وصل وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون إلى بانكوك الثلاثاء، لإجراء محادثات مع زعيم المجلس العسكرى الحاكم برايوت تشان أو تشا، ليكون بذلك أرفع دبلوماسى أمريكى يزور البلاد منذ تولى الجيش التايلاندى السلطة عقب انقلاب عام 2014. وتأتى الزيارة التى تستمر ليوم واحد فى وقت تستعيد واشنطن علاقتها مع تايلاند فى ظل حكم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى أغضبت إدارته المجموعات الحقوقية لتقاربها مع زعماء مستبدين حول العالم. وتدهورت العلاقات مع واشنطن منذ أطاح الجيش التايلاندى الحكومة المدنية عام 2014، حيث ابتعدت الولاياتالمتحدة خطوة من أقدم دولة حليفة لها فى آسيا كما خفضت الدعم العسكرى لها. ولكن العلاقات تحسنت فى عهد ترامب حيث دعا الرئيس الأمريكى زعيم المجلس العسكرى التايلاندى لزيارة الولاياتالمتحدة. ويأتى تحسن العلاقات كذلك وسط تنامى مخاوف واشنطن من نفوذ الصين فى المنطقة. وتغرى بكين جيرانها الأصغر عبر عرض استثمارات ضخمة عليهم دون أن تأبه بالمخاوف المرتبطة بمسائل حقوق الإنسان، وهو ما يثير ارتياح قادة هذه الدول الذين يعانون من الضغوط الأمريكية. وتشكل تايلاند حجر الزاوية لبرنامج الصين الضخم للبنى التحتية والتجارة المعروف باستراتيجية "حزام واحد، طريق واحد". وأفاد المتحدث باسم السفارة الأمريكية أن تيلرسون سيناقش القضايا الساخنة فى المنطقة مثل برنامج كوريا الشمالية النووى والصاروخى إلى جانب النزاعات الإقليمية بشأن بحر الصينالجنوبى. ولم يتضح على الفور إلى أى مدى سيضغط تيلرسون على الحكومة العسكرية فى ما يتعلق بقمع الحريات السياسية. وفى هذا السياق، قال المتحدث باسم السفارة ستيف كاستونجواى إن الولاياتالمتحدة تريد من تايلاند أن "تتحول إلى ديموقراطية أكثر قوة تحترم وتضمن حقوق الإنسان والحريات الأساسية". وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، دافعت مساعدة وزير الخارجية الأمريكى لشئون شرق آسيا سوزان ثورنتون عن الانفتاح الذى تظهره بلادها تجاه النظام العسكرى فى وقت يبدو أن البراجماتية تتفوق على المبدأ فى أجندة ترامب للشئون الخارجية. وقالت "لديهم (فى تايلاند) خارطة طريق سيعملون من خلالها على إعادة الحكومة الدستورية والانتخابات الديموقراطية،" مضيفة أنه يجب "تشجيعهم" على ذلك. وتأتى زيارة تيلرسون فى أعقاب منتدى إقليمى عقد فى مانيلا حيث أشاد تيلرسون بتحرك بلاده لتمرير حزمة جديدة من العقوبات التى تستهدف كوريا الشمالية على خلفية ترسانتها النووية المتنامية. وحاول ترامب مرارا الضغط على بكين، حليفة كوريا الشمالية وشريكتها التجارية الأكبر، لدفعها إلى كبح جماح برنامج الأخيرة للصواريخ البالستية. ولجأت الولاياتالمتحدة كذلك إلى دول جنوب شرق آسيا طلبا للمساعدة فى عزل بيونج يانج. إلا أنها فشلت فى حث التكتل الإقليمى على منع حضور ممثل كوريا الشمالية فى منتدى الأسبوع الماضى. وسيتوجه وزير الخارجية الأمريكى بعد تايلاند إلى ماليزيا.