قبل أن أبدأ حديثى مع الراغبين فى إعمال العقل.. أشير إلى ملحوظة واجبة.. أنه على الراغبين فى التحقق مما ذكرته فى مقالى السابق.. وبعضهم تشكك فيه وآخرون اتهمونى بالتحريف أو الكذب.. نص مذكرات الشيخ يوسف القرضاوى منشورة فى صحيفة الوطن القطرية فى أكتوبر 2008.. كما أن نص الحوار الذى أجرى مع زوجته منشور فى صحيفة الشروق الجزائرية فى 20 نوفمبر الماضى 2010.. وهو كلام ذكره الاثنان برغبتهما واقتناعهما.. ومن ثم يحق لى ولكل قارئ أو متابع.. أن يناقشه أويتحفظ عليه ويبدى فيه رأيه.. حتى ولو كره "الدراويش الجدد".. أما لو قرأوا نص الوثيقتين.. فهما مهنيا وثيقتين.. ولم يفهمونهما.. فليكيلوا الاتهامات كيفما شاءوا.. فذاك شأنهم وحدهم!! قد يقنع البعض نفسه ببناء جدار فولاذى حول المفكرين والعلماء ورجال الدين.. مرفوع عليه لافتة "ممنوع الاقتراب أو التفكير".. ينزهونهم عن أى انتقاد حتى لو كانت أسباب الانتقاد واضحة جلية.. وحتى لو كان الانتقاد واجبا وضرورة.. عندما يمس الأمر السلوك المعلن على الملأ.. أمام جماهير المريدين والمتابعين والأنصار.. يصبح الانتقاد واجبا.. وعندما يدير رجل الدين ظهره لما منحه الله من علم.. يفيد به قومه ومتابعيه.. فتجده يدعو فى خطبه، لدولة تمثل له نفعا، أن تفوز بتنظيم بطوله كأس العالم.. يصبح الانتقاد ضرورة.. وعندما يفضح رجل الدين ما ستره الله.. فيتحدث عن ممارسات استمرت 5 سنوات.. تجاه امرأة لم تكن زوجته.. ناشرا ذلك عبر صحيفة قطرية يقرأ موقعها الإلكترونى ملايين الأشخاص.. يصبح الانتقاد ملحا.. رجل الدين الذى يترك زوجته.. بغض النظر عن صواب موقفها من عدمه.. نهبا للأقاويل، لا هى زوجة ولا هى مطلقة، لا يستحق كل تلك القدسية التى يضفيها عليه بناة الجدران الفولاذية!! الشيخ يوسف القرضاوى.. الذى تناولت صفحات قليلة من ملف قصة زواجه الثانى.. كما رواها هو وزوجته كل على حدة.. يستحق منا أن نفتح ملفات أخرى بالتوازى.. ونطرح أسئلة مشروعة – أيضا – حولها.. وهو أمر حثنا عليه الدين.. فالشيخ القرضاوى – والتقدير لعلمه رغم الاختلاف عليه – ليس هنا أفضل من الرسول الكريم عليه أفضل السلام.. الذى أفسح الطريق بينه وبين أتباعه من الراغبين فى بناء الجدران الفولاذية حوله.. مطبقا لتعاليم ربه.. فالرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – ما هو إلا بشر مثلنا.. هنا يجب أن تجف كل الأقلام.. فليس بعد محمد فى مكانته بشر.. لذا أطرح أسئلتى مطمئنة.. مقتنعة.. عاقدة العزم.. تساءلت من قبل.. وقت أزمة الزملاء الصحفيين فى موقع "إسلام أون لاين".. الذى كان يرأس مجلس إدارته الشيخ القرضاوى.. لماذا تصمت يا فضيلة الشيخ؟.. فالرجل يبدو أن هذا منهجه.. يصمت تجاه الأزمات الحقيقية التى يعانيها البشر البسطاء.. لم يحرك ساكنا.. وعشرات الصحفيين المصريين يفصلون جماعة وبغتة ويتم تشريدهم من الإدارة القطرية.. قلت له حينها: "يا فضيلة الشيخ.. الصمت ليس ذهبا". ترتفع نبرة حديث الشيخ عما يخص مصر، مهاجما غلق الأنفاق المؤدية لغزة.. بينما لا سنمع له همسا حول أكبر قاعدة أمريكية فى العالم.. موجودة على أرض قطر.. ووفقا لتسريبات "ويكيليكس" فدولة قطر تتحمل نفقاتها كاملة!!.. هنا يتوجب على السؤال: هل صمت الشيخ راجع إلى أن بعض أبنائه قد تلقى تعليمه فى الولاياتالمتحدة الأمريكية؟!.. أم لأن قطر تمثل بالنسبة له واحة الديمقراطية والتنمية والحرية كما قال؟!.. والشىء نفسه ينطبق على موقفه من بريطانيا.. والسؤال نفسه يتوجب على أيضا: هل لأن بعض آخر من أبنائه قد تلقى تعليمه فى المملكة المتحدة؟!.. أبناء الشيخ جميعهم، ماعدا الشاب الذى كان منسقا لحملة تأييد الدكتور البرادعى، تلقوا تعليمهم فى جامعات البلدين.. هذا الشاب الصغير فقط الذى درس الشريعة فى قطر.. لا لسبب سوى عدم تأهله بما يكفى للدراسة فى الخارج!! ثم يأتى السؤال الأهم.. والذى يدين الشيخ بالإجابة عنه لكل من اتبع فتاواه – على تعددها – هل شاركته زوجته السابقة أمر هذه الفتاوى؟!.. وهو ما ذكرته فى حديثها لصحافة بلادها.. هل شاركته أبحاثه ومحاضراته وفتاواه؟!.. حسب زعمها أيضا.. إن صمت الشيخ – كما هى عادته – فتلك كارثة.. فهذا معناه أن فتاوى الرجل منذ 15 عاما تقريبا – وهى مدة زواجه منها – لم تكن مرتكزة على علم الرجل وفكره والأسانيد الدينية المعروفة بالضرورة.. بل تدخلت فيها عواطفه.. مفسحا المجال لمن لا يفقه فى الدين، للعبث بأمانة يحملها الرجل.. ملايين المريدين الذين يقدسون كلماته.. ويستنفرون كل طاقاتهم للدفاع عنه.. صامين آذانهم عن كل قول ببشرية الرجل.. وإخراجه من دائرة التقديس.. فلا قدسية لمخلوق فى الإسلام مهما علا.. مضى ما يقرب من شهر كامل على ما تفوهت به تلك الزوجة بشأن العلم والفتاوى.. والشيخ ما زال يعتقد فى أن صمته ذهبا!! كل تلك الأسئلة، وغيرها أصبحت واجبة وضرورية.. لا سيما بعد محاولات الشيخ العودة للأزهر الشريف منذ أيام قليلة.. مثيرا عجبى الشديد.. فالرجل كان قد نسى الأزهر طوال الأعوام الماضية.. واعتبر الدوحة قبلته التى يطوف العالم ثم يعود إليها.. اعتبرها منبره الوحيد.. ولم لا.. فهى "منبر من لا منبر له"!!.. وفيها استوطنت زوجته السابقة.. فى قناتها وجامعاتها.. وعبرها خرجت لكثير من هيئات العالم.. ليس لأنها زوجة الشيخ.. ولا بدفعه ودعمه.. ولا بنفوذه وسطوته فى واحة الديمقراطية.. لكن بعلمها ونبوغها وتميزها – وهذا ما تقوله نصا فى صحافة بلادها – وكيف لا وهى تشارك الرجل فى فتاواه!! الكثير من الترهات قذفت بها الزوجة النابغة فى وجوه ملايين المتابعين.. مما يصعب على طفل استيعابه.. تلك الترهات التى مست الرجل فى العمق، يجب عليه الإجابة بشأنها.. وأتمنى أن استمع إليها قبل الأحد القادم!!