ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، السبت، أن ضابطاً سرياً كبيراً فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، غادر العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وسط تصاعد حرب تبادل الاتهامات بين أجهزة التجسس الأمريكيةوالباكستانية، فى ظل اقتناع بعض المسئولين الأمريكيين بأن وكالة الاستخبارات العسكرية فى باكستان كشفت عمداً عن الضابط السرى. وأضافت الصحيفة أن المغادرة السريعة للجاسوس الأمريكى تعتبر الدليل الأخير على تصاعد التوتر بين الحليفين المضطربين فى ظل إستراتيجية إدارة أوباما لإنهاء الحرب فى أفغانستان المستندة إلى تعاون باكستان فى مطاردة المسلحين فى مخابئهم على الحدود المشتركة بين باكستانوأفغانستان. ومضت الصحيفة تقول إن التوتر بين الجانبين يتوقع أن يتصاعد فى الشهور المقبلة فى ظل احتمال زيادة الضغط الأمريكى على باكستان. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم إن رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية تلقى عدداً من تهديدات القتل ضد الضابط السرى، بعد أن ذكر اسمه علنا خلال شكوى قضائية رفعت إلى الشرطة الباكستانية هذا الأسبوع من قبل شخص باكستانى يطالب بتعويض قيمته 500 مليون دولار بسبب وفاة نجله وشقيقه اللذين يزعم أنهما قتلا فى ضربة جوية أمريكية بطائرات بدون طيار. وأضافت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلاً عن مسئول فى الاستخبارات الأمريكية، أن وكالة الاستخبارات المركزية (سى أى إيه) اضطرت إلى سحب رئيس عملياتها فى باكستان وسط تهديدات على حياته. وقال المصدر إن "هذا المسئول الاستثنائى، الذى عمل فى باكستان لفترة تتجاوز الفترة المعتادة، يعود إلى الولاياتالمتحدة بعد اتخاذ قرار بأن التهديدات الإرهابية الموجهة ضده فى باكستان خطيرة لدرجة أنه سيكون من التهور عدم التحرك بشأنها". ولم يورد المسئول الذى طلب عدم الكشف عن هويته أى تفاصيل حول طبيعة التهديدات الموجهة إلى رئيس العمليات فى باكستان، الذى يشرف على الضربات الجوية التى تشنها طائرات بدون طيار على المناطق القبلية غرب باكستان. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه تم تهريب المسئول بعد أن كشف اسمه، الذى يفترض أن يبقى سرياً، فى دعوى رفعها باكستانى بحقه بتهمة قتل ابنه وشقيقه فى عملية قصف شنتها طائرة أمريكية بدون طيار. وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسئولين أمريكيين، إن الولاياتالمتحدة تشتبه بأن أجهزة الاستخبارات الباكستانية الواسعة النفوذ هى التى سربت اسم المسئول، رداً على ملاحقات قضائية فى نيويورك باشرتها عائلات ضحايا أمريكيين لاعتداءات بومباى عام 2008، بحق رئيس أجهزة الاستخبارات الباكستانية أحمد شوجا باشا. وغالبا ما يتهم الغربيون هذه الأجهزة الباكستانية بلعب لعبة مزدوجة بدعمها حركة طالبان فى الخفاء، فيما تعلن رسميا تحالفها مع واشنطن ودول "الناتو" فى التصدى للإرهاب. وأكد المسئول فى الاستخبارات الأمريكية، أن كشف اسم مسئول العمليات لن يثنى "السى أى إيه" عن مواصلة نشاطاتها فى باكستان ومن ضمنها "التصدى لمقاتلى طالبان والقاعدة".
