أن يفوز الفنان مصطفي حسين بجائزة مبارك للفنون عن جدارة وبشكل غير متوقع، هو حدث له عدة أبعاد تم عرضها علي رسام الكاريكاتير الشهير مصطفي حسين و اتفق في بعضها وأضاف لبعضها الآخر. الفنان مصطفي حسين ما إحساسك بجائزة مبارك للفنون؟ - حاولت أن أدرب نفسي علي ألا أفاجأ، سواء فزت أو فشلت، حتي لا أحبط إحباطا كاملا، فكنت طبيعياً عند سماع الخبر، لكن هذا لم يمنعني من أنني حينما دلفت إلي القاعة، وقام الجميع بالتصفيق الحاد لي، وجدت نفسي في سعادة غامرة وأشعر ربما بالإحراج أيضا. ما رؤيتك لما بعد الجائزة؟ - الجائزة قيدتني، فبقدر ما أسعدتني، حملتني مسئولية ضخمة، فاختيار صفوة مثقفي مصر لي ووضعهم ثقتهم في، مسئولية كبيرة تجعلني أفكر كثيرا قبل أن أضع خطا علي ورقتي. من كان أول المهنئين لك بالجائزة؟ - الدكتور أحمد نوار كان أول المهنئين لي، يليه الأستاذ إبراهيم المعلم، الذي أرسل إلي زهورا، وكان أول من بشرني بها الأستاذ حلمي النمنم. وهناك موقف طريف جدا حدث بيني وبين الدكتور أحمد نوار، الذي اتصل بي هاتفيا قبل إعلان الجوائز بيوم ليقول لي: أنا سأنسحب من الجائزة وأتنازل عنها لك، طبعا منح الجائزة لا يتم إلا من خلال الترشيح وليس التسابق، فطبعا اندهشت لذلك وطالبته بعدم الانسحاب، ولم آخذ الموضوع مأخذ الجد، وفي الجلسة المغلقة فوجئت بالدكتور عماد أبوغازي يعلن استلامه خطابا من الدكتور نوار يقول فيه أنه ما دام الفنان مصطفي حسين مُرشحاً للجائزة فأنا منسحب! هل تري أن مساحة الحرية في مصر لفن الكاريكاتير أصبحت كافية؟ - سأترك الرد علي هذا السؤال للقراء. هل تري أن زيادة عدد الصحف في صالح فناني الكاريكاتير؟ - بالطبع نعم، لأنه يفرخ جيلا جديدا مختلفا في الفكر والأسلوب في فن الكاريكاتير، حيث تفرد لهم مساحات جديدة وواسع، وهو ما لم يكن متاحا من قبل. متي قرر الفنان مصطفي حسين أن يكون رساما للكاريكاتير؟ - حدث ذلك بالصدفة وعمري 16 عاما وأدرس بالسنة الإعدادية بكلية الفنون الجميلة، وحينها كان أستاذي بالكلية هو الفنان أسعد مظهر المستشار الفني لمؤسسة "دار الهلال"، وتم تكليفه بجلب رسامين جدد للمجلة، فاختارني أنا والفنانين حسن حاكم والأخوين إيهاب وناجي شاكر، وبدأنا العمل في الدار، حيث عمل الأخوان شاكر بمجلة "المصور"، أما أنا وحاكم عملنا في مجلة "الاثنين"، وطلب مني الأخوان إميل وشكري زيدان عمل غلاف المجلة، فكان الموضوع الرئيسي للغلاف عنوانه "الاثنين والدنيا" فرسمت خروشوف وأيزنهاور وبينهما الكرة الأرضية ليعبر عن الاثنين والدنيا، فأعجبا بالغلاف جدا لأنني رسمنه بأسلوب كاريكاتير سياسي، وشجعاني علي الاستمرار في الكاريكاتير. مَنْ من الجيل الجديد تراه موهوبا كرسام كاريكاتير؟ - الحقيقة هناك العديد من الفنانين المميزين، منهم الفنانان محمد عمر وعمرو فهمي، وهما يعتبران من تلاميذي، وعبد الرحمن في «روزاليوسف». كيف تري تجربتك مع أحمد رجب وما السبب وراء توقفها؟ - ما كنا نقدمه أنا وأحمد رجب كان واضحًا جدًا وربما كان هذا السبب وراء تعلق الناس بأعمالنا واستمرارنا هذه الفترة الطويلة والحقيقة أن التوقف حدث نتيجة أسباب لا تذكر لكنها أخذت أكبر من حجمها وتمسك كل منا بكرامته وعزة نفسه، إلي أن جمعنا مرة أخري مرضي الأخير المفاجئ فلم يفارقني أحمد رجب لحظة وتجاوزنا كل هذه الخلافات أعرف عنك أنك لا تترك القلم من يدك وترسم كل الوجوه التي تقابلك؟ - نعم هذا صحيح فأنا دائما لدي عدد من البورتريهات لكل من تعاملت معهم، كالموجودة بقاعة المؤتمرات بأخبار اليوم لأحمد بهاء الدين ومصطفي وعلي أمين وكامل الشناوي وغيرهم، أيضا هنا بمجلة الكاريكاتير تجدين لوحة مرسوم فيها كل المحررين بالمجلة. ما رأيك في دخول الكمبيوتر برسم الكاريكاتير؟ - أشعر أن الكاريكاتير فقد عفويته، فالرسم مهذب لأقصي درجة يفتقر لنبض اليد والفرشاة، فأنا لا أراه مقبولا. ما خطة النقيب مصطفي حسين للانتخابات المقبلة؟ - الحقيقة أنا لا أعلم إن كنت سأترشح للعام القادم أم لا، فهذا يتوقف علي حالتي الصحية. إلي أين وصل مشروع سوق الفن؟ ولماذا توقف؟ - الحقيقة هناك بعض التعثرات، ولابد من إشراك الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وذلك لأن القطاع يملك من القاعات التي تتسع لسوق الفن. كان هناك مشروع ناد للنقابة بالمنيل، لماذا توقف؟ - الحقيقة حدثت تعثرات بسبب البيروقراطية والموافقات المطلوبة من وزارة الري والتي نأمل أن تحل، أيضا هناك مشروع قائم بمدينة 6 أكتوبر، وهو حتي الآن دون تعثرات ولقد اجتمعت بالاستشاري منذ أيام، لبحث إقامة شقق للفنانين، وهو مشروع تعاوني بحيث تكون الأسعار أقل من الموجود كله. ما سبب ضعف تبادل النشاط بين النقابة الأم والفروع بالمحافظات؟ - ما يحدث عادة بالنقابات الفرعية أنه يتم انتخاب نقيب ومجلس إدارة ويكون لهم إعانة سنوية ويتوقف نشاطها علي المنطقة، ففرع المنصورة مثلا عليه أن يفكر في شكل هذه المشاريع الثقافية فيما بيننا وتعرض علي، لكن لا يمكن تحميل الفرع الأم كل هذا العبء وإلا فلا معني لهذه الفروع. ما أهم الأنشطة التي ركزت عليها النقابة في الفترة الأخيرة؟ - في الفترة الأولي كان التركيز علي رفع قيمة الإعانة من الوزارة من عشرين ألفاً إلي أربعمائة ألف، والذي ساهم فيما بعد في رفع قيمة المعاشات، صحيح أنها ليست الزيادة الكبيرة إنما أفضل من السابق علي ما أظن، أيضا بدأنا الآن في متابعة المنطقة السكنية للفنانين، التي أصر علي أن تكون مدعومة جيدا للفنانين. إلي أين وصلت مشكلة خريجي التربية النوعية؟ - الحقيقة هذه مشكلة أزلية، ولكننا ندرس الآن وفي جلسات قريبة سنحدد السماح بقبول خريجي التربية النوعية شعبة التربية الفنية فقط. ما شكل العلاقة بين النقابة ووزارة الثقافة؟ - هي علاقة ودودة، لكنها تخلو من الالتزام، لأننا كنقابة مهنية لا نتبع وزارة الثقافة، لكن الوزارة تدعمنا تفضلا منها، وذلك لأنه بالصدفة وزير الثقافة فاروق حسني فنان تشكيلي. مَنْ من رسامي الكاريكاتير تهتم بمتابعة أعماله؟ - كان هناك مبدع ليبي اسمه «زواوي» كان لديه تقنية عالية، لكني لا أعلم لماذا اختفي، وهناك آخرون أيضا، ومن العالميين هناك عدد من رسامي الكاريكاتير الأميريكيين وأيضا الفرنسي "بلانتو"، لديه تقنية عالية وبيننا مودة لطيفة ومعرفة طيبة. ما رأيك فيما يحدث الآن بأتيليه القاهرة؟ - الحقيقة أنها مهزلة كبري، ويبدو أن هناك فسادا حقيقيا في المكان، وأتمني أن ينتهي ذلك، لأنه كان منبرا ثقافيا مهما. بمناسبة احتفالنا بمئوية الفنون الجميلة، هل تري أن الجيل الحالي يصلح لأن يكون قاعدة صلبة للمئوية الثانية؟ - أشك.