دراسة: الأحياء المائية تستخدم الأضواء الملونة للاتصال والتودد والدفاع

تمتلئ مياه البحار والمحيطات بالمخلوقات البحرية التى ينبعث منها الضوء، والتى تتراوح من أحياء مائية مثل دودة فأر البحر المتعدد الأشواك المتلألئة، إلى السلاحف البحرية المتوهجة.

وأوضح العلماء أن قشريات صغيرة معروفة باسم ياقوت البحر، تعيش على عمق ألف قدم تحت سطح أمواج المحيط، ينبعث منها ألوان مضيئة فى حركة دائرية راقصة.. لكن تلك القشريات المائية الصغيرة من نوع "كوبيبود" تصبح غير مرئية عندما تصعد إلى سطح الماء، للحصول على غذائها.

ووفقا لدراسة حديثة أجرتها العالمة الأمريكية "ليا أدادى" أستاذ علم الأحياء البنيوى فى جامعة كاليفورنيا، تستمد قشريات ياقوت البحر لمعانها وبريقها من بلورات موجودة بصورة محكمة تحت قشرتها الخارجية.. وتلك البلورات مكونة من مركب كيميائى يسمى "جوانين"، وهو المكون الرئيسى للحمض النووى، وتصطف هذه البلورات بالتناوب على شكل سداسى عاكس للضوء.. تقول ليا أدادى، رئيسة فريق الدراسة "إن قشريات ياقوت البحر المجهرية من نوع الكيوبيدات تستخدم الأضواء الملونة على ما يبدو للإشارة والاتصال"، موضحة "إن ذكور ياقوت البحر فقط لديهم البلورات اللازمة لعكس الضوء الأزرق والأرجوانى فى الطول الموجى، بينما تتميز الإناث من ياقوت البحر بأنهن شفافات، على الرغم من قدرة عيونهن على الكشف عن الذكور وتحركاتهم السريعة الدائرية اللامعة".

وقام المستكشف ديفىد جروبر بمجلة ناشيونال جيوجرافىك بتصوير السلاحف البحرية المضيئة.. ويقول جروبر إن سلاحف البحر من نوع هوكسبيل المهددة بالانقراض، تقوم بنوع جديد من الإضاءة الذاتية الحيوية (البيوفلورست)، وهو أمر شائع فى الشعب المرجانية وقناديل البحر والأسماك، لكن لم يسبق له مثيل عند السلاحف البحرية ".. وعلى عكس الإضاءة البيولوجية، التى يقوم فيها الكائن بخلق الضوء الخاص به، فإن المخلوقات البيوفلورسنت تمتص الضوء فى مسافة طول الموجة ثم تقوم بنشر الضوء فى مسافة الموجة الأخرى.. وهناك كائنات قاعية بحرية مضيئة أخرى تسمى فأر البحر، وهى تشبه كرة من الغبار أو الزغب، أو شعر مستعار بألوان قوس قزح.. وتعد هذه المخلوقات القاعية فى الواقع ديدان بحرية، تعكس الألوان بطريقة مماثلة للياقوت البحر.

ومن ناحية أخرى يقول الباحث ستيفن هادوك، بمعهد خليج مونتيرى للأبحاث فى كاليفورنيا، "يوجد نوع من الجمبرى، وهو من نوع أكانثسفيرا بيربوريا، يقاتل تلك الأسماك المفترسة عن طريق إخراج سحابة متلألئة من الضوء الأزرق الجليدى فى مواجهة أى شىء أن يقترب منه".