ذكر مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي، أن تسريبات موقع "ويكيليكس" عن الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولاياتالمتحدة لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني، تمثل مكاسب غير متوقعة على صعيد العلاقات العامة بالنسبة لإسرائيل. وأظهرت البرقيات السرية، التي سربها الموقع الإلكتروني المتخصص في نشر المعلومات السرية، أمس الأحد، محاولة إسرائيل حث واشنطن -التي تساورها في بعض الأحيان الشكوك- على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مثل فرض العقوبات وقلب نظام الحكم وحتى شن هجوم عسكري ضد طهران بحلول عام 2011. لكن الوثائق ذكرت أيضا، أن السعودية حثت الأمريكيين على "قطع رأس الأفعى" بمهاجمة إيران، وهي نبرة كررها زعماء عرب آخرون، وتشير إلى الشكوك في أن الصواريخ الكورية الشمالية ربما تكون أمدت الإيرانيين بالمدى الذي يصل إلى غرب أوروبا وما بعده. وقال جيورا آيلاند، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد الذي عمل مستشارا للأمن القومي لرئيسي الوزراء السابقين آرييل شارون وإيهود أولمرت: "هذه (التسريبات) لا تضر بإسرائيل على الإطلاق ربما العكس". وأضاف: "لو كان هناك ما يتعلق بالمسألة الإيرانية، ففي رأيي أن هذا يفيد إسرائيل؛ لأن هذه التسريبات تظهر أن اهتمام دول عربية مثل السعودية بإيران أكبر بكثير من اهتمامها بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني على سبيل المثال". وقال المعلق سيفر بلوتزكر، الذي يكتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكبر صحيفة إسرائيلية: إن "صورة واحدة دقيقة وواضحة" ظهرت وهي أن "العالم بأسره وليس إسرائيل فحسب مرعوب من البرنامج النووي الإيراني". ويبدو أن بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، حين تحدث قبل تسريبات "ويكيليكس" قد توقع الإحراج المحتمل للعرب السنة الذين يخشون من تزايد نفوذ الشيعة. وقال نيتانياهو: "في هذه الأمور (الدبلوماسية) تكون هناك عادة فجوة بين ما يقال في العلن وما يقال في السر. في إسرائيل الفجوات ليست كبيرة جدا لكن في بعض الدول الأخرى بالمنطقة تكون الفجوات كبيرة للغاية". وتعتبر إسرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع، أنها الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تملك ترسانة نووية أنها هي الوحيدة المهددة باحتمال امتلاك إيران قنبلة نووية، وهي تسعى منذ فترة طويلة إلى حشد التأييد للتدخل الأجنبي. ويعتقد بعض المحللين أن إسرائيل تفتقر إلى القوة التسليحية اللازمة لشن هجوم وقائي، وقد تحجم عن إثارة حرب جديدة بالشرق الأوسط مع إيران التي تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ويقول موقع "ويكيليكس" إن روبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكي، سئل في اجتماع مغلق في فبراير عن احتمال شن إسرائيل هجوما، ورد قائلا "إنه لا يعلم إن كان سينجح لكن إسرائيل يمكن أن تنفذ عملية". وتورد برقية أخرى من مايو 2009 إبلاغ إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، أعضاء الكونجرس الأمريكي، بأن هناك فرصة تتراوح بين 6 و18 شهرا لضرب إيران دون إلحاق "أضرار جانبية غير مقبولة". واعترف آيلاند بأن موقع "ويكيليكس" عكس درجة من "المبالغة" الإسرائيلية لكن بلا تهور. وقال: "في الوقت الحالي على الأقل لم يتم الكشف عن سر من أسرار الدولة بشأن خطط العمليات أو القدرات المخابراتية".