حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى المسألة القطرية.. من يملك المال لا بد أن يملك الحكمة وإلا تحول الأمر إلى كارثة.. المال القطرى يستخدم فى القتل والتدمير..ويلعب دورًا قذرًا فى مصر وسوريا والعراق وليبيا
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 12 - 2016

منذ سنوات قريبة، وكنا فى مثل هذا الوقت، أى آخر العام، حيث ينشط الإعلام سائلًا على الأحسن والأفضل والأسوأ فى الأحداث التى جرت خلال العام.. أحداث سياسية واجتماعية وفنية ورياضية.. وأيضًا شخصية العام.. وقد سألنى شاب نابه ومجتهد: من تراه شخصية هذا العام؟، وبدون تردد انطلقت الإجابة من فمى سريعة كأنها طلقة رصاصة.

- أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان.. وإذا بالشاب النابه المجتهد صاحب السؤال يقف أمامى مذهولًا مبهوتًا ملتزمًا الصمت، ونظراته تجاهى غير مريحة بالمرة، واختفت تمامًا حالة الود والبشاشة، وسألنى فى خشونة واضحة.

- عمل إيه أمير قطر علشان يكون شخصية العام؟

أدركت على الفور أننى سقطت فى نظر هذا الشاب الذى صدمته إجابتى.. وربما ظن أو اعتقد أننى صاحب مصلحة مع سمو الأمير أو أعرفه شخصيًا.. والحقيقة أننى لا أعرف أمير قطر، ولا خفير قطر.. وأعرف أن سمو أمير قطر رجل يحكم إمارة صغيرة وغنية جدًا بفضل من الله وحده، حيث يخرج الغاز من باطن أرضها الصغيرة، وليس له أى دور يذكر على المستوى السياسى أو الاجتماعى، وأنه مجرد شيخ قبيلة تحت مسمى أمير، وفى الخارج هو مجرد حاكم لدويلة صغيرة وغنية، وعليه يحظى بمعاملة الأثرياء من تفخيم وتعظيم، وبالطبع كل شىء بتمنه.. والرجل ليس له أى دور مؤثر، ولكن له الحق فى أن يرى نفسه كما يشاء، ومن حق سمو الأمير أن يرى نفسه ندًا لزعماء العالم العربى والدولى، حتى إن كان ذلك على غير الحقيقة..

إذن، لماذا اخترت هذا الأمير رجل العام وقتها.. فقد علمت أنه حضر إلى القاهرة فى زيارة سريعة وخاطفة مع السيدة المحترمة الوقورة حرمه المصون، وذهب إلى بولاق الدكرور أو إمبابة، لا أذكر، وذلك لتقديم واجب العزاء لأسرة الأستاذ المصرى الذى علمه!

وقد قدرت هذا الموقف الإنسانى واعتبرته مؤشرًا جيدًا، ويحمل دلالة رفيعة المستوى.. فإذا كان هذا الأمير لديه هذا الوفاء لأستاذه الراحل، فما بالكم بالشعب القطرى الذى تلقى العلم على يد المدرسين والأساتذة المصريين، وحصل على خدمات الأطباء وأصحاب المهن المختلفة، وكل أهل مصر الذين أسهموا بجهدهم وفكرهم وعلمهم فى أن تكون هناك إمارة اسمها قطر.. ولم أتعامل مع هذه الزيارة الخاطفة للأمير الحاكم وقتها على أنها زيارة إعلامية، وأن هذا الوفاء كاذب ومصطنع، وأن النار تحت الرماد، والنوايا السيئة والخبيثة كامنة داخل الصدور، وأن الشر الحقيقى يسكن أجساد أمراء دويلة قطر.



حتى
هذه اللحظة لا أعرف لماذا تحارب السعودية سوريا، وتدير وتمول هذه الحرب الخاسرة التى تحصد الأرواح، وتنشر الخراب؟.. أيضًا حربها ضد اليمن، وهى حرب أخرى خاسرة، أبحث عن السبب ولا أجده واضحًا وصريحًا ومحددًا.. ولماذا إمارة قطر شريكة وداعمة وفاعلة فى تدمير الأوطان العربية؟.. وتأتى إلى السؤال الحتمى: لماذا كل هذا العداء لمصر؟، ولماذا هذه الحرب الإعلامية المتواصلة والفجة التى تشبه نباح الكلاب الجائعة؟، وعليه فأنا لا أستطيع أن ألوم المصريين الذين يرسلون عشرات الآلاف من الشتائم إلى حكّام قطر، وكل من يطوف حولهم.. ولكنى لا أقبل بهذا الأمر لأن «قطر» مهما فعلت لن تلحق أى ضرر بمصر أو شعبها.. والشاعر العربى يقول: كناطح صخرة يومًا ليوهنها.. فلم يضرها وأدنى قرنه الثور.. مصر هى الصخرة القوية الثابتة التى تنكسر عليها قرون الثيران الغبية التى تنطحها.. وقطر إمارة صغيرة فى كل شىء، ولا يجوز أن تكون ندًا أو خصمًا لمصر ولا تجوز المقارنة أصلًا؟.. وحكام قطر من الرجال وأشباه الرجال، لا شك أن فوق أكتافهم رؤوسًا، وبداخل هذه الرؤوس عقول، ولكنها بالقطع عقول لا تفكر، ولكنها عقول تدار وتوجه لخدمة مصالح أجنبية، ويكفى أن نعلم أن ربع مساحة إمارة قطر تحتلها قاعدة أمريكية تعد الأضخم فى المنطقة، وهى مصدر خطر على الخليج كله فى حالة نشوب أى حرب، لأنها ستكون هدفًا يجلب الخراب والدمار للصغيرة قطر وجيرانها.. فى إيجاز شديد، يمكن القول بأنه ليست هناك إرادة قطرية خالصة تحكم هذه الإمارة الضفدعة التى تملك صوتًا أضخم من حجمها بكثير، ونحن أهل مصر حكومة وشعبًا علينا أن نستقبل كل الاستفزازات القطرية الحمقاء والقبيحة بكل الصبر والحكمة، وأيضًا فطنة الأذكياء، وقطر كثيرًا ما تتجاسر، ويغيب عقلها، وتفقد رشدها، وتسكنها الرعونة، وتأتى بالأفعال التى كلها سخافات ورذائل، ويتم قذف مصر بها.. آخر هذه الأفعال هذا الفيلم الخبيث الذى يحمل إساءة إلى الجيش المصرى.. ولأن الغباء القطرى أقوى من كيدهم لنا، جعلهم فى حالة نيسان أو غيبوبة، حيث إن الكليات العسكرية المصرية، مثل الحربية والبحرية ورئاسة الأركان، قامت بتعليم عشرات الضباط القطريين سنويًا، وجميعهم فى خدمة الجيش القطرى الآن.. وأيضًًا كلية الشرطة.. أبعدَ أن علمكم الجيش المصرى ودربكم وجعل منكم رجالًا تتحملون المسؤولية، تسخرون منه أيها السفهاء؟!، وتنسى إمارة قطر عن عمد أن الجيش المصرى هو الذى خاض المعارك البرية فى أثناء حرب تحرير الكويت، وصاحب الفضل فى تطهير الأرض من الجيش المحتل، لأن الجيش الأمريكى ذائع الصيت يضرب إما من البحر أو من الجو، أما أن ينزل جنودًا على أرض المعركة، فهذا لا يحدث إلا فى الأفلام التى تنتجها هوليوود، ويمكن للشيخ تميم أن يسأل رئيس أركان الجيش الأمريكى وقتها، وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كولن باول، عن كفاءة الجندى والمقاتل المصرى، أو يسأل جيرانه من أهل الكويت، أو يأتى إلينا ضيفًا عزيزًا وكريمًا، ويشهد على أرض سيناء كيف يواجه الجيش المصرى الجماعات الإرهابية بكل أنواعها مع عصابات التهريب، وقطّاع الطرق، وساعتها سوف يشعر بالندم، لأنه يعلم أن هذه الجماعات الإرهابية هى الداعم القوى لها، والمزود لها بالمال والسلاح.


ويبدو
أن أمير قطر المدلل يجهل كل شىء عن طبيعة الشعب المصرى وتركيبته الإنسانية، أهل مصر فى قبلى وبحرى يسعدون ويفرحون وتشملهم البهجة عندما يتم قبول أبنائهم فى الجهادية، أى الجندية، أى الجيش، لأن الولد صار شابًا يافعًا وقويًا وسليمًا، ويُعتمد عليه، وعندما يهبط الختم الذى يحمل عبارة «لائق للخدمة العسكرية» على الأوراق يكون هذا الأمر مصدر فخر، لأنه خال من العيوب الجسدية والعقلية، أما الذى لا يتم قبوله فإنه يتوارى، ولا يتعمد الظهور أمام الآخرين، لأن فرز الجيش طلعه «شرك»، أى لا يصلح.. والجيش المصرى تقريبًا هو الجيش الوحيد الذى تنضم إليه وأنت فى حالة، وتخرج منه وأنت فى حالة أفضل، سواء كنت مجندًا أو متطوعًا أو من قواته الدائمة، لأنه ليس جيشًا من المرتزقة أو المأجورين.. رجال فى خدمة وطنهم الذى يعيشون على أرضه.. ولو أن سمو الأمير المفتون بنفسه وبماله الوفير تم تجنيده لمدة عام واحد فى الجيش المصرى، فمن المؤكد أنه سيكون مختلفًا عن هذا «التميم» الذى يملأ الدنيا شرًا وعدوانًا.


مشكلة
دويلة قطر أو «عقلة الأصبع» أنها تريد أن تكون دولة كبيرة مهيمنة، وذات نفوذ وسطوة، وهى لا تملك فى سبيل تحقيق ذلك سوى المال.. المال ولا شىء غير المال، ومن يملك المال لا بد أن يملك الحكمة، وإلا تحول الأمر إلى كارثة كما هو حادث الآن، حيث إن المال القطرى يستخدم فى القتل والتدمير، وتفكيك الدول العربية، وتمويل الإرهاب، وتجنيد المرتزقة.. المال القطرى يلعب دورًا قذرًا فى مصر وسوريا والعراق وليبيا وأيضًا اليمن، وكأن شيوخ قطر يريدونها إسرائيل الخليج، وأن تكون دولة عقور مثل الحيوان الذى أصابه سعار.. الكيانات المؤثرة لا تكون بالمال.. تكون بالتاريخ والجغرافيا والماضى والحاضر، وبالحكم الرشيد، والإيمان المطلق بالعدل، وانتشار الثقافة والعلم والمعرفة والأرض والرجال..

والمال لا يشترى الأوطان، ولا يصنع الرجال، خاصة المال القطرى الذى يجد طريقه سهلًا إلى الإضرار بأمن المنطقة العربية واستقرارها.. وعليه كانت قناة الجزيرة، أو قناة الفتن ونشر الأكاذيب وزرع الدسائس.. صحيح أنها صارت خافتة الآن بعد أن تلاشى الوهج الذى عاشته لسنوات، وأصبحت مثل العجوز الثرثارة الطويلة اللسان والبذيئة، من ينظر إليها يلحق الأذى بنفسه بعد أن كانت قطر لا تُعرف إلا بقناة الجزيرة، وهى التى كانت تخطط للقيام بدور الشيطان فى المنطقة العربية، وجعلت من نفسها عدوًا حتى لجيرانها الأقوياء والأغنياء، وتعالت عليهم ورفعت نفسها عنهم درجة وهى الأقل درجة، وبالعودة إلى المال القطرى المهدر، فكما أنه يجد طريقه سهلًا إلى العناصر الإرهابية، فإنه أيضًا يجد طريقه سهلًا إلى شراء القصور فى أوروبا وأمريكا، وشراء المحال التجارية العملاقة ويدفع ثمنها للآثار التى تسرق.. ومصاريف إيواء الخونة والهاربين من دولهم.. وأيضًا نراه فى صالات القمار وساحات سباق الخيل، وشراء الضمائر إذا لزم الأمر.. ولأن قطر أيها السادة من مواليد «1971» فإنها مازالت تحبو، وعليه يجب ألا نغضب منها، أو نلتفت إليها أصلاً، وصدق الشاعر العربى الذى قال: «ما يضر البحر أمسى زاخرًا.. إذا ألقى فيه طفل بحجر».


ونحن
نعلم جيدًا أن المال القطرى لعب دورًا أساسيًا فى أثناء ثورة 25 يناير.. نصف الموجودين فى ميدان التحرير وقتها كانوا يأكلون ويشربون ويدخنون ويحششون وينامون متلاصقين بفضل الراعى الرسمى وقتها، الحكومة القطرية.. وكانت جموع الإخوان لها الأفضلية بحكم أن الشيخة موزة من عائلة إخوانية، وهوى قطر بشكل عام هوى إخوانى.

أما عن السيدة موزة، فأنا لا أريد أن أتحدث عن هذه السيدة بسوء، وأشجب أى تصريح يصدر ضدها لأنها شخصية عالمية فعلًا، تعرفها بيوت الأزياء الكبيرة والمحافل الدولية النسائية، وهى المصنفة من أقوى السيدات فى العالم.. فكيف يتطاول عليها أحد، وهى التى تحكم، سواء من حجرة نومها، أو حوض الجاكوزى الذى يدغدغ جسدها.. لها الاحترام والتقدير.. ولكن الشىء الذى يدهشنى هو كراهيتها الشديدة لمصر، مع أنها عاشت فيها أجمل سنوات عمرها.. هل غادرت وفى داخلها جرح من الصعب نسيانه؟، هل هواء مصر لم يوافق هواها؟، ثم إن العلاقات بين الدول لا تقوم على أساس الأمزجة، على كل حال، نحن نحترم الشيخة موزة التى تلعب نفس الدور الذى لعبته الملكة نازلى مع الملك فاروق، والذى انتهى بمأساة، وحتى لو اعتبرناها «شجرة الدر» فإن الأمر انتهى أيضًا بمأساة!

ما علينا....


كلنا
يعلم أن حالة الجفاء بين مصر وقطر قديمة بعض الشىء، وقد سألت رجال دولة ورجال سياسة عن سبب هذه الحالة، حيث إن الواضح لنا، نحن عامة الشعب، أنه لا توجد أى خلافات تؤدى إلى الخصومة، أو حتى فتور العلاقات بين البلد الكبير والبلد الصغير، ولكن للأسف كل الإجابات التى سمعتها أصغر بكثير من أن تصنع خلافًا يتوسع يومًا بعد يوم.. قيل لى إن الرئيس الأسبق حسنى مبارك رفض الاعتراف بالانقلاب الذى قام به الشيخ حمد على والده الشيخ خليفة، وهذا الأمر ترك أثرًا سيئًا لدى أمير قطر الجديد، ومن هنا بدأت الخصومة، وقيل لى الأمر أصغر من ذلك بكثير.. فالمسألة كلها «خناقة ستات» وتنافس بين السيدة سوزان مبارك والشيخة موزة على من تكون سيدة العالم العربى، وأيضًا العالم الخارجى.. وقيل لى، أبدًا إنها السياسة الغبية، فالإدارة القطرية ترى أنها لن تكون قوية ومؤثرة مادامت مصر قوية وتقف على قدميها فى ثبات، ولا أعرف مدى الخطأ والصواب فى كل هذا، لأنه أقرب إلى الهزل منه إلى الجد.. إلى أن قامت الثورة، وسطع نجم الإخوان، حتى فى زمن حكم المجلس العسكرى، بدأت العلاقات المصرية القطرية تأخذ الشكل العادى والطبيعى، وعندما تسلم الإخوان مقاليد الحكم فى مصر، على الفور اختلط اللبن بالعسل، وأصبحت الدنيا ربيع والجو بديع بين مصر وقطر، وكادت قطر أن تحكم مصر من الدوحة.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. لقد أرادت قطر إقامة دولة لها على أرض مصر! وكلنا يعلم أن جماعة الإخوان قد أعدت العدة لتتخلى عن سيناء وحلايب وشلاتين والمنطقة الشمالية من مرسى مطروح وحتى ليبيا، وكأن مصر «بطة» على أى مائدة إخوانية.. لم نكن نعلم أن قطر لها نصيب الأسد.. وبلغة جماعة الإخوان لها «الفخذ بالزلمكة»!


فقد
وصل إلى القاهرة الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم، رئيس المخابرات القطرية، لإنجاز مهمة شديدة الأهمية وشديدة الخطورة.. وعلى الفور كان الاجتماع مع خيرت الشاطر، وكبار رجال مكتب الإرشاد والمرشد، ومكان الاجتماع مقر حزب الحرية والعدالة بالمقطم.. وفتح رجل المخابرات القطرى حقيبة أوراقه التى بها المشروع القطرى لتحويل منطقة قناة السويس بكاملها إلى إقليم لتنفيذ مشروع ضخم جدًا، تبلغ تكلفته من ثمانين إلى مائة مليار دولار، حيث تصبح المنطقة منطقة حرة على أن تحصل قطر على حق الامتياز لمدة 99 عامًا.. وهكذا كشفت قطر عن نواياها ومقاصدها.. الاستيلاء على منطقة القناة «السويس - إسماعيلية - بورسعيد» وضفتى القناة.. بالبلدى كده احتلال قطرى لمصر وبنفس المنهج الصهيونى.. وكاد المشروع أن يصبح أمرًا واقعًا لولا يقظة رجال القوات المسلحة «جيش مصر اللى مش عاجب يا أبناء العنزات»، رجال القوات المسلحة، وعلى رأسهم وزير الدفاع وقتها الفريق عبدالفتاح السيسى، هم الذين أجهضوا المشروع القطرى لاحتلال مصر، والذى لو كان قد تحقق لكانت مصر فى حالة ضياع ما بعده ضياع..


أفهم
أن تشترى قطر أحد الفنادق هنا أو هناك.. أو تشترى محال هارودز التى هى فى الأول والآخر سوبر ماركت كبير.. أو حتى ناديًا رياضيًا.. أو فرقعة كبرى مثل استضافة كأس العالم فى ملاعب مكيفة.. أما أن تستولى على إقليم فى مصر من ثلاث مدن فهذا طموح غير مشروع.. وعليه فإن إمارة قطر خسرت حلمها وهدفها فى مصر، مثلها مثل أمريكا التى تحطمت كل مخططاتها العدوانية على الأرض المصرية وبفضل ثورة شعبها.. فهل نعرف الآن سبب العداء القطرى والكراهية للجيش المصرى؟

صحيح
نحن دولة فقيرة..

صحيح
ولكنها غنية بشعبها.

صحيح
نحن دولة مرتبكة حاليًا.. ولكنها فى طريقها إلى الثبات.

ولكننا
نحن دولة لديها مشاكل.. ولكنها مشاكل إلى زوال بإذن الله.

دولة لا تبيع ولا تخون.. ولا تفرط فى شبر من أرضها.. لقد ولدنا على هذه الأرض وسنموت عليها بإذن الله.. لأن اسمها مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.