"يمكن أن يأخذك الخيال إلى أحلام قد يتحقق بعضها، إلا أنه يستحيل أن يجعلك الخيال تتعايش مع أشخاص ليس لهم وجود على وجه الأرض"، ما سبق كان ملخص لأحداث فيلم "أسف على الإزعاج" الذى بدأ عرضه تجارياً للجمهور فى منتصف الشهر الحالى للفنان أحمد حلمى، والذى خرج به من عباءة الكوميديا، ليقدم لنا دوراً مركباً ومعقداً لأول مرة على شاشة السينما. الفيلم ليس كوميدياً بالدرجة التى تعودنا عليها منه، لكنه حالة إنسانية تعبر عن الوحدة التى يعيشها كل واحد منا بداخله، بعد وفاة أكثر المقربين إلى قلبه، من خلال قصة شاب مهندس يعمل فى مجال صيانة الطائرات ويعانى من مرض فصام الشخصية، الذى أصابه بعد وفاة والده الطيار والذى يلعب دوره محمود حميدة، الأمر الذى أصابه بصدمة جعلته يتعامل معه طول الوقت داخل المنزل، متخيلاً أنه مازال حياً ويعيش معه. من خلال هذه الأحداث، وبعد وقفة عن العمل بسبب حالة التهيؤات والخيالات التى يعيشها طول الوقت، والتى جعلته ينفر من جميع الأشخاص المحيطين به، يقوم بكتابة خطابات إلى رئيس الجمهورية بعضها يعبر فيها عن اضطهاده من أشياء ساذجة بطريقة ساخرة، حيث إنه لا يعانى من أية مشاكل اقتصادية، وبعضها جاد ومنها الخطاب الذى يطرح فيه فكرة مشروع لاختراع محرك لإنتاج وقود الطائرات بأسعار زهيدة. وبدأ الخطاب وكأنه دعوة من المؤلف إلى فتح لغة حوار ما بين الرئيس وبين أبناء هذا الجيل بمختلف طبقاته، ليتعرف عن قرب على المشاكل التى يعانون منها. دعوة أخرى قدمها الفيلم، تعد بمثابة تحريك لمشاعر الآباء الذين يمكن أن يكونوا على قيد الحياة، إلا أنهم غير مؤثرين فى حياة أبنائهم، وذلك من خلال فكرة الخيال التى عاشها حلمى مع والده المتوفى طوال الأحداث. محررة اليوم السابع حرصت على مشاهدة الفيلم أثناء توقيت إقامة مباراة الأهلى والزمالك فى دورى أبطال أفريقيا، على اعتبار أن السينما ستكون خالية، إلا أنها فوجئت بنسبة إقبال عالية وبامتلاء قاعة العرض، وأجمع الحضور على أن حلمى يستحق لقب "الزعيم"، وذلك بعد مقارنتهم لفيلمه مع فيلم عادل إمام "حسن ومرقص"، والذى لم يروا فيه أية إضافة إلى السينما المصرية، وأن الكوميديا فيه جاءت مفتعلة، بعكس التلقائية التى تميز بها فيلم حلمى. كما أشادوا بالسيناريو الذى كتبه الشاعر أيمن بهجت قمر، وقالوا إنه أثبت نجاحه لأول مرة فى مجال التأليف بعد فشل فيلميه الآخرين "بحبك وأنا كمان" و"عندليب الدقى"، ولم يخلُ الأمر من تحفظات منها: تهميش دور الصديق طوال أحداث الفيلم، واستمرار البطل فى التعايش مع وحدته وشعوره بالاضطهاد، حتى من أبسط الأشخاص بالشارع كسايس الجراج مثلاً. من ناحية أخرى أبدى الجمهور إعجابه بأغنية الفيلم التى قدمتها المطربة شيرين بعنوان "هتعمل إيه"، وهى من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيى. لمعلوماتك: ◄جمهور أحمد حلمى قام بإنشاء جروب خاص على موقع الفيس بوك له بعنوان "أحمد حلمى.. أسف على الإزعاج"، وصل عدد أشخاصه خلال أسبوع من طرح الفيلم إلى 500 مشترك، جميعهم وجهوا إليه الشكر على الفيلم، وشجعوا بعضهم البعض على مشاهدته.