كان المهرجان القومى للمسرح المصرى على موعد مع المشاكل منذ لحظة افتتاحه السبت، بداية بانسحاب لينين الرملى ثم انسحاب هدى وصفى وخالد جلال ويسرى الجندى لأسباب متباينة. تأكيداً لما انفردت به اليوم السابع بإيراد الخلاف الذى وصل إلى حد التشاجر بين الصحفى ناصر عبد الحفيظ وأشرف زكى بسبب وجود لينين الرملى فى لجنة تحكيم المهرجان، رغم ما يثار حول تطبيعه مع إسرائيل. حرض عبد الحفيظ النجوم والكتاب والمخرجين المشاركين فى المهرجان ضد أشرف زكى، ومنهم على الحجار والشاعر جمال بخيت والمخرج حسام الدين صلاح والكاتب يسرى الجندى واتصل بهم وسألهم: هل توافقون على المشاركة فى مهرجان أحد أعضاء لجنة تحكيمه من المطبعين مع إسرائيل. كان رد الفنانين والكتاب الذين اتصل بهم عبد الحفيظ، هو التهديد بالانسحاب من المهرجان مما دفع أشرف زكى للضغط على لينين الرملى للاعتذار بحجة انشغاله واستعداده للسفر، برغم أن لينين يعلم بموعد المهرجان منذ أكثر من شهرين، ويعلم أيضاً اختياره ضمن لجنة التحكيم. الانسحاب الثانى جاء من الدكتورة هدى وصفى، التى رفضت التكريم بعد انسحاب لينين وهى التى دافعت عنه فى المؤتمر الصحفى، أما الانسحاب الثالث فكان من الكاتب يسرى الجندى الذى طلب استبعاده من التقييم داخل المسابقة لمشاركته فى المهرجان بمسرحية "الإسكافى ملكاً" واعتراضاً منه على الاشتراك فى المهرجان متنافساً مع كتاب هواة، بالإضافة إلى عضوية أحد المطبعين فى لجنة تحكيم المهرجان، فضلاً عن اتهام الجندى للمهرجان بالعشوائية وعدم اهتمام الوزير به، مقارنة بمهرجان المسرح التجريبى أو مهرجانات السينما. انسحب أيضاً خالد جلال وطلب استبعاده من التقييم كمخرج لمشاركته بمسرحيتين هما "الإسكافى ملكا" و"قهوة سادة"، أما آخر انسحاب من المهرجان فكان من الكاتبة والناقدة المسرحية سناء فتح الله التى رفضت التكريم واعتذرت أيضاً بسبب انسحاب لينين الرملى. كان وزير الثقافة قد افتتح المهرجان بمظاهرة حب من كل الحاضرين الذين أيدوا ترشيحه لليونيسكو، وعندما صعد فاروق حسنى على خشبة المسرح طلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد على روح الناقد المسرحى والكاتب سامى خشبة، كما شارك محمد صبحى ومنى زكى وسعيد صالح ومحمد أبو داوود، كهمزة وصل بين المكرمين والحضور. انتهى المهرجان دون عرض للافتتاح، مما جعل الافتتاح باهتاً ولم يكن فيه أى أحداث مثيرة سوى الانسحابات والنميمة ودعاية وزير الثقافة لنفسه من أجل اليونيسكو.