فى محاولة هى الأولى من نوعها للتصدى لخطر بات يمثل ملمحاً رئيسياً من ملامح المجتمع المصرى، ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن مجموعة من النشطاء قرروا التصدى لظاهرة التحرش الجنسى، والتى وصفها بعض الحقوقيين بأنها تنتشر ك"السرطان" فى خلايا الشارع المصرى، وذلك باستخدام تكنولوجيا رسم الخرائط لتحديد مواقع التحرش الساخنة فى القاهرة. وتسمح هذه التكنولوجيا للسيدات اللائى يتعرضن للتحرش بالإبلاغ عن واقعة الاعتداء الجنسى فور حدوثها من خلال الرسائل النصية والمواقع الاجتماعية، وقالت الصحيفة: إن مصر تعرف بصيتها الواسع كواحدة بين أكثر الدول فى الشرق الأوسط، التى تتعرض فيها النساء للتحرش الجنسى والمضايقات. وأشارت إلى أن "هراس ماب" أو "خريطة التحرش" هو اسم الحملة الخاصة التى ستستخدم تكنولوجيا حديثة تدعى "يوشاهيدى"، والتى تم استخدامها أول مرة للكشف عن أبرز مواطن العنف فى كينيا عام 2008، لمواجهة التحرش. ونقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن إنجى غزلان، الشريك المؤسس ل"هراس ماب"، قولها: إن هذه المحاولة الغرض منها معالجة هذه الظاهرة بشىء من العملية الإيجابية ورفع مستوى الوعى العام حول المشكلة. وقالت "الفكرة استوحيناها من مجموعة من المتطوعين، وحقيقة الأمر لا تسترعى قضية التحرش الجنسى الاهتمام الذى تستحقه للتوصل إلى حل لها، وهدفنا أن نمنحها هذا الاهتمام". ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى نتائج تقرير المركز المصرى لحقوق المرأة عام 2008، مشيرة إلى أنه عرض بعض الإحصاءات الصادمة عن مدى تنامى ظاهرة التحرش فى مصر، إذ كشف أن 83% من السيدات اللائى خضعن لاستطلاع رأى أكدن أنهن تعرضن للتحرش فى الشوارع، وكشفت الدراسة كذلك أن النساء اللائى يرتدين الزى الإسلامى ليسوا بمنأى عن التحرش والمضايقات ولا هؤلاء اللائى يتجنبن ارتداء الملابس الكاشفة. سعى النشطاء والحقوقيون إلى تمرير قانون يحول دون انتشار هذه الظاهرة، كما دعم عدد من أعضاء البرلمان المصرى مشروع هذا القانون، الأمر الذى دفع البعض لاعتقاد أن مصر بصدد تمرير تشريع يجرم مرتكبى التحرش. وأضافت "لوس أنجلوس تايمز"، أن "هراس ماب" سيسمح للنساء والرجال أيضاً الذين يتعرضون للتحرش بإرسال رسالة نصية تصف الواقعة ووقت وموقع حدوثها إلى خط ساخن على الهواتف المحمولة، ويمكن أيضاً أن تقدم الشكاوى عبر البريد الإلكترونى أو موقع تويتر، وفقاً لغزلان. هذه المعلومات ستنشر على موقع "هراس ماب"، وتكشف موقع الحادثة وتفاصيلها على خريطة رقمية للقاهرة، ثم تحصل وسائل الإعلام والشرطة على هذه البيانات ويتم تجميعها على خريطة شاملة يظهر بأعلاها أكثر مناطق التحرش شيوعاً فى القاهرة وأخطر الأماكن فى مدينة يصعب فيها على النساء السير بمفردهن. وأضافت غزلان، أن "هراس ماب" تدار الآن على أسس تطوعية وتسعى للحصول على تمويل، ولكن يتوقع لها تحقيق النجاح مع تزايد عدد مستخدمى الهواتف المحمولة إلى 55 مليون شخص.