دعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تضافر الجهود من أجل الحفاظ على تراث الأمة وحضارتها، مشددًا على أن حماية التراث العربى من أولويات الأمن القومى للأمة العربية بمعناه الكامل، محذرًا من مخططات الإرهاب والفكر المتطرف التى تستهدف تدمير التراث الثقافى للأمة، وتفريغها من ماضيها وحاضرها وجعلها فريسة سهلة للدعاوى الظلامية. جاء ذلك خلال كلمة أبو الغيط التى ألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلى أمام الاحتفال بيوم التراث العربى، الذى نظمته الجامعة العربية اليوم الأحد، بمشاركة وزير الثقافة حلمى النمنم، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وممثلى إدارات السياحة والآثار والأزهر الشريف واليونسكو والجهات المعنية بالتراث والثقافة . وأكد أبو الغيط أهمية إحياء يوم التراث العربى، تنفيذًا لقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى فى مارس 2016، لافتًا إلى أن اختيار يوم 27 فبراير جاء لرمزية هذا اليوم الذى امتدت فيه يد الهمجية والتخلف والظلام، لمتحف الموصل بالعراق وعاثت فيه فسادًا وتخريبًا، مشددًا على أن خسائر هذا المتحف هى خسائر للبشرية جمعاء . وقال أبو الغيط إن العدو الأول للمتطرفين هو الموروث الثقافى للأمة، حيث يسعون لتدميره ومحوه مستهدفين بذلك روح الأمة وضربها فى الصميم، فهم يريدون الشعوب بلا تاريخ أو وعى مشترك أو هوية جامعة، مشيرًا إلى أهمية المتاحف ودور المخطوطات باعتبارها تمثل رصيدًا لا يقدر بثمن، داعيًا إلى حمايتها من التهديدات الخطيرة التى تواجهها اليوم، نظرًا لاسهاماتها فى مسيرة التطور الحضارى والإنسانى. ولفت أبو الغيط إلى أهمية حفظ وحماية تراث الأمة للأجيال المقبلة، وتقديمه بصورة معاصرة تتواكب مع التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها لإبراز هذا التراث، مشددًا على أن الجامعة العربية تولى أهمية كبيرة لاحفاظ على تراث الأمة، وتعمل على متابعة تنفيذ القرارات الصادرة فى هذا الشأن والتعاون مع الدول الأعضاء لتفعيلها. وتضمن برنامج عمل الاحتفال افتتاح معرض من قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية، ومعرضًا للحلى القديمة من مركز الحرف التقليدية للتراث، ومعرضًا للمرأة البدوية للتراث والتنمية المستدامة، ومعرضًا للتراث المعمارى مقدم من الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى مصر. ويتضمن برنامج العمل عروضًا، منها عرض حول "دور المتاحف فى الحفاظ على الهوية" يقدمه الدكتور عاطف منصور عميد كلية الآثار جامعة الفيوم، وعرضًا حول التراث الثقافى غير المادى لدولة الكويت يقدمه الدكتور وليد حمد السيف، وعرضًا حول "حاضر ومستقبل المسجد الأقصى" فى ظل مشروع قرار اليونيسكو باعتبار الأقصى موقعًا إسلاميًا خالصًا يقدمه الدكتور محمد الكحلاوى أمين عام اتحاد الآثاريين العرب.
