زعمت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن إسرائيل خططت فى عام 2012 للاستعانة بقاعدة عسكرية فى المملكة العربية السعودية كنقطة إنطلاق لشن غارة جوية ضد إيران ضمن جهودها لكبح برنامج إيران النووى. ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر عسكرى إسرائيلى لم يذكر اسمه، قوله: "كانت إحدى الطرق للقيام بهجمات ضد إيران هى تحديث أنظمة الأسلحة؛ وتأمين قاعدة جوية فى السعودية التى من شأنها أن تشير إلى نقطة انطلاق لشن هجوم فى نهاية المطاف، ومن ثم تسريب شائعات للإعلام بأن هناك خطط وشيكة لتنفيذ غارة والقيام بكل ما هو ممكن لإقناع العالم بأنهم جديون".
ولم تشر الصحيفة الإسرائيلية إلى ما إذا كانت الفكرة قد تم طرحها على المملكة السعودية، أو أى رد من الجانب السعودى عليها.
جاء ذلك فى سياق نشر أحدث تسريبات موقع "ويكيليكس" لرسائل البريد الالكترونى الخاصة بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة للانتخابات الأمريكية المرتقبة هيلارى كلينتون، والتى تحدثت عن احتمالات الحرب بين إسرائيل وإيران فى عام 2012.
وقالت "تايمز أوف إسرائيل" إن المراسلات بين المستشار السابق للأمن القومى الأمريكى سيدنى بلومنتال، ووزيرة الخارجية آنذاك هيلارى كلينتون فى يوليو 2012 قالت إنه فى حين أن إسرائيل لم تكن مستعدة لحرب شاملة مع إيران، فإن الشائعات عن ضربة للجيش الإسرائيلى قد تقنع العالم بأنهم جديون.
وكتب بلومنتال فى بريد الكترونى أرسله فى 24 يوليو 2012: "فى الوقت الحاضر، بالنظر إلى أن إسرائيل غير مستعدة لحرب شاملة مع إيران، فإنها قد تستمر بالتهديد بالتحرك وإعطاء الانطباع بأنها جادة فى متابعتها للجهود الهجومية فى مكافحة النووى الإيرانى".
وأشارت التسريبات إلى عدد من المصادر الأمنية والاستخباراتية الأوروبية والتركية التى أعربت عن قلقها بأن أى هجوم عسكرى إسرائيلى ضد إيران من شأنه إشعال حرب شاملة فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك رد واسع ضد الدولة اليهودية من جيرانها العرب.
ورأى قادة عسكريون أتراك بحسب الصحيفة الإسرائيلية أن حربا إقليمية ستبدأ قبل عودة أول طلعة جوية ضاربة إلى قاعدتها، وقدروا بأن مقاتلى "حزب الله" فى سوريا ولبنان بحوزتهم ما يصل إلى 200.000 صاروخ أرض - أرض.
ونقل عن المصادر العسكرية قولها فى رسالة البريد الإلكترونى: "يعتقد محللوهم العسكريون الأتراك أيضا بأن هجوما من قوة كهذه سيطغى على دفاعات إسرائيل".
وأظهر النص أيضا أن أجهزة الاستخبارات الأوروبية كانت قلقة أيضا من ضربة جوية إسرائيلية محتملة، وحذروا قادة بلدانهم من أنه فى حالة وقوع حدث كهذا، ستكون إسرائيل كبش الفداء للتداعيات وهدفا لآلاف الصواريخ التى سيتم إطلاقها من إيران ولبنان وسوريا وقطاع غزة.
وقالت وكالات الاستخبارات الأوروبية لقادة بلدانها، بحسب البريد الالكترونى "قد يؤدى هجوم كهذا إلى مزيد من التدهور فى اقتصاد العالم، مما سيؤدى بدوره إلى توجيه اللوم إلى إسرائيل".
وقالت مصادر أوروبية أيضا بأن العقوبات الاقتصادية الدولية التى تم فرضها على إيران بسبب برنامجها النووى كانت بالفعل تضر بالاقتصاد الإيرانى، وبدأت بتعزيز العدائية ضد الحزب الحاكم، الذى كان يقوده فى ذلك الوقت الرئيس المتشدد محمود أحمدى نجاد.
فيما قالت مصادر إيرانية لمسئولين أمريكيين بأن هجوم للجيش الإسرائيلى من شأنه أن يقوض الاستياء المتزايد تجاه القيادة الإيرانية ويساهم فى توحيد الرأى العام ضد إسرائيل والولاياتالمتحدة وغرب أوروبا.
وجاء فى البريد الالكترونى الذى أرسله بلومنتال بأن مسئولين أمنيين أوروبيين اقتبسوا بانتظام كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلى بينيامين نتانياهو، الذى نقل عنه قوله "إن إيران على وجه الخصوص عرضة للضغط الاقتصادى، الجمهورية الإسلامية المصدرة للنفط تكاد تكون اقتصاد محصول واحد، وفرض حصار مشدد على مبيعات إيران النفطية سيحدث فى طهران من دون شك إعادة تقييم عاجلة لفائدة التكتيكات الإرهابية حتى الغير مباشرة منها".
وقال بلومنتال عن الجهود لدرء هجوم إسرائيلى إن المسئولين الأوروبين "يحافظون على اتصال وثيق مع نظرائهم الإسرائيليون بينما يحاولون التلاعب بالأحداث مع تجنب صراع عام فى الوقت نفسه".
وكشفت آخر مجموعة من رسائل البريد الالكترونى لكلينتون أيضا عن نصوص بعض الخطابات مدفوعة الأجر التى ألقتها كلينتون لشركة "جولدمان ساكس" فى 2013، والتى قالت فيها المرشحة الديمقراطية للرئاسة بأن على الولاياتالمتحدة قصف المنشآت النووية الإيرانية إذا اقترب طهران أكثر من اللزوم نحو تطوير سلاح نووي، مع التأكيد على أن إسرائيل لا تملك القدرة العسكرية الكافية لوقف إيران لوحدها.
وكشفت مجموعة رسائل البريد الالكترونى التى نشرها "ويكيليكس" لكلينتون أيضا عن نهج إسرائيل تجاه الحرب الأهلية السورية، ومخاوفها من التغيير فى القيادة بدمشق.
وفى الرسالة من بلومنتال فى عام 2012، قال مسئولون عسكريون واستخبارتيون كبار إن نتانياهو قلق من أن يؤدى العنف فى سوريا إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد واستبداله بقائد إسلامى متطرف.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن النصوص المسربة لخطابات كلينتون ورسائل البريد الالكترونى بين موظفيها تم نشرها يوم السبت الماضى، من قبل "ويكيليكس" ضمن مجموعة من رسائل البريد الالكترونى من حساب البريد الالكترونى الشخصى لمدير حملتها الانتخابية جون بوديستا الذى تعرض للقرصنة الالكترونية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه تم نشر هذه النصوص هو أحدث محاولات "ويكيليكس" لإقحام نفسها فى السباق الرئاسى الأمريكى لهذا العام.
واتهم مسئولون أمريكيون "ويكيليكس" بالعمل مع نشطاء روس لتقويض رئاسة كلينتون وتعزيز فرص منافسها دونالد ترامب بالفوز، حتى الآن كشفت المجموعة عن 11 ألف رسالة بريد الكترونى وتزعم بأنها ستنشر 50.000 رسالة أخرى قبل الانتخابات المقررة فى 8 نوفمبر.
وقالت الصحيفة إن حملة كلينتون الانتخابية لم تؤكد أو تنفى صحة نصوص خطاباتها مرتفعة الثمن فى وول ستريت، كذلك لم تعترض على أى من رسائل البريد الالكترونى التى تم نشرها حتى الآن.