قالت مسؤولة بارزة فى حلف شمال الأطلسى، اليوم الجمعة، إن نشر كتيبة مدرعة فى بولندا وغيرها من دول أوروبا الشرقية هو رد "متناسب وموزون" على النشاط العسكرى الروسى القريب من المنطقة. وصرحت نائبة الأمين العام للحلف روز جوتمولر، لوكالة "بى أن إس" البلطيقية للأنباء، أنه "فى إطار العملية المسماة عزم الأطلسى ستعود كتيبة أمريكية مدرعة إلى أوروبا فى رد على ما تفعله روسيا". وبدأت القوات والدبابات الأمريكية بالتدفق على بولند، أمس الخميس، فى إطار واحدة من أكبر عمليات الانتشار للقوات الأمريكية فى أوروبا منذ الحرب الباردة، وهى العملية التى أغضبت روسيا باعتبارها "تهديدا أمنيا". وقالت جوتمولر :"أريد أن اؤكد أن العملية متناسبة وموزونة" فى أشارة إلى انتشار نحو "3500 عنصر مشاة و87 دبابة و144 عربة برادلى مقاتلة"، مشيرة إلى أن هذه خطوة مهمة ولكنها تهدف إلى الردع والدفاع. وفى إطار عملية "عزم الأطلسي" فسيتم نشر جنود أمريكيين ومعدات ثقيلة فى الدول الشريكة للحلف وهى استونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وبلغاريا والمجر على أساس تناوبى. وتصاعد التوتر بين روسيا والغرب خلال العامين الماضيين، بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية فى 2014 وحملتها العسكرية فى سوريا منذ أواخر 2015. وزاد من التوتر نشر روسيا العام الماضى، صواريخ اسكندر القادرة على حمل رؤوس نووية فى موقع كاليننجراد والمناورات العسكرية المتكررة فى منطقة البلطيق، وهو ما أثار كذلك مخاوف كل من بولندا وليتوانيا. وقالت جوتمولر إنها ترى "احتمالات مشروعة لحوار مستقبلى" بين الحلف وروسيا، إلا أنها أكدت أن الحلف الغربى يجب أن يكون "حريصا" على خفض المخاطر على الجانب الشرقى. وقالت فى تصريحات على هامش قمة غير رسمية فى ليتوانيا بشان السياسة الأمنية "نريد خفض المخاطر حتى نستبعد احتمال حدوث أزمة يمكن أن تتصاعد وتتحول إلى نزاع". والصيف الماضى صادق قادة الحلف على خطط لتناوب القوات فى بولندا ودول البلطيق الثلاث لضمان عدم تعرضها لخطر فى حال فكرت روسيا فى تكرار تدخلها فى أوكرانيا.
