لم تكن النتائج المبهرة التى حققها نادى الزمالك هذا الموسم وصدارته لقمة الدورى العام لأول مرة منذ سنوات طويلة، وليد الصدفة أو نتاج ضربة حظ، وإنما من صنع المدير الفنى للفريق حسام حسن الذى أظهر قدرات تدريبية فائقة، رغم حداثة عهده بالمجال التدريبى. حسام حسن نجح فى العودة بالزمالك للانتصارات من جديد، وجعله أقوى المرشحين لنيل لقب الدورى بعد سنوات عجاف، كان يظهر خلالها الزمالك ذليلا مسكينا، فى وضع لا يليق بكونه أحد قطبى الكرة المصرية، رغم الإمكانيات المادية الصعبة التى من الممكن وصفها بالشحيحة التى يعيشها الزمالك فى الوقت الحالى، فضلا عن عدم الاستقرار الإدارى بعد تغيير المجلس المنتخب برئاسة ممدوح عباس، وتعيين مجلس جديد برئاسة المستشار جلال إبراهيم. العميد.. يملك من المقومات الشخصية ما يجعله يقود أقوى الفرق، فهو لا يعرف اليأس أو الاستسلام للواقع المحبط الذى أحاط به داخل الزمالك منذ بداية توليه قيادة الفريق.. ودائما ما يحاول النحت فى الصخر من أجل تحقيق طموحاته، وهو ما يحاول نقله للاعبى الزمالك، وبالفعل نجح حسام فى بث روح الانتماء لفانلة الزمالك بين اللاعبين وزرع بداخلهم دوافع الانتصارات بعد الثقة الكبيرة التى منحها إياهم، والتأكيد عليهم دائما فى جلساته الخاصة التى تجمعه بهم، أنهم لا يقلون عن لاعبى الفرق الأخرى بالدورى المصرى، وفى مقدمتها الأهلى، بل إنهم يتفوقون عليهم من الناحية المهارية. حسام حسن.. رغم عدم مرور فترة كبيرة على قيادته للزمالك، والتى لم تتجاوز الأشهر العشرة، فإنه نجح فى صنع فريق قادر على حصد البطولات من خلال توليفة وخلطة سحرية تجمع ما بين عناصر الخبرة والشباب، وبدا للزمالك طعم ولون، ولم يقتصر الأمر على تحقيق الفوز فى المباريات فقط، إنما أضاف له الأداء الراقى المتزن، مما جعل جماهير الزمالك العاشقة لناديها تستعيد هتافها الشهير من عصور قديمة: «زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة». حسام حسن.. ترك بصمة واضحة بل تاريخية مع الزمالك، عندما استعان بمجموعة من اللاعبين الشبان، فى مغامرة محفوفة بالمخاطر، وقدم جيلا جديدا من اللاعبين، ومنحهم الفرصة كاملة داخل تشكيلة الفريق دون أدنى خوف من أن يخسر الرهان على المواهب الصاعدة.. وأثبتت الأيام صحة وجهة نظره بعد الأداء الراقى الذى ظهر عليه اللاعبون الصاعدون، وعلى الأخص الثلاثى علاء على، وعمر جابر، ومحمد إبراهيم، فالأول يعد من أمهر اللاعبين فى الدورى المصرى، ويمتلك من اللمسات الساحرة ما يمكنه من تغيير طريقة وأداء الفريق، وحسم النتائج لصالحه فى أى لحظة، وهناك عمر جابر الذى يعد نواة مستقبلية مبهرة فى مركز الظهير الأيمن بجرأته وقدراته الفنية، أما محمد إبراهيم فحدث ولا حرج، بعد أن فاق مستواه فى مباراة المصرى الأخيرة معدل عمره البالغ 18 عاما، عندما أحرز هدفا ولا أروع على طريقة السحرة. حسام حسن.. لم يتأثر بغياب العديد من العناصر المؤثرة بالفريق من أصحاب الأسماء اللامعة والنجومية الجماهيرية، مثل عمرو زكى وحسين ياسر، عن المباريات وتعامل مع الأمر بمنطقية شديدة، لاسيما أنه كان مطالبا بتعويض العناصر الغائبة، وهو ما نجح فيه فعليا حسام حسن، حيث لم يشعر أى مشاهد لمباريات الزمالك بغياب لاعب بحجم وثقل عمرو زكى، أو ابتعاد نجم بمهارة ودهاء حسين ياسر عن تشكيلة الفريق، فحسام حسن أصبح هو النجم داخل الفريق وليس أى لاعب مهما كانت موهبته، وهو أمر من النادر حدوثه إلا فى حالة مثل حالة حسام حسن. لابد أن نذكر أن مدير الكرة إبراهيم حسن لعب دوراً مهماً فى التصدى لأى هجوم ضد أى لاعب فى الفريق، حتى إنه فى أغلب الأوقات ينحاز بشكل لافت للنظر إلى اللاعبين، وبات هو المتحدث الرسمى بعد المباريات وقبلها، ورجل الزمالك الأول فى كل الفضائيات، وربما كان دفاعه المستميت عن لاعبى المنتخب الأوليمبى محمد إبراهيم وعمر جابر أكبر الدوافع النفسية للاعبين أثناء مقابلتهم الأخيرة أمام المصرى البورسعيدى، وربما كان تألق محمد إبراهيم وإحرازه هدفاً تاريخياً ليرد على هانى رمزى، مديره الفنى فى المنتخب الأوليمبى، ويؤكد له أنه أيضاً يدافع عنه فى الملعب.