"الأطماع العراقية القديمة فى أراضى الكويت انتهت ولن تعود أبدا"، بهذه الكلمات طمأن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، الشعب الكويتى على مستقبل العلاقات بين البلدين. وقال المالكى، لدى استقباله الوفد الإعلامى الكويتى، إن الكويت جارة عزيزة ودولة مستقلة ذات سيادة وحدود وعلم، معرباً عن تقديره لحكومة الكويت لتعيينها سفيرا فى بغداد وموافقتها على تعيين سفير عراقى لديها. وبحسب صحيفة "النهار" الكويتية، أوضح المالكى، أن استقرار الأمور بين البلدين يعتمد على اتفاق الشعبين لأنهما الأصل ولا يمكن أن يقفز المسئولون على إرادة الشعوب كما كان يحدث أيام حكم صدام حسين الديكتاتورى. وحذر المالكى، العراق والكويت، من الانجرار وراء من يريدون جعل الكويت ضحية، والعراق كماشة عبر الاستمرار فى زرع الشكوك فى نفوس العراقيين بأن الكويت مسئولة عن فقرهم وزرع الشكوك فى الكويتيين بأن الأطماع العراقية فى أراضيهم مستمرة رغم أن قضية الكويت انتهت فهى دولة مستقلة لها سيادتها الكاملة وعضو فى الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية. وقالت الصحيفة إن المالكى أكد على أن العراق لا يريد شيئا من الكويت، مؤكدا "لا نريد نفطكم ولا أرضكم وأنتم لا تريدون نفطنا ولا أرضنا"، مشددا على أن بلاده أنهت كل ما من شأنه إثارة القلق. وأشارت النهار، إلى تأكيد المالكى على أن بلاده تمر بمرحلة حرجة، وأن أمام حكومته مهام شاقة عديدة، مؤكدا أن عراق اليوم غير عراق الأمس، وهناك حكومة لا تتصرف كما تصرفت حكومة النظام السابق بل هى مقيدة بدستور وملتزمة بشراكة وطنية. وتوقع المالكى أن يغادر الأمريكيون العراق، كما هو محدد فى نهاية 2011 ، رغم أن البرلمان العراقى يملك صلاحية تمديد الاتفاقية معهم، لكنه رأى أنه لا مؤشرات على ذلك، مؤكدا على قدرة القوى الأمنية العراقية على ضبط الأمن بعد مغادرة الأمريكيين. وألمح المالكى إلى أن الحدود قد رسمت بين الكويت والعراق وهذه حقيقة يجب أن نسلم بها، مشيرا إلى تفهمه مخاوف الكويتيين مما فعله صدام حسين والأزمات التاريخية التى مرت بها الكويت مع العراق. واختتم المالكى تصريحاته، بالتأكيد على أن العراق بات يؤمن بثوابت لايمكن المساس بها، أولها أن الكويت دولة إسلامية عربية جارة وشريكة، وأنه لا يوجد تفكير فى العمل العسكرى مهما اختلفنا أو تفاهمنا بل يجب أن يكون العمل مشتركا.