قضاة "دوائر الإرهاب".. حسم فى تطبيق القانون و"إنسانية" مع المتهمين

"قوة القانون تكمن فى روحه" مهما كانت فداحة الجرم الذي يتهم به أى شخص، وتلك هى القاعدة القانونية الإنسانية التي طبقها المستشار حسن فريد عندما سمع أحد الأطفال فى جلسة محاكمة المتهمين بقضية أنصار بيت المقدس ينادى على والده المحبوس فسمح لجميع الأطفال فى الجلسة بمقابلة أهاليهم المحبوسين خلف قفص الاتهام.

"القاضى الإنسان " هو اللقب الذى أطلق على المستشار حسن فريد و عدد كبير من القضاة الذين يطبقون روح القانون وينظرون إلى المتهمين وأهاليهم بالإضافة إلى الأدلة والتحريات، وبالرغم من أحكام الإدانة أو البراءة يكون لهم لفتات إنسانية كثيرة تريح أهالى المحبوسين فى تلك القضايا.

المستشار حسن فريد


المستشار حسن فريد، كان له نصيب الأسد فى اللفتات الإنسانية وآخرها بجلسة اليوم بقضية فض اعتصام رابعة والمتهم فيها مرشد الإخوان محمد بديع و 738 متهما آخرين من ضمنهم محمد البلتاجي وعصام سلطان، حيث أمر بإخلاء سبيل 2 من المتهمين وذلك بعد علمه بمعاناتهم من فيروس سى و حصوات فى الكلى و ذلك يضمان محل إقامتهما.
كما سمح للأطفال بمقابلة ذويهم بجلسة أنصار بيت المقدس عندما صرخ أحد الأطفال لرؤية والده خلف قفص الاتهام الزجاجى.
كما سمح ل"باسم عودة" باحتضان ابنته الصغيرة وحملها على أكتافه، فى قضية فض اعتصام رابعة فى الوقت الذي تعالت خلاله تصفيقات الموجودين بالمحكمة من أهالى المتهمين.
و في جلسة أخري سمح لسيدة كفيفة بلقاء نجلها المتهم داخل القفص وأصدر أمرًا لأمن قاعة المحكمة بتنفيذ قراره، بعدما توجه إليه محامى المتهم برسالة السيدة الكفيفة الأمر الذى أسعد السيدة وقدمت الشكر لرئيس المحكمة على موقفه الإنسانى.
و فى إحدى المرات تراجع المستشار حسن فريد عن حكمه بحبس متهم 3 سنوات بعد اعتذار محاميه، حيث طلب منه أحد المتهمين فى قضية "أنصار بيت ألمقدس بالسماح له بالحديث لمحكمة فإذا به يتوجه إلى المنصة قائلا: "حسبنا الله فيكم.. كفاية ظلم"، فحكم عليه القاضى بالحبس 3 سنوات بتهمة إهانة المحكمة إلا أنه وبعد اعتذار محامى المتهم وتوضيح المبرر من قول المتهم تراجع القاضى عن حكمه.
و قال المستشار حسن فريد، فى إحدى الجلسات، إنه يراعى الظروف الإنسانية لأهالى المتهمين وإنه حين يتعاطف معهم فإنه يغلب الجانب الإنسانى لأن شقيق المتهم أو أبيه أو أبنه "إنسان وبشر"والقانون يأخذ مجراه".

المستشار محمد ناجى شحاتة



فى إحدى الجلسات التي عرفت بقضية "ألتراس ربعاوى" سمح المستشار "محمد ناجى شحاتة " رئيس محكمة جنايات الجيزة، بلقاء أحد المتهمين بوالدته المتواجدة بالمحكمة وذلك بعدما طلب دفاع المتهم "عبد الله مراد" بأن يلتقى أمه المتواجدة بالقاعة ليأمر القاضي بخروج المتهم من القفص ويسمح لوالدته بأن تصل اليه ليجلسا سوياً بعد عناق دافئ بأحد المقاعد المواجهة للقفص فى لفتة إنسانية نالت استحسان جميع من فى القاعة وخاصة دفاع المتهمين.

المستشار فتحى البيومى


أما المستشار فتحى البيومى، فدائما ما يسمح للأهالى بمقابله المتهمين و الاطمئنان عليهم، كما أنه فى إحدي المرات أعاد الحكم على متهم غيابيا لتأخره عن حضور الجلسة، وعندما علم المستشار أن المتهم "احمد صوابى" الذى كانت تتم إعادة محاكمته بأحداث التجمهر بالزاوية الحمراء تأخر بسبب المواصلات وأنه لم يتكاسل متعمدا عن حضور الجلسة وقرر إعادة الجلسة من جديد، والتى انتهت بحكم البراءة بدلا من السجن 3 سنوات.


المستشار سعيد الصياد

فى لمحة إنسانية تكررت لأكثر من مرة، سمح المستشار سعيد الصياد رئيس الدائرة 21 جنايات بمحكمة جنايات القاهرة، والذى ينظر القضية المعروفة إعلاميا ب"حصار محكمة مدينة نصر" لحازم صلاح أبو إسماعيل بالخروج من القفص والحديث للمحكمة خلال 3 جلسات متواصلة، حيث شكر المحكمة على سعة صدرها والسماح له بالحديث للمحكمة بصورة تفصيلية، وتحدث أبو إسماعيل أمام المحكمة عن طلباته منها الترافع عن نفسه فى القضية، وتعرضة لواقعة سرقة داخل السجن.


المستشار محمد شرين فهمي

بتاريخ 19 يوليه ،2016 أمر المستشار محمد شرين فهمى، رئيس محكمة جنايات القاهرة، أثناء نظر إعادة محاكمة 156 متهما فى قضية اتهامهم باقتحام قسم شرطة كرداسة، وقتل مأمور القسم ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، والمعروفة إعلاميا ب"مذبحة كرداسة"، بإحضار طبيب للكشف عن متهم أخبره حرس القاعة بأنه يعانى من حالة إعياء شديدة.

و في أكتوبر 2015، أمر شيرين فهمى، بإخلاء سبيل متهم مصاب بالسرطان فى قضية محاكمة 104 متهمين في القضية المعروفة إعلامياً ب"أحداث بولاق أبو العلا"، واستقبل المتهمون قرار إخلاء سبيل زميلهم، بالتكبير داخل القفص الزجاجى.

وبتاريخ 11 أكتوبر 2014، أمر رئيس محكمة جنايات القاهرة أثناء نظر محاكمة محمد ربيع الظواهرى، شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، وآخرين فى قضية اتهامهم بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابى يرتبط بتنظيم القاعدة، يستهدف منشآت الدولة وقواتها المسلحة وجهاز الشرطة والمواطنين الأقباط، بأعمال إرهابية بغية نشر الفوضى وتعريض أمن المجتمع للخطر، بإخراج المتهم "عبد الله رضا" من القفض الزجاجى للعلاج الفورى عقب قيام طبيب معهد أمناء الشرطة بطره بالكشف عليه وتبين ارتفاع ضغط الدم والحرارة وضرورة نقله للمستشفى للعلاج الفورى بعد أن حدث هرج ومرج داخل القفص.