صدمة حقيقية عاشها التشكيليون وفنانو الكاريكاتير، فور سماعهم خبر وفاة الفنان إبراهيم عبد الملاك، حيث أكدوا أنه ترك وراءه فراغاً، سواء على المستوى الإنسانى أو الفنى. أصدقاء الفنان الراحل، أغلبهم من المبدعين، سواء من التشكيلين الذين زاملهم، أو ساعد على اكتشافهم، أو من رسامى الكاريكاتير، الذين عاصروا فترات عمله فى جريدة "صباح الخير". كان الفنان الراحل يحرص دائما على أن تعكس أعماله التشكيلية منها والنحتية على قيمة مصرية معاصرة، تجعل المتلقى يخرج بمفهوم مغاير عن الفن التشكيلى، ويضع الفن فى مواجهة الحياة، إذ ينبغى أن يؤثر كلاهما فى الآخر ويتكامل معه. وصف نقيب التشكيلين مصطفى حسين، الفنان الراحل، بروح نقابة التشكيلين، فقد كانت الفترة التى عمل فيها وكيلا بالنقابة من أفضل الفترات، فهو من أكثر وكلاء النقابة نشاطا، وكان اهتمامه بجميع التفاصيل يثير الدهشة، مضيفا "كان فنانا حين يرسم، وشاعرا فى كتابته الصحفية"، فى إشارة إلى مقالته الصحفية التى كان ينشرها بمجلة "صباح الخير". وأكد أن الفنان الراحل كان يملك روح مبدع حقيقى، حيث شهد آخر معرض أقيم له على ذلك، فرغم مرضه الشديد، بذل الفنان جهدا خرافيا ليظهر المعرض فى أحسن حال. وأضاف الفنان التشكيلى عز الدين نجيب أن رحيل عبد الملاك خسارة فادحة، وسيترك الفنان الراحل فراغاً لن يملأه غيره، خاصة على مستوى النقد الفنى، وأشار عز الدين إلى أن الفنان السابق كان يمتلك شجاعة نادرة، وكان دائما ما يقف بجانب كل من يتعرض لظلم من الفنانين الزملاء، ودائما ما كان يشارك فى العمل العام. ووصف عز الدين، الراحل عبد الملاك، كان ثائراً إصلاحياً، يظهر ذلك دائما فى مقالاته الصحفية، ومنحاز دائما إلى المجتمع المصرى، حيث كان يوجه الحركة الفنية فى مصر نحو استخدام الموتيفات المصرية، كبديل عن الجنوح إلى التيارات الغربية الأخرى. وأضاف الفنان التشكيلى محمد عبلة رئيس أتيليه القاهرة، "الفنان الراحل كان أول من كتب عن أولى معارضى التى أقيمت فى الأتيليه"، قائلا "كتب عنى بشكل جميل جدا، قبل أن يعرفنى، فالفنان الراحل كان يسعى دائما لاكتشاف المواهب الجديدة، فقد كان قبله أبيض، وإذا اختلف مع أحد بادر إلى مصالحته، هكذا عرفناه دائما". وأكد رسام الكاريكاتير عمرو سليمان أن الفنان الراحل كان له الفضل فى إبراز العديد من المواهب، وقد استفاد من رعايته بشكل شخصى، ورغم أن الراحل كان فنانا تشكيليا، لكنه كان يسدى لى الكثير من النصائح، مضيفا: الفنان الراحل ساعد كثيراً فى إعطاء مجلة "صباح الخير" طابعها المميز، فقد ابتكر فكرة التحقيق الصحفى المرسوم.