أجمع أعضاء لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائى فى دورتها الخامسة عشر، والتى يمنحها قسم النشر بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة على أن الروائية ميرال الطحاوى تناولت فى روايتها "بروكلين هايتس" العلاقة بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى مظاهر التسامح والتعصب فى الجانبين. وأوضح أعضاء اللجنة المكونة من د.سامية محرز، ود.هدى وصفى، ود.فخرى صالح، ود. جابر عصفور ود.محمد برادة، ومارك لينز مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، فى بيان صحفى حصلت اليوم السابع على نسخة منه، حيثيات منحهم الجائزة لميرال الطحاوى عن روايتها "بروكلين هايتس"، حيث قالت د.هدى وصفى إن هذه الرواية بها تجلى ثاقب فى إشكاليات الزمان والمكان، كما استطاعت مؤلفتها أن ترسم خريطة دقيقة لواقع مشحون بالخيانة والتفسخ والجحود وأن تقتحم عوالم متعددة بأدق المشاعر والانفعالات وتقتحم أيضا عالماً روائيًا جديدًا ومختلفًا. أما د.جابر عصفور فوصف الرواية بأنها تجربة مثيرة عن العلاقة بين الشرق والغرب خصوصًا أنها لم تسر على التقاليد المسبوقة فى تناول هذه العلاقة بينما حرصت على أن تعطى وجهًا للشبه بين المقموعين فى الوطن الأصل وأمثالهم فى المكان المضيف ولذلك كان العالم الذى تصفه فى الولاياتالمتحدة هو عالم المهمشين الذى يوازى أمثالهم فى الوطن الأم". وأوضح د.محمد برادة ان الرواية تتخذ شكل رحلة مزدوجة، إلى خارج الوطن، وفى الوقت نفسه هى رحلة إلى أعماق النفس والطفولة والمراهقة وبداية الشباب، وتمتاز الرواية بلغة جميلة ودقيقة ومعبرة، كما تتميز برسم شخصيات طريفة ودالة، فى لغة مقتضبة تترجم ما التقطته عين نافذة، هى باختصار، رواية ذات أبعاد إنسانية لأنها تستوحى خصوصية التجربة الفردية وتلامس ساحة العالم ومتاهته حيث نصبح صورًا متشابهة بطريقة محزنة. وأضاف فخرى صالح: هى رواية غربة واغتراب بامتياز، ففى حكاياتها التى يستدعى بعضها بعضًا تتجلى مأساة الإنسان ووحداته التى لا مجال لتقليصها، وعزلته الوجودية التى لا شفاء منها، فى سرد فيه الكثير من الرهافة والغنائية العالية المتوترة، ومهارة الانتقال بالصوت السارد بين الأمكنة والأزمنة وحكايات الشخصيات المختلفة. وقالت د.سامية محرز: "يفتتح نص ميرال الطحاوى بين مكانين قد يبدوان فى البداية مختلفين، متباعدين، بل متعارضين، إلا أن التفات الكاتبة الثاقب لتفاصيل الفضائيين سواء على مستوى رسم الشخصيات أو استخدام اللغة وتوظيفها أو اختيار النبرة والإيقاع كلها عناصر ساهمت فى إخراج هذا العمل شديد التميز الذى يبدأ بهند حاملة مخطوط لم يكتمل بعد عنوانه (أنا لا أشبه أحدًا)، لينتهى بها تكتب مدى تشابهها مع الشخصيات التى آثرت تصويرها، ويصوغ هذا التحول قراءة عميقة فى وقع المكانين على بلورة هوية هند من جهة وآليات هذا النص البديع من جهة أخرى". وفى كلمتها ركزت ميرال الطحاوى على علاقتها بالمترجم الذى جاء إلى بيتها وكان أخيها يجلس معها مراعاة للتقاليد وينوب عنها فى الإجابة على تساؤلات المترجم الذى كان مشغولاً ببعض الكلمات البدوية التى تحتاج إلى تفسير، وهو ما دفع المترجم فى المرات التالية إلى سؤال أحد أخواتها بعدما صار أكثر تفهماً للثقافة القبلية. وكان قسم النشر بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة قد أعلن مساء أمس خلال مؤتمر صحفى نظمته الجامعة بالقاعة الشرقية عن فوز الكاتبة المصرية ميرال الطحاوى بجائزة نجيب محفوظ للأديب الروائى لعام 2010 عن روايتها "بروكلين هايتس"، والصادرة فى طبعتها الأولى عن دار ميريت للنشر بالقاهرة، ومن المقرر أن يصدر قسم النشر بالجامعة الأمريكية ترجمة الرواية عام 2011 لتنشر فى كل من القاهرة ونيويورك ولندن. وقد قام ديفيد أرنولد رئيس الجامعة الأمريكيةبالقاهرة بتقديم الجائزة إلى ميرال الطحاوى بناءً على إجماع أعضاء لجنة التحكيم.