"مبروك، لقد تم قبولك بالعمل، نرجو تحويل 500 دولار إلى حسابنا لإنهاء إجراءات التعاقد"، رسالة حققت من ورائها عصابات النصب الإلكترونى ثروات طائلة من وراء التلاعب بأحلام الباحثين عن وظائف عمل لائقة على مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعى. عملية النصب بالنسبة لتلك العصابات، لاتحتاج سوى شاب يبحث عن العمل المناسب له، فى بلده أو خارجه، وإنشاء حسابات وهمية ينشرون من خلالها إعلانات للتوظيف على مواقع التواصل الإجتماعى ومواقع البحث عن وظائف، وعادة ما تكون هذه الإعلانات تحمل وظائف متميزة فى رواتبها ومجالاتها وعادة ما تكون إعلانات وظائف لدول خارج حدود الدولة المنشور بها الإعلان.
"محمد" حول 5 آلاف درهم لشركة وهمية واكتشف النصب متأخرا
يحكى شاب مصرى يدعى "محمد حمزة" قصته على "جروب" اجتماعى على فيسبوك، قائلا: "وضعت سيرتى الذاتية على أحد مواقع التوظيف للحصول على وظيفة داخل مصر، وبعدها بأسبوع تلقيت اتصالا من شخص قال إنه مسئول التوظيف فى إحدى مستشفيات الخليج، وعرض عليا العمل بالمستشفى، ووجه إلى بعض الأسئلة السطحية فى مجال تخصصى الهندسى، وعقب المكالمة وصلت إلى رسالة بريدية من الحساب نفسه تطالبنى بتوقيع العقد لإنهاء إجراءات التعيين".
ويتابع محمد: "بعدها بيوم تلقيت مكالمة تفيد بقبولى فى العمل، ثم اتصل بى نفس الشخص وطلب منى تحويل 5000 درهم لإنهاء إجراءات الاستقدام وحجز تذكرة الطيران، وأخبرنى أن الأموال التى سأحولها سأستردها مع راتبى الأول، وأن هذا الإجراء حتى لا يتحمل المستشفى خسائر مالية حال تراجعى عن العمل، فصدقته وحولت المبلغ وبعدها لم يصلنى أى شىء، فشعرت بالقلق وبعثت أكثر من رسالة على البريد الإلكترونى الخاص به، لكن لم أتلق أى رد، حتى رقم الهاتف الخاص به مغلق، فطلبت من أحد أصدقائى المقيمين بالخليج التواصل مع المستشفى، لكنه فوجئ بعدم وجود مستشفى يحمل هذا الاسم من الأساس، فأدركت أننى تعرضت لعملية نصب".
مئات القصص على صفحات التواصل وتقارير خليجية ترصد الأزمة
هذه القصة واحدة من مئات القصص التى تعرض أصحابها للنصب عن طريق إعلانات التوظيف على الإنترنت فى مصر وخارجها، والتى تحولت إلى ظاهرة انتشرت قصص ضحاياها على صفحات التواصل الاجتماعى، ورصدتها تقارير صحفية فى دول خليجية متعددة وصلتها شكاوى من مصريين وعرب من تلك الإعلانات.
كما وصل الكثير من هؤلاء الضحايا أيضا إلى مكتب شعبة إلحاق العمالة بالخارج التابع للغرفة التجارية، والتى أكد رئيسها حمدى إمام، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن النصب بهذه الطريقة "ظاهرة" وأصبح له ضحايا عديدين، كاشفا أن الغرفة تتلقى يوميا حالات تم النصب عليها عن طريق إعلانات توظيف مضللة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى.
كيف تحمى نفسك من عصابات النصب الإلكترونى باسم التوظيف؟
وحول طريقة كشف تلك الإعلانات، قال إنه بمجرد أن يطلب صاحب الإعلان أو أى جهة تحويل مبلغ مالى من الباحث عن الوظيفة، ليتأكد أنها عملية نصب تتم باستخدام التوظيف، مشددا على أنه لا يوجد شركة أو مكان يعمل فى الداخل أو الخارج يطلب من الموظف الجديد دفع أى مبالغ تحت أى سبب حتى لو قيل للشاب أنه دليل جدية عمل أو ماغير ذلك من الحجج.
وطالب "إمام"، الشباب والباحثين عن العمل ببعض الإجرءات الاحترازية حتى لا يتعرضوا لتلك العمليات، وهى ألا يدخلوا على مواقع وصفحات ليست ذات سمعة أو ثقة أو مجهولة، ثانيا ألا ينساقوا خلف أى رسائل أو مكالمات دون التأكد من هوية المتصل بطرق مختلفة أولها التأكد من وجود مؤسسة بذلك الأسم أم لا والاتصال بها من خلال موقعها على الإنترنت.
وأوضح أن البلاغ فى هذا النوع من عمليات النصب يكون اختصاصه إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بوزارة الداخلية، مشيرا إلى أن الغرفة التجارية على موقعها تعرض القائمة الكاملة للشركات ذات الثقة والمسجلة قانونا والتى تتعامل فى مجال التوظيف فى الداخل والخارج، وأن أى شركة ليست ضمن تلك القائمة مشكوك فيها وقد تتعرض معها لعمليات نصب.
نائب يطالب الشباب باللجوء لوزارة القوى العاملة
فيما قال النائب أحمد بدوى، وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، إن اللجنة تعمل على سرعة إصدار قانون الجريمة الإلكترونية خلال بداية دور الانعقاد الثالث، والذى يتضمن عقوبات وطرق ملاحقة مناسبة لهذه الجرائم التى تتم على الإنترنت.
وطالب وكيل اللجنة، الشباب بألا يدفعهم طموحهم وحلم البحث عن الوظيفة إلى التعرض لعمليات نصب من هذا النوع، مشددا على ضرورة التأكد من هوية الإعلان والشركة المعلنة بطرق متعددة وأن يتم التواصل مع مسئولى وزارة القوى العاملة ومكاتب التوظيف بها حال شك أحد الأشخاص فى طبيعة الوظيفة المعروضة عليه أو الطلبات التى تقولها شركة التوظيف أو الإعلان الخاص بها.
