كان يوم السبت الماضي هو أسوأ الأيام علي مصر وتاريخها.. تلوثت جدران القصر الرئاسي برجل إسرائيل في المنطقة وحامي حمي الصهاينة والأمريكان، وأصبحت مصر تتسول من هؤلاء وتستجدي عطفهم، وحدثت الزيارة التي حذرنا منها ومن عواقبها مرارا وتكراراً واستقبل محمد مرسي أمير دولة قطر الذي ظل منذ الثورة وقبلها يناصب مصر العداء ويسعي إلي خرابها مع زوجته الشيخة موزة التي كانت تعتبر مصر العدو الأول لها ولإمبراطوريتها التي سعت إلي بنائها بالعلاقات الدولية وبخزائن الأموال القطرية. إن قطر وأميرها ليسوا سوي دويلة صغيرة لا يجوز أن تصبح هي وأميرها أول من يزور مصر بعد الثورة، وما كان يجب أن يتم تعامل مصر مع تلك الدويلة التي تناصبنا العداء عبر محطتها الفضائية علي هذا النحو، بثت الفضائيات خبراً عن تقديم مبلغ ملياري دولار لمصر كوديعة قطرية في أحد البنوك فور اجتماع مرسي مع حمد بن خليفة، وكأن مصر تتسول من هؤلاء في حين أن الحقيقة هي أن الرئيس مرسي ومكتب الإرشاد من ورائه هم المستفيد من دولة قطر ومن المعروف أن قطر ساندت مرسي في الانتخابات فهل جاء الوقت ليرد إليهم الجميل وما هو الثمن؟! وهل سيتم تقديم أراضي مصر كما أشيع إلي أمير قطر مقابل تلك المبالغ التي وضعها كوديعة لمساعدة مرسي في تلك المرحلة؟!.. وماذا كان يفعل خيرت الشاطر في قطر وخلال زيارات عديدة سابقة وهل بالفعل سيتم وضع أيدي القطريين علي مصانع مصرية؟! إن استقبال أمير قطر في قصر الرئاسة المصرية يعتبر أكبر خيانة لمصر ولثورتها الشريفة، وبداية لبيع مصر وتحقيق الأطماع القطرية، ويعتبر أكبر خيانة للدم الفلسطيني الذي تزعم جماعة الإخوان المسلمين أنها تدافع عنه، فمن المعروف أن قطر هي أقرب أصدقاء الصهاينة وقبل شهرين كان أمير قطر حمد بن عيسي في سويسرا بمناسبة البدء في بناء أول وأكبر خط قطار «سكة حديد» إسرائيلي بتمويل قطري!! ولاشك أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والرئيس الجديد يعرفون حجم الاستثمارات الصهيونية في قطر ويعرفون أن الصهاينة يعتبرون قطر هي العاصمة العربية الأولي بالنسبة لهم. إن تلك الزيارة المشئومة التي حذرنا من عواقبها هي العار نفسه، فالأمير القطري وزوجته الشيخة موزة ليسا سوي نموذج للغدر والخيانة، والشيخة موزة لم تكن تحلم سوي بأن تدخل مصر ولو دفعت مقابل ذلك مليارات الدولارات، فهي تربت علي الغدر والبحث عن السلطة والمجد وقصة حياتها تؤكد أن كل أوصاف التلاعب والدهاء تجمعت في شخصيتها، ونجحت في التلاعب بحمد وساهمت في الانقلاب الذي قام به الابن حمد علي والده الشيخ خليفة.. وطرد والده العجوز من الحكم واتهمه بالسرقة والاختلاس وتركه يتسول من الدول بفضل الزوجة، وحكاية الشيخة موزة نفسها عبارة عن قصة للخيانة والخداع فهي كانت صفقة مالية وسياسية بين أبيها "ناصر المسند" وبين الحاكم السابق الشيخ خليفة فقد كان ناصر المسند من أهم المعارضين للحكم، وتم تزويج ابنته من ابن الحاكم عبر صفقة سياسية تخلي بموجبها المعارض عن معارضته في مقابل نفوذ من نوع خاص لابنته، ولم يكن الشيخ خليفة نفسه يتوقع أن يتطور هذا النفوذ إلي درجة تصبح فيها العروس الضحية الصفقة "موزة" هي الحاكم الفعلي في قطر والعقل المدبر لعملية الانقلاب ضده. كان خليفة والد حمد يحاول توطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده إلا أنه لم يكن يعلم أن الضربة ستأتيه من حيث لا يحتسب أي من ابنه البكر حمد الذي كان أكبر أولاده وكان أفشلهم في الدراسة مما دفع بالأب إلي إخراج الابن من المدرسة قبل أن ينهي الثانوية العامة وإرساله إلي كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا ولم يتمكن حمد من إنهاء الدراسة في الكلية المذكورة حيث فصل منها بعد تسعة أشهر ليعود إلي قطر برتبة جنرال ليصبح قائدا للجيش ووليا للعهد وتزويج حمد بموزة المسند التي دخلت إلي الأسرة كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة الذي ارتبط ببنات عمومته وبدل أن تعيش موزة علي الهامش كما رسم وخطط لها والد زوجها الشيخ خليفة فإذا بها تنسج خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم "حمد" وعرضت عليه فكرة الانقلاب علي والده، وفي عام 1995 كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلي أوروبا في رحلة استجمام ولم يكن الشيخ خليفة يعلم أن حفل الوداع الذي أجري له في مطار الدوحة كان الأخير.. وأن الابن حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التليفزيون كان قد انتهي من وضع خطته للإطاحة بأبيه واستلام الحكم وتم قطع إرسال تليفزيون قطر لإعلان البيان رقم واحد ليصبح الابن هو الحاكم ويتم طرد الوالد بفضل مخططات الشيخة موزة. وسوف نتوقف في مقالات قادمة عند قصة حياة الشيخة موزة وزوجها لأنها فصول من الغدر والخيانة حتي بأولاد حمد من زوجاته السابقات، حيث تسعي لتسليم ولاية العهد لابنها جاسم وقامت بتقديمه إلي الغرب والأمريكان لكي يتسلم الحكم بعد والده الشيخ حمد المريض بالفشل الكلوي. ولاشك أن تلك الخيانة وهذا الغدر أصبح سمة من سمات شخصية الشيخة موزة وزوجها حيث تم تسليم قطر إلي الأمريكان والصهاينة مقابل الرضا عن الشيخة وزوجها حمد وضمان الكرسي لابنها، ولذلك قدمت قطر كل أشكال الولاء للصهاينة والأمريكان، وليس خافيا علي أحد أن قطر بها أكبر قاعدة أمريكية في العالم خارج حدود الولاياتالمتحدة وفي كافة أنحاء العالم وبدأت قطر قبل أعوام بتهيئة أرضها لاستقبال القوات الأمريكية بحجم كبير وأبلغ الأمير الشيخ حمد بن خليفة الأمريكيين برغبته في استقبال 10 آلاف عسكري أمريكي ليقيموا بشكل دائم في قاعدة «العٌديد» الجوية وجدد هذا العرض حينما زاره وليام كوهين وزير الدفاع الأمريكي السابق وللبرهنة علي أن بإمكان الأمريكيين الاعتماد عليهم في أوقات الشدة، فتح القطريون مدرجات الإقلاع الجوية أمام الطائرات الأمريكية لأداء مهام عسكرية ضد العراق في فترة التسعينات بعد رفض المملكة العربية السعودية السماح لهم من أراضيها.. ثم جاءت هجمات 11 سبتمبر علي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع في واشنطن، لتفتح الطريق لثلاثة آلاف عسكري أمريكي كي يقيموا في قاعدة «العديد» الجوية حيث قاموا ببناء مدينة عملاقة تغطيها خيمة ضخمة وتسندها أعمدة خشبية عملاقة، وبهذا تم إنشاء الموقع القيادي العسكري لإدارة العمليات العسكرية ويقول المسئولون الأمريكيون والقطريون إنهم قريبون من اليوم الذي سيصبح فيه الوجود العسكري الأمريكي دائما في قطر.. إذ تفكر الولاياتالمتحدة في الإبقاء في قطر وبشكل دائم، علي 50 طائرة حربية وعدة آلاف من جنودها، وعرضت قطر إنفاق 400 مليون دولار لتطوير القاعدة الجوية، عبر بناء بيوت ثابتة ومستودعات لخزن وقود الطائرات مع بناء مواقع الإدارة والقيادة!! أما عن خيانة الدم العربي وتطبيع العلاقات مع الصهاينة فحدث ولا حرج، ولقد تناولت في هذا المكان كل أشكال التطبيع القطري-الصهيوني من قبل ولابد من تذكير الدكتور مرسي وقيادات مكتب جماعة الإخوان المسلمين بأن حمد وموزة هما أكثر العرب تطبيعا مع الصهاينة وكما قلت وأقول دائما فتاريخ التطبيع القطري-الصهيوني طويل جدا ويكفي أن أذكر الدكتور مرسي بالحملة الإليكترونية التي خرجت تطالب العرب بمنع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان من التبرع بمبلغ 10ملايين دولار لفريق كرة قدم إسرائيلي، ولن أذكر قصص التطبيع التي بدأت منذ 1996 مع فتح مكتب التمثيل التجاري لإسرائيل في قطر. لقد حذرت من زيارة حمد منذ شهر تقريبا، وطالبت الدكتور مرسي بإلغاء الزيارة، ولكن لا حياة لمن تنادي فالرئيس يريد أن يرد للقطريين جمايلهم عليه ومساندتهم له، وبما أن الزيارة تمت فإنني أحذر من تنفيذ المخططات القطرية التي تسير علي قدم وساق وسبق أن أشرت إليها، فالدويلة الصغيرة تسعي للاستحواذ علي معظم دول العالم وأولي تلك الدول هي مصر، وللمرة الثانية أطالبه بقراءة التقارير التي نشرتها الصحف الأجنبية الشهر الماضي حول مخططات قطر لشراء بعض المدن والكنوز التاريخية في معظم الدول ومنها ليبيا التي سيتم استبدال العملة فيها لتصبح بالريال القطري وليست بالدينار وحاولت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن ترصد سر قدرة دولة قطر الخليجية علي شراء الكثير والكثير من المؤسسات والشركات والحقوق حول العالم، حيث تملك الآن في لندن مخازن "هارودز" ومبني السفارة الأمريكية، وعمارة «هايد بارك1» السكنية التي تحتوي علي أغلي شقق من نوعها في العالم. إن قطر تستخدم أسلوب الصهاينة في اختراق الدول وشراء الأصول مهما بلغ سعرها، وتنبهت موريتانيا إلي مخططات الدوحة وقامت بطرد حمد بن خليفة آل ثان من علي أرضها بعد اصطدامه مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، الأمر الذي أدي إلي مغادرة بن خليفة من دون وداع رسمي، ففي خطوة مفاجئة أعلنت نواكشوط إغلاق مركز تأهيل اجتماعي تابع ل"المؤسسة القطرية-الموريتانية للتنمية الاجتماعية"، الذي ترأسه وتموّله زوجة أمير قطر موزة بنت ناصر المسند، وهو "المركز القطري للتكوين المهني" الواقع في مدينة "العيون" شرقي موريتانيا وجاء القرار تجاوباً مع تفاعل غالبية الموريتانيين مع الأزمة التي حدثت بين رئيسهم والأميرالقطري، حيث أجمعت مختلف الفعاليات الاجتماعية والسياسية علي استهجان محاولات التدخل القطرية في الشأن الداخلي الموريتاني، والاعتراض علي أي إملاءات تهدف إلي التأثير في مواقفه أو سياسته الخارجية. فماذا نحن فاعلون وهل سيتم تسليم مصر وقناة السويس إلي أصدقاء خيرت الشاطر؟!.. هل ستشتري قطر مصر ومواقفها بالملياري دولار المودعة في البنك؟! مخطط الشيخة موزة لتجنيد 4000 من شباب الإخوان في الجيش القطري!! إنني وبمناسبة تلك الزيارة المشئومة أدعو الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر أن يكشف للمصريين حقيقة الأخبار التي تم ترويجها وانتشرت بكثرة حول الصفقات السرية بين قطر وجماعة الإخوان المسلمين، خاصة فيما أشيع حول اجتماع عقد في لندن بين أطراف من مكتب الجماعة ومسئولين قطريين للاتفاق علي إحياء التنظيم الخاص للجماعة وتمويله وتدريبه وتأهيله وذلك بتوفير 4000 فرصة عمل لشباب الإخوان في الجيش القطري لمدة أربع سنوات لكي يعودوا بعدها إلي مصر للعمل كميليشيات لحماية تنظيم الإخوان ودولة المرشد وللسيطرة علي المصريين في حال قرر المصريون الخروج من عباءة الإخوان في الانتخابات المقبلة، وينص الاتفاق علي إعطاء المرتزقة الإخوان دورات مكثفة عسكرية وتنظيمية وعقائدية في قطر ويشرف علي الجانب العقائدي والديني عدد من قيادات الإخوان الذين يقيمون بقطر، وبعد انتهاء مدة تجنيدهم سيتم إعادتهم لمصر ليكونوا عصب التنظيم الخاص الذي سيتولي تأديب المعارضين للإخوان وحماية قيادتهم. إن هذا الاتفاق إن كان صحيحا يا سيادة الرئيس فإنه يعني تجنيد مرتزقة مصريين في صفوف الجيش القطري وتلك كارثة وفضيحة وعار سنحمله مدي الحياة، وإن كانت قطر تفكر في حماية شيخها وتري أن تلك الحماية سوف تتحقق لهم بتجنيد المصريين وتدريبهم علي القتال لقمع أي ثورات أو حركات علي الحكومة القطرية أو الشيخ حمد وزوجته موزة، فإن هذا لا يعني سوي كارثة أخري في حق بلادنا وشبابنا نتمني أن يتم توضيح الحقيقة في وجود موزة وزوجها علي أرض مصر.