ثقل العائلات فى قنا وسيطرتها أجبرت الحزب الوطنى على التخلى عن مبادئه ومعاييره، التى على أساسها يتم اختيار مرشحيه، وتم اختيار 4 مرشحين عن معظم الدوائر، خاصة ذات الطابع القبلى، حيث وجد الحزب أنه سيواجه معركة شرسة وسيخسر عدداً من المقاعد فى المحافظة، فى حالة اختياره الأعضاء القدامى، والالتزام بمبادئه الحزبية، وخاصة فى الدوائر التى ظهر فيها مرشحون أقوياء ينافسون بقوه النواب القدامى. ففى الدائرة السادسة، الرئيسية، والتى أطلق عليها دائرة الدم والنار، اختار الحزب أبرز المرشحين من الجدد، خوفاً من فقدان أحد المقاعد، وهم العميد طارق رسلان أحد أبناء قبيلة الهمامية، بالإضافة إلى سيد المنوفى أحد أبرز أبناء قبيلة العرب، ويوجد اتفاق فيما بينهما، بالإضافة إلى نوابه القدامى الذين يتمتعون بشعبية أيضاً، وهم اللواء عمر الطاهر والنائب هشام الشعينى، حتى لا يظهر بإبعادهم عن قوائمه ضعف الحزب. وفى الدائرة الثامنة، مركز أبوتشت، تخلى الحزب عن أحد نوابه القدامى، ليضيف إلى قائمته أبرز المرشحين وهو اللواء محمد فراج، الذى يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء دائرته، وكذلك حسن أبوسباق، بالإضافة إلى نائبه اللواء ماهر الدربى. وفى الدائرة الخامسة، مركز دشنا، استغنى الحزب عن نوابه وأطاح بهم، من الذين كان لهم مشاكل فى الدورة السابقة، واختار كلاً من حسين الوكيل وحسين فايز وكمال موسى، وأطاح بكل من طارق السباعى ومحمد مندور، الذى كانت له مشاكل متعددة مع الشرطة واقتحم مركز دشنا بسبب خلاف مع ابن شقيقته، مما أثار الرأى العام، وكان سبباً قوياً فى الإطاحة به. وفى الدائرة السابعة، مركز نجع حمادى، والتى أثيرت حولها الكثير من الشائعات بسبب أحداث نجع حمادى، اختار الحزب كلاً من عبدالرحيم الغول وفتحى فخرى قنديل، وأضاف إلى قوائمه مرتضى أبوسحلى. وكانت المفاجأة فى مقعد كوتة المرأة، حيث اختار الحزب كلاً من منى الشحات على مقعد الفئات، وفاطمة إبراهيم على مقعد العمال. وبعيدا عن أفراح وأحزان أعضاء الوطنى، فقد أصيب عبدالفتاح عبدالعزيز أحد المرشحين على مقعد الفئات عن الدائرة السابعة نجع حمادى والتى مقرها نجع حمادى، بوعكة صحية أثناء تقديمه أوراقه كمستقل، إثر معرفته عدم اختيار الحزب له كمرشح على قوائم الحزب، واستطاع فى اللحظات الأخيرة أن يقدم أوراقه كمرشح مستقل. وقامت إحدى سيارات الشرطة بإخراجه من مديرية أمن قنا، ونقله إلى المستشفى على الفور لعمل الإسعافات الأولية له.
