ليس غريبا أن ترى تجسيدا لمسلسل "باب الحارة" السورى فى شوارع القاهرة، أو صالات الأفراح بمدينة الإسماعيلية، بوجود شخصيات سورية تقمصت بعضاً من أدوار المسلسل الشهير وشكلت فرقة حملت نفس اسمه، حفاظاً على ما تبقى من الموروثات السورية فى أرض اللجوء. فى قلب مدينة الإسماعيلية، تعيش مجموعة من السوريين الذين نقلوا إرثهم الفنى والثقافى من بلادهم إلى مصر، و بعد أن بدأوا التأقلم مع الحياة فى مصر، استعادوا أجواء سورية بتقديم العراضات السورية وما تحمله من تفاصيل مرتبطة بالحياة السورية القديمة. يقول محمد الفرواتى قائد مؤسس فرقة "باب الحارة الدمشقية" ل"اليوم السابع"، "العراضة موروث سورى انتشر فى الأعراس واستقبال الحجاج فى سوريا، ومنذ انتقالى إلى مصر مع عائلتى وأصدقاء شكلنا فرقة جديدة لإحياء التراث القديم لمن يعيش خارج الوطن. ويضيف محمد "الفرقة لها أدوار عدة مثل مسلسل "باب الحارة"، ونشارك فى مناسبات السوريين والمصريين هنا، مثل حفلات الأعراس وأفتتاح المحال". تقدم فرقة العراضة الشامية، رقصة الدراويش والاستعراض بالسيف والترس، ودق الطبول مع فرقة الأناشيد. ويقول الفرواتى "نطلب أحيانا لإحياء حفلات زفاف للمصريين برغم اختلاف الثقافات إلا أننا نقدمها بسعادة". "اليوم السابع" تقابل مع فرقة باب الحارة الدمشقية، أثناء تقديم عرض لافتتاح محل بمدينة الإسماعيلية وخلال فترة استراحة طلبت منه سيدة رقم هاتف للتواصل معهم والاتفاق لتقديم فقرة فى حفل زفاف. محمد الفرواتى قائد الفرقة وزملائه معظمهم كان يسكن العاصمة السورية دمشق، يقول إنه جاء إلى مصر بعد اندلاع الحرب هناك، وسافر مرة أخرى لسورية لفترة، ولكنه الآن يعيش بالإسماعيلية مثل عامين، ونتنقل فى المحافظات التى تطلبنا للعمل ولكن أكبر تجمعات للسوريين فى القاهرةوالإسماعيلية. العراضة هى طقس فنى يقام فى الأعراس فى حارات دمشق حيث يتجمع شباب الحارة، متأنقين معطرين، استعدادا للفرح ليحيطوا بالعريس ويلقون فى سمعه أطيب الكلام، ويهيئونه لهذه الليلة، فإذا ما انتهوا زفوه بالعراضة إلى فناء الدار..أو مكان الفرح المختار. تقوم العراضة على إلقاء أناشيد مدح للنبى محمد وفخر وقصائد أخرى عن الأماكن المقدسة إذا ما استقبلت العراضة حجاج بيت الله حين عودتهم من الحج. تتصف فرق العراضة الشامية بالوحدة فتراهم بلباس موحد يرتدى فيه الشباب اللباس العربى "الطاقية – والحطة - الصدرية وهى التى تلبس فوق القميص وتصنع من الصوف العربى ومن قماش لميع يصنع منه والشال الذى يلف على الخصر وأحيانا يربط على الرأس لونه أبيض أو أسود أو الشماغ، ويضاف إلى هذا اللباس السروال ويكون غالباً لونه أسود أما ما يلبس فى القدم فيسمى الكسرية وتكون مدببة الرأس وخفيفة ولونها أسود. وتستخدم الفرق الأدوات الموسيقية التى تضيف نوعا من توحد الصوت على الأناشيدمن آلات ايقاعية مثل الطبل المصنوع من جلد الحيوانات ،و المزمار أو المجوز أو الناى أو الاْربة وهى من الآلات النفخية، ولكن فى الحفلات الصغيرة لا تستخدم سوى عدد قليل من الآلات. ويعبر الفرواتى فائد الفرقة عن مدى حبه لنقل ثقافة بلاده إلى مصر ضمن فقرات الفرقة، وقال هذه عاداتنا نذكر بها أطفالنا لنعود إلى الشام القديمة".