحتوائها على مزارات ومقدسات دينية تمثل مختلف الأديان السماوية، واستمرت فعاليات المؤتمر حتى الصباح الباكر اليوم، السبت، حيث دعا اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، ضيوف المؤتمر على عشاء بدوى بقرية مورجن لاند بسانت كاترين، وذلك بعد انتهاء المؤتمر الصحفى الخاص بإعلان توصيات المؤتمر فى منتصف الليل.


وأعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، توصيات مؤتمر ملتقى الأديان السماوية، وتضمنت التوصيات 14 توصية، وهى التأكيد على نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمى، وإرسال رسالة سلام للعالم كله من مدينتى السلام، شرم الشيخ وسانت كاترين، وأرض السلام مصر السلام، مفادها أن أننا دعاة سلام نحمل السلام والخير للإنسانية جمعاء، والتأكيد على رفض كل ألوان العنف والتطرف والإرهاب، مؤكدين أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له، ولا عقل له، وأن من يحمل السلاح على الناس ويشهر عليهم سيفه ويستبيح دمهم لا علاقة له بالأديان ولا بالقيم ولا بالأخلاق ولا بالإنسانية السوية، والتأكيد على رفض كل ألوان التشدد، ذلك أن التشدد سعل يحسنه من لا صلة له بالعلم، أما التيسير فلا يجيده سوى ذوى العلم والفقه، وتذكروا قول تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم أن الله يحب المقسطين"، والبر مفتاح كل خير بل جماع الخير كله، فالوسطية والاعتدال هما جناحا الشريعة.


وتضمنت التوصيات، التأكيد على أهمية العمل الإنسانى المشترك: "أن نعمل معا، ونصلى معا، ونبنى معا ونتعاون لمل ما فيه سعادة البشرية"، وتطوير جميع المتاحف الأثرية فى مصر بصفة عامة وفى سيناء بصفة خاصة، ووضع برامج تسويقية عالمية للتوعية بما تمتلكه مدن (شرم الشيخ، الطور، سانت كاترين)، وسائر مدن سيناء الحبيبة، من مقومات السياحة الدينية، وإطلاق حملات للترويج للسياحة الدينية، المستندة على التخطيط الجيد، والدراسة الدقيقة للأسواق المستهدفة، مع ضرورة اهتمام هيئة تنشيط السياحة بكل من السياحة الدينية والسياحة العلاجية، وقيام رجال الدين الإسلامى والمسيحى بالدعوة لعقد المزيد من تلك المؤتمرات والترويج لسياحة المؤتمرات الدينية والعلمية والثقافية، وتأهيل العمالة وتدريبها على التعامل مع سائحى المزارات الدينية والتركيز على الشبابية منها.


كما أوصى المؤتمر بقيام هيئة تنشيط السياحة بعمل مطويات وأفلام وثائقية حول أهم المعالم والمزارات الدينية والثقافية والتراثية بجمهورية مصر العربية تعرض على خطوطنا الجوية وغيرها، لإبراز ما نمتلكه من مقومات سياحية فريدة، وعقد ندوات توعية شاملة حول مقوماتنا السياحية ولاسيما ما يتصل بالسياحة الدينية، وقيام المركز العالمى للثقافة الإسلامية باللغات الذى افتتحته وزارة الأوقاف بمسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ بعقد ندوات ودورات متنوعة بالمركز والمحافظة لرفع مستوى الوعى الثقافى، وبخاصة فيما يتصل بمجالى حوار الأديان والسياحة الدينية، والتنسيق مع وزارتى التربية والتعليم، والتعليم العالى، لعمل رحلات مدرسية وجامعية للمعالم والمزارات الدينية بمدن شرم الشيخ والطور وسانت كاترين، لربط الناشئة والشباب بهذه الأماكن التى تعد كنوزا تاريخية وأثرية وسياحية لجميع الأديان السماوية، وأن يتم تشكيل لجنة متابعة هذه التوصيات.

محافظ جنوب سيناء: 38 وفد أجنبيا حضروا ملتقى الأديان السماوية.. ومصرون على دعم السياحة
وقال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أن هناك 38 وفد أجنبى حضروا مؤتمر "ملتقى الأديان السماوية هنا نصلى معا"، بمشاركة سفراء اليونان والفاتيكان والمجر وبيلاروسيا ورجال الدين الإسلامى والمسيحى.

وطالب فودة، الجهات المعنية بتطوير مكتبة السادات فى وادى الراحة بسانت كاترين، التى كان يعتكف فيها لوضع خطة الحرب.

وقال المحافظ: "إننا مصممون ولنا هدف لعودة السياحة، وسنجعل المؤتمر سنويا ونفتح ذراعنا لكل مخلص، ونقول له اهلا وسهلا ونقف معاه وندعمه ونفتح الباب لكل الفرق الفنية للمشاركة، ونشكر اللجنة الدينية بالبرلمان على مشاركتها ودعمها، وسعيد جدا وأشكر كل من ساهم وسنكرم عامل النظافة الذى ساهم وتعاون معنا وشايف أن الدنيا كلها بتتكلم عن المؤتمر ولن نتراجع لأننا نعمل لمصر".


وتابع محافظ جنوب سيناء: "فكرة مؤتمر ملتقى الأديان نابعة من الرئيس لتنشيط السياحة الدينية وسنعقده سنويا".

وأكد محافظ جنوب سيناء، أن فكرة مؤتمر ملتقى الأديان السماوية المنعقد بمدينتى شرم الشيخ وسانت كاترين، بهدف تنشيط السياحة الدينية، هى فكرة نابعة من الرئيس عبد الفتاح السيسى".

وتابع المحافظ: "الرئيس السيسي خلال اجتماعه منذ فترة مع المجلس الأعلى للسياحة قال إننا فى مصر لدينا كل مقومات السياحة الدينية والمردود ضعيف، ولما الرئيس يقول لازم الكل يعمل باجتهاد لمصلحة الوطن، لذلك عقدنا مؤتمر السياحة العلاجية منذ شهور قليلة، وقلنا نعقد مؤتمر للسياحة الدينية، واجتمعت لجنة مشكلة من وزير الأوقاف الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب ومحافظ جنوب سيناء مرة كل شهر على مدار الشهور الماضية للإعداد للمؤتمر، والذى نجح نجاحا كبيرا، وسنعقده سنويا وسيتم تنفيذ توصياته".

ووجه محافظ جنوب سيناء الشكر لكل من دعم المؤتمر ومنهم طارق عامر، رئيس البنك المركزى المصرى، ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى وحسين صبور، ورئيس بنك مصر، وقال: "أشكر كل المستثمرين الذين دعموا المؤتمر وأعطونا الغرف مجانا ليخرج المؤتمر بهذا الشكل، والشكر لجهاز التعمير الذى أقام مسرحا جبارا".

محافظ جنوب سيناء يطالب بتطوير متحف أنور السادات بسانت كاترين
وطالب اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، كافة جهات الدولة بتضافر جهودها لتطوير متحف الرئيس الراحل أنور السادات الموجود بمنطقة سانت كاتربن.

وقال محافظ جنوب سيناء: "أطلب أن يتم تطوير متحف الزعيم الراحل محمد أنور السادات، فهذه البقعة الطاهرة المجاورة لنا كان الرئيس السادات يأتى إليها دائما ويفكر فى أحوال البلد وشيئونها".

وزير الأوقاف: نشكر الرئيس لدعمه مؤتمر ملتقى الأديان.. وأفصل مصطلح تصويب الخطاب الدينى
ووجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على دعمه ورعايته لمؤتمر ملتقى الأديان السماوية.. هنا نصلى معا، المنعقد بمدينتى شرم الشيخ سانت كاترين.

وقال وزير الأوقاف، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى الخاص بتوصيات المؤتمر: " لا أحد ينجح وحده ولا يمكن على الإطلاق ذلك، ولكن حكمة الإنسان والنجاح يقاس بقدره على العمل الجماعى والتحلى بروح الفريق ونكران الذات".

وتابع: "نوجه كل الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى على رعايته للمؤتمر ودعمه لتجديد وتطوير الخطاب الدينى”، كما وجه الشكر للواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء على ما بذله من جهود لإنجاح المؤتمر.


وأشار وزير الأوقاف، إلى أن اللجنة التى أعدت المؤتمر وتضم اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، ووزير الأوقاف، وبعض الوزارات المعنية، اجتمعت على مدار ثلاثة أشهر للإعداد للمؤتمر، وكان أول اجتماع فى اللجنة الدينية.

ولفت إلى أن تطوير وتجديد الخطاب الدينى يكمله تطوير الخطابات الأخرى العلمية والثقافية والتربوية وغيرها، قائلا: "وإن كنت أميل إلى لفظ تصويب الخطاب الدينى، لتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة والمغلوطة".

وتحدث خلال المؤتمر بعض سفراء الدول المشاركة فى المؤتمر، ومنهم سفيرى اليونان والمجر وآخرين، مؤكدين أهمية المؤتمر لتنشيط السياحة الدينية رغم أنه تأخر كثيرا، وأشادوا بتنظيم المؤتمر وبالمقومات السياحية الدينية فى مصر وخاصة فى شمال سيناء، ودعوا إلى استمرار مثل هذه المؤتمرات.

فيما أعلن برونو مزرو، سفير الفاتيكان فى مصر، أنه عاش يومين فى سعادة خلال المؤتمر، خاصة لدى زيارته للمعالم الدينية هناك، مضيفًا أن السياحة الدينية قائمة منذ فجر التاريخ، وأن كل الأديان لها مزاراتها المقدسة ويكفى الحديث عن الوحى بالوادى المقدس طوى، للنبى موسى".

وزير الآثار: انتهاء تجهيز وترميم مكتبة دير سانت كاترين خلال 6 أسابيع

فيما أعلن وزير الآثار خالد عنانى، عن انتهاء تجهيز وترميم مكتبة دير سانت كاترين خلال 6 أسابيع وافتتاحها خلال ديسمبر المقبل.

وأضاف وزير الآثار، أن الكنيسة بها فسيفساء من أهم الفسيفساء فى العالم.

وفى سياق متصل، وجه الشيخ جمعة سعيد على، مستشار الشؤون الدينية لرئيس جمهورية جنوب السودان، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على دعمه للحوار الوطنى فى السودان.

وأضاف مستشار رئيس جنوب السودان، ل"اليوم السابع"، أن مصر كانت ومازالت وستظل هى الدولة الأولى فى دعم الحوار والمصالحة السودانية.

ممثلو 15 دولة يقدمون إنشاد وابتهالات وترانيم إسلامية ومسيحية على أرض الكنانة
فى سياق متصل، أقامت محافظة جنوب سيناء مساء الجمعة احتفالية ملتقى الأديان "هنا نصلى معا"، بوادى الراحة بمدينة سانت كاترين، حضره المشاركون فى مؤتمر "ملتقى الأديان السماوية.. سانت كاترين.. هنا نصلى معا"، وتم خلال الحفل تقديم عروض الدورة الثالثة لاحتفالية ملتقى الأديان، تحت رعاية منظمة اليونسكو، وأحيى الحفل الفنان انتصار عبد الفتاح مؤسس الملتقى، بفرقته التى يشارك فيها عازفون وملحنون من 15 دولة، وبدأ الحفل بالسلام الوطنى المصرى، وسط تأمين مشدد من قوات الجيش والشرطة فى ظل حضور وزراء وسفراء ونواب وفنانين.

وتضم الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الكبير انتصار عبد الفتاح، عازفون من 15 دولة من بينها مصر والمغرب والجزائر واليونان ونيجيريا وجورجيا والسودان، وفلسطين، وإثيوبيا، وتتارستان، والهند، والأردن، وباكستان، واندونيسيا، وتعرض كل فرقة ترانيم وابتهالات دينية مسيحية وإسلامية، وإنشاد دينى، وسط تجاوب كبير من الحضور المشاركين فى مؤتمر ملتقى الأديان السماوية.

وتهدف الاحتفالية إلى تجميع ممثلى الأديان المختلفة على أرض سيناء وتحديدا سانت كاترين "هنا نصلى معا"، لأنها تضم مزارات وأماكن لمقدسات دينية مختلفة تمثل كل الأديان السماوية.

وشارك فى فعاليات المؤتمر اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، رئيس المؤتمر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور خالد العنانى وزير الآثار، والمستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، والدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، والدكتور عبد الهادى القصبى رئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، وعدد من أعضاء مجلس النواب، سفراء الدول الأجنبية ووفود أجنبية إسلامية ومسيحية، كما حضر وزير التنمية المحلية هشام الشريف، والدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، بعض فعاليات المؤتمر، كما حضر الاحتفالية الفنان محمد رمضان، والفنانة ندى بسيونى، والفنان سامح الصريطى، والإعلامى طارق علام.
وكانت فعاليات المؤتمر انطلقت يوم الخميس الماضى بمدينة شرم الشيخ بعقد جلستين وافتتاح المركز الثقافى الإسلامى بمسجد الصحابة بشرم، وإقامة حفل إنشاد دينى أحياه الفنان أحمد الكحلاوى المنشد الدينى المعروف، وفى اليوم التالى الجمعة انتقل المشاركون فى المؤتمر إلى سانت كاترين وأدوا صلاة الجمعة هناك، ثم قاموا بزيارة دير سانت كاترين.