بداية فأنا ضد أى هجوم شخصى أو غير شخصى على النائب مجدى عاشور الذى ربما يكون قد قرر الخروج من الإخوان من أجل الاحتفاظ بمنصبه كنائب عن الشعب، وهذا الخروج وإن أغضب البعض إلا أنه خروج يجب تقبله لأنه خروج يمكن تكراره ليس على مستوى الإخوان المسلمين فحسب، ولكن على مستوى أى مؤسسة تتعاطى الشأن العام، وخصوصا إذا تعلق الأمر بالسياسة. فقد خرج الدكتور أسامة الغزالى حرب من الحزب الوطنى، وانشق حيدر بغدادى عن الحزب الناصرى والتحق بالوطنى، ثم أخرج من البرلمان، وربما يعود إلى حزب آخر.. وغيرهم كثيرون خرجوا من عباءة الوفد ليلتحقوا بالوفد، وآخرون من دونهم تركوا الوطنى ليكونوا مستقلين ثم بعد الفوز عادوا إليه مسرعين. فى عالم السياسة لا صداقة تدوم ولا خصومة تبقى.. إنه عالم المصالح وكلما ارتقى السياسى بمستوى المصالح لتكون مصلحة الوطن كان انتقاله مبررا ومقبولا، ومرحبا به وهذا ما أتمناه للنائب المستقل "حاليا" مجدى عاشور. ما يهمنى فى قضية مجدى عاشور هو الفيلم الذى دار حول ترشحه فى الإعادة بعد قرار من رشحوه "الإخوان المسلمون" بالانسحاب، والفضيحة الإعلامية التى سقط فيها برنامج "مصر النهاردة" الذى خالف العرف القانونى بعدم نشر أسماء أناس لم يتهموا بعد على أنهم متهمون رسميا (أفرجت النيابة عن الجميع لأنه لا توجد قضية)، ثم مداخلة مجدى عاشور على الهواء – التى أعتقد البعض أنها ستؤكد الاختطاف - لينفى واقعة اختطافه، ولكن كل هذا لم يكن كافيا لإقناع البعض بأن مجدى عاشور ملتزم بقرار المؤسسة التى رشحته، وكان لابد من مزيد من الضغط ربما استجاب له النائب مجدى عاشور بعد أن فاق قدرته على التحمل أو وافق هذا الضغط رغبته فى التحول. صدقونى لا شىء يعيب مجدى عاشور طالما أنه قرر بنفسه أن يتحول أو يتغير.. وفى رأيى أن الإخوان المسلمين كمؤسسة ليس مؤسسة معصومة من الزلل، وربما كانت وجهة نظرها فى المقاطعة من وجهة نظر البعض مثل النائب مجدى عاشور غير صحيحة أو أنهم لم يسمحوا له بإبداء الرأى كما قال فى تصريحات نشرت له مؤخرا، والحكم على صوابية الرأى من عدمه أحيانا يكون تاريخيا، بمعنى أن الأمر يحتاج إلى وقت وقد لا يسعف البعض الوقت فيقرر مخالفة الرأى، ظنا بأن رأيه الأصوب، وهذا اجتهاد لا يجب أن يأخذه البعض على محمل السوء، بل على محمل حسن الظن. كل ما أتمناه على المستوى الشخصى أن يكون أداء مجدى عاشور أداء يرقى بثقة من انتخبوه "على الأقل الأصوات الصحيحة"، وليس من ورطوه فى مقعد بالبرلمان وسط خمسمائة من الموافقين أو يزيد. آخر السطر.. تعلمت من أمى أن أرحم ضعف الآخرين، وأن التمس لهم الأعذار، حتى يلتمس لى الناس عذرا ولو واحدا إن، لا سمح الله، خالفت ظنهم.