عاد المصور الصحفى الفرنسى ماتياس دوباردون الجمعة إلى فرنسا بعدما احتجز لشهر فى تركيا إثر توقيفه أثناء تصويره تحقيقا فى جنوب شرق البلاد، على ما أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود". وحطت طائرة دوباردون بعيد الساعة 22,00 (20,00 ت ج) فى مطار رواسى فى باريس، حيث كان فى استقباله مسئولون فرنسيون بينهم المستشار الدبلوماسى للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، على ما أوضح الأمين العام للمنظمة كريستيان دولوار. وقال المصور البالغ من العمر 37 عاما للصحافيين فى المطار وقد بدأ سعيدا إنما متعبا "إننى بخير" معربا عن سعادته "لوجودى فى باريس، فى فرنسا". واعتقلت السلطات التركية دوباردون فى 8 مايو فى محافظة باتمان فى جنوب شرق البلاد للاشتباه ببثه "دعاية إرهابية" بعدما نشر على مواقع التواصل الاجتماعى صورا التقطها اثناء اعداده تحقيقا عن حزب العمال الكردستانى الذى تعتبره انقره ارهابيا. وقال المصور "اتهمت ببث الدعاية الإرهابية وبتقديم المساعدة والدعم لمجموعات إرهابية، أى حزب العمال الكردستانى، إثر صور التقطتها فى السنوات الأخيرة ولم أكن أخفى وجودها". وأضاف "أعتقد أن الفكرة كانت تقضى بتوجيه رسالة قوية إلى الصحافيين الأجانب والأتراك العازمين على تغطية مواضيع فى جنوب شرق تركيا". وقال دوباردون إنه لم يكن على تواصل كثير مع الموقوفين الآخرين ولم يكن يعرف كم سيبقى معتقلا. وأضاف "كنت على يقين أننى قد أبقى قيد الاعتقال لمدة تصل إلى سنة". وأجرى المصور فور وصوله مكالمة هاتفية مع ماكرون الذى كان أعلن عودته إلى فرنسا فى المساء على تويتر. وكتب ماكرون "يسعدنى أن أعلن لكم عودة مواطننا المصور الصحافى ماتياس دوباردون إلى فرنسا منذ هذا المساء"، بعدما كان طالب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى 3 يونيو بإعادته "بأسرع وقت ممكن" إلى بلاده. واستقل المصور الصحفى طائرة من غازى عنتاب (جنوب شرق) حيث كان معتقلا إلى إسطنبول، ومن هناك تم ترحيله إلى فرنسا، بعدما كان صدر قرار بترحيله فى 11 مايو. وأثار توقيفه قلق المدافعين عن حرية الصحافة الذين ينددون بتدهور ظروف عمل الصحفيين الأتراك والأجانب فى تركيا. وأضرب عن الطعام بين الحادى والعشرين والسابع والعشرين من مايو احتجاجا على اعتقاله، بحسب ما افادت فى حينه منظمة "مراسلون بلا حدود".