رحبت الأوساط الشعبية والمجتمع المدني في البلاد العربية بثورة الشعب التونسي التي أجبرت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي على الفرار باتجاه السعودية، معتبرين ذلك إنجازا تاريخيا، في حين اتسمت ردود الأفعال الرسمية في التعامل مع الوضع بالحذر والتحفظ أو الصمت. وعلى الصعيد الشعبي تدفقت آلاف من رسائل التهنئة للشعب التونسي على الإنترنت الجمعة، على موقعي فيسبوك وتويتر وغيرهما، واستبدل الكثير من الناس الأعلام التونسية الحمراء بصورهم الشخصية في هذه المواقع. كما استبدل متصفحو هذه المواقع من مختلف الأقطار العربية أيضا بصورهم الشخصية صور الشهيد محمد البوعزيزي الذي أشعل الثورة بحرق نفسه قبل أربعة أسابيع في مدينة سيدي بوزيد. واعتبر مستعملو المواقع الاجتماعية أن التغيير الذي فرضه الشباب التونسي نموذج يحتذى به، وتمنوا خطوات مماثلة في بلدانهم. صمت وتحفظ وعلى الصعيد الرسمي العربي آثرت أغلب الدول العربية الصمت تجاه الأحداث الجارية في تونس وخروج الرئيس بن علي بعد طلب شعبي باستقالته. وكان موقف المملكة العربية السعودية هو الأبرز، وهي التي رحبت ببن علي على أراضيها، وأكد بيان للديوان الملكي السعودي، نشرته وكالة الأنباء السعودية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، نبأ وصول بن علي إلى أراضي المملكة. وقال البيان إن السعودية رحبت ببن علي تقديرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق وب"كل إجراء يعود بالخير على الشعب التونسي الشقيق". وفي قطر، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية مساء الجمعة، إن بلاده تراقب الأحداث الجارية في تونس وتحترم إرادة الشعب التونسي وخياراته. وأكد المصدر تأكيده التزام قطر بعلاقتها المتينة مع الشعب التونسي العزيز وحرصها على علاقاتها المميزة مع الجمهورية التونسية. من جهته أكد المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجامعة قلقة من الأوضاع في تونس وإنها تراقبها عن كثب.