◄◄أعمال السحر أصبحت سلاحاً انتخابياً مثل الرشوة والبلطجة.. ونساء «الكوتة» سبب عودة الدجالين إلى الساحة الانتخابية من جديد حينما تقرأ ضمن ما هو منشور من أخبار انتخابية فى الفترة الأخيرة عن مرشح يتهم آخر بأنه يلجأ للدجالين لصناعة أعمال تضمن نجاحه، أو تقرأ ضمن تفاصيل قضية سقط فيها دجال ومشعوذ شهير أنه كان ينتظر فترة الانتخابات ويعتبرها موسم حصاد مالى وازدهار وظيفى بسبب كم الأحجبة والأعمال التى يصنعها للمرشحين اللاهثين خلف مقعد البرلمان، حتى لو كان الأمر سيتم بعمل على «ورك» نملة أو ظهر حوت كما يقولون.. ستعرف أن الأمر ليس مجرد طرفة، وستعرف أن ارتفاع أسعار الدجالين والمشعوذين فى هذا الموسم له مبرره الواضح، وهو الاستعانة بخدماته من أجل ضمان المقعد البرلمانى على اعتبار أن حمى السحر والشعوذة التى انتابت مصر فى الفترة الأخيرة دون أن تفرق بين متعلم أو جاهل جعلت من الأعمال السفلية والأحجبة وكل أمور السحر سلاحا أو وسيلة انتخابيه مثله مثل الرشوة والبلطجة تماما، مثلما جعلته من قبل وسيلة لجواز العانس وتخصيب العاقر. الوقائع بكامل تفاصيلها تقول ذلك.. تقول إن الانتخابات المقبلة على شراستها وأهميتها لا يمكن أن تخلو بحال من الأحوال من استخدام السحر، خاصة بعد أن ترددت أنباء عن قيام أحد المرشحين بإحدى الدوائر بمحافظات الصعيد بالتردد على السحرة والمشعوذين فى محاولة منه للفوز بترشيح الحزب له، خوفا من أن يفقد مقعد العائلة البرلمانى الذى ظل ملكا لها لسنوات طويلة، ويشيع أهالى قريته أن المرشح وضع لزميله «عملا» أسفل باب أمانة الحزب بالمركز، لكى يعبر الخصم من أمامه أو فوقه فيتعقد موقفه فى الدائرة، كما يردد الأهالى. أهالى الدائرة يؤكدون أن المرشح لجأ للسحر عقب عودته من الأردن فى زيارة عمل، وبعد أن سمع عن أن أحد المرشحين هناك استطاع أن يحصد المقعد بعد أن استقدم اثنين من السحرة «الحجابين» المغاربة، انتخابات هذا العام يتوقع لها الجميع أن تكون سببا فى ازدهار أعمال الدجالين والسحرة، خاصة مع زيادة أعداد المرشحات فى الكوتة على اعتبار أن الدراسات الأخيرة الصادرة عن مركز الدراسات والبحوث الجنائية كانت قد أثبتت أن المرأة المصرية أكثر إيمانا بالدجل والشعوذة، وقالت الدراسة إن حوالى 80% من النساء المترددات على هؤلاء السحرة متعلمات وموظفات، بينما تقدر نسبة سيدات الأعمال ب 25%، ومما زاد من تأكيد هذا الاتجاه تلك المعارك التى بدأت مبكرة بين بعض المرشحات فى دوائر مختلفة وانتهت بانتقادات حادة وصلت إلى حد اتهام المنافسات لبعضهن باللجوء إلى أعمال السحر والشعوذة. اللجوء للسحر لم يكن أمرا عربيا خالصا، فعقب خسارة الحزب الاشتراكى الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الرومانية التى عقدت العام الماضى اتهم رئيس الحزب مير سياغويانا منافسه ترايان باسيسكو، الرئيس الرومانى الحالى، باللجوء للسحر والشعوذة لتحقيق الفوز. كما تردت أنباء كثيرة فى الصحف والمحطات الأمريكية عن الرئيس بوش ولجوئه إلى عرافة شهيرة بجنوب البلاد كنوع من أنواع التفاؤل والتشاؤم، بالإضافة إلى الأحداث العالمية الكبرى مثل كأس العالم التى أصبحت موسما للتنبؤات وقراءة الطالع بأشكال مختلفة وصلت إلى حد الاعتماد على أخطبوط بحرى، مثلما حدث فى كأس العالم الأخيرة مع الأخطبوط «بول»، فهل تشهد الانتخابات البرلمانية القادمة سطوع نجم أخطبوط أو فأر جديد كملك لسوق التنبؤات أم سنشهد ارتفاع أسهم دجال على حساب الآخرين؟!