الإبداع هو الحل

عدد من الجماعات والأحزاب ترفع شعارات تنتهى بكلمة الحل ، وكل جماعة أو حزب ترى الحل من منطلق أفكارها وقراءتها للتاريخ والحاضر والمستقبل .
أما أنا فأتضامن بشكل كامل مع فكرة أن حرية الإبداع هى الحل فى مواجهة التطرف والإرهاب، ليس هذا فحسب ، بل أرى أن الإبداع هو الحل فى مواجهة مشاكل كثيرة أخرى مثل البطالة والزيادة السكانية والعديد من المشكلات الأخرى التى تواجه المجتمع المصري.

وأتفق تماما مع ما توصل إليه المثقف الجليل الأستاذ الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق فى كتابه المهم " التفسير النفسى للتطرف والإرهاب " والذى تضمن تحليلا للتطرف والإرهاب من ناحية نفسية، كما قدم تفسيرا نفسيا أيضا لمفهوم الاعتدال على نقيض التطرف موضحا تحديد المفاهيم الأساسية وماهية دور التطرف فى تقسيم العالم وبعض النظريات المفسرة للتطرف كما يوضح بشكل شامل مفهوم الإرهاب والعنف السياسى ويناقش مفهومى التطرف والتسلط.

اختتم الأستاذ الدكتور شاكر عبد الحميد كتابه بالتأكيد على أن ثقافة الإبداع تعد أحد أهم الوسائل التى يمكن الاستناد إليها فى مواجهة التطرف والإرهاب والازدياد المتواصل للعنف السياسى وغير السياسى فى العالم، مشيرا إلى ضرورة تعديل الخطط والبرامج الدراسية مع التركيز على
موضوعات متعلقة بالقيم الإنسانية من خلال الفن وتنمية الخيال وأساليب التفكير الناقد ومهاراته وتشجيع استخدام الاستراتيجيات الإيجابية.
أما الحل الرئيسى للمشكلة من وجهة نظر الدكتور شاكر عبد الحميد فقد لخصه فى عبارة غاية فى الدقة قائلا : إن المفتاح الأساسى فى هذه المواجهة هو الإبداع، فثقافة الإبداع هى الجديرة بمواجهة ثقافة الإرهاب.

وواقعيا نحن نحتاج للمبدعين فى شتى المجالات للوصول إلى هذه الحقيقة.

وفى الحياة أرى شبابا مبدعين يتغلبون على مشكلة البطالة بإبداع منافذ للعمل فلا ينتظرون خطابات التعيين أو يرتكنون لليأس بل ينزلون إلى أرض الواقع ويقيمون مشاريع صغيرة سرعان ما تكبر ويستطيعون بإبداعهم إحداث ثقب ضد قسوة الواقع فينير هذا الثقب الصغير حياتهم وينتشر النور والأمثلة لذلك عديدة وفى مجالات عدة إذن نحن نحتاج لأمور غير تقليدية للتصدى للتطرف وهذا بالأساس مصدره تعليم يربى عقول نقدية لأن العقول النقدية بسهولة تتحول لعقول مبدعة لا يمكن الضحك عليها بقوانين السمع والطاعة الإرهابية هذه العقول تهزم التطرف بالسؤال، نعم طرح السؤال عن طريق الفن والأدب والعمل والموسيقى والرسم يهزم التطرف.

لذلك لابد من تعاون حقيقى ومثمر بين وزارتى التعليم والثقافة للتصدى للإرهاب وليس اقتصار المواجهة والتصدى للإرهاب واختزال الموقف فى وزارتى الدفاع والشرطة فقط أو حتى رمى أسبابه إلى الخطاب الدينى والارتكان إلى أن تطويره فقط يضحد الفكر المتطرف .

إن خفافيش الظلام من الإرهابيين يخافون ويرتعبون من المبدعيين لذلك فلنربى لهم اجيال مستنيره، تبدع وتلتهمهم بابداعها، أجيال تحب الحياة، أجيال لديها من الإيمان من خلال الإبداع ما يفوق بكثير ما لديهم من ظواهر إيمانية شكليه.

إن دعم حرية الإبداع تعد وبحق أمل هذا الوطن فى حربه ضد الإرهاب.