آراء نواب الشعب فى ظاهرة حرائق المواطنين .. الغول: الحكومة يجب أن تستمع لشكاواهم.. وجمال أسعد: الحوادث فرقعة إعلامية لا تتفق مع الدين وليس لها علاقة بالنضال السياسى و"احنا فى مصر مش فى تونس"

لم تمر ساعات على هروب الرئيس التونسى على زين العابدين بطائرته الشخصية إلى المملكة العربية السعودية، بعد 23 يوما من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لجميع طوائف الشعب بسبب قيام المواطن محمد بوعزيزى بحرقه نفسه بسبب منعه من بيع الخضروات والفاكهة، حتى نهج الكثير نفس الطريق، ليس أملاً فى الوصول إلى تغيير جذرى فى الحياة السياسية، ولكن لحل المشاكل الشخصية.
فى التاسعة والربع من صباح الاثنين أشعل عبده عبد المنعم (صاحب مطعم فى مدينة القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية) النار فى نفسه أمام الباب الرئيسى لمجلس الشعب احتجاجاً على عدم صرف حصته من الخبر لاستمرار عمل المطعم، وفى صباح اليوم التالى تكررت نفس الواقعة أمام باب المجلس ذاته، حيث أشعل المواطن محمد فاروق محمد حسن النار فى نفسه بسبب فشله فى استعادة ابنته لمشاكل أسرية مع زوجته.
ولم تمر دقائق حتى ألقت أجهزة الأمن القبض على مواطن يحمل زجاجتى بنزين، وكان بصدد إشعال النار فى نفسه للمرة الثالثة أمام باب مجلس الشعب، وهو الأمر الذى يطرح التساؤل المهم، لماذا يختار المواطنون إشعال النار أنفسهم أمام المجلس، وما رد نواب الشعب على تلك الواقعة.
السؤال الأول أجاب عليه الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب فى بيان أصدره يوم الاثنين الماضى، أكد فيه أن المواطن الذى أشعل نفسه أراد توصيل رسالة إلى المجلس، ومن ثم أمر سرور بتكليف رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوى بالمجلس بالاستماع إلى المواطن الذى قام بإشعال النار فى نفسه.
أما عن نظرة نواب الشعب للحادث فقد أكد عبد الرحيم الغول أن لجوء المواطنين إلى إشعال النار فى أنفسهم أمام البوابة الرئيسية للمجلس يعكس معاناة المواطنين، ووجود مظلمة لديهم يريدون أن يوصلوها بأية طريقة، وأن المجلس يمثل أهمية كبيرة لدى كافة المصريين والمنقذ الوحيد لهم لتوصيل شكواهم إلى الحكومة.
وأوضح الغول أن الحكومة عليها أن تستمع إلى شكوى المواطنين ومطالبهم، سواء كانت المطالب عادلة أم غير عادلة، وتشرع فى حلها، فيما انتقد الغول طريقة التعبير قائلا "بها نوع من المنظرة والإثارة الإعلامية".
وقال جمال أسعد عضو مجلس الشعب إن قيام المواطنين بإشعال النار فى أنفسهم حالة غريبة ولا علاقة لها بالسياسة ولا النضال السياسى، موضحاً أن هناك أوجهاً كثيرة للتعبير عن الرأى السياسى، ومتاحة قانونا مثل التظاهرات السلمية والوقفات الاحتجاجية.
وأضاف أسعد أن الحادثة غريبة على المجتمع، وبها نوع من التقليد لحالة تونس بشكل غير صحيح، مؤكداً أنها لن تسفر عن نتائج مثل تونس لاختلاف الوضع الاقتصادى والسياسى بين مصر وتونس، حيث إن كل مجتمع له ظروفه وعاداته وتقاليده.
وأشار أسعد إلى أن قيام المواطنين بإشعال النار فى أنفسهم ما هى إلا "فرقعات إعلامية تؤدى بحياة البشر إلى التهلكة دون نتيجة إيجابية".