لا شك أن ظاهرة العنف المدرسى أصبحت خطراً يهدد العملية التعليمية فى مصر وأصبحت سبباً مهماً فى ظاهرة أخرى وهى ظاهرة التسرب المدرسى، فقديماً كان الطلبة يحبون مدرسيهم ويحترمونهم كاحترام الابن لأبيه لأن المدرسة كانت مؤسسة تربوية تربى الأبناء أو على الأقل تساهم مساهمة فعالة فى التربية فكانت شريكاً للأسرة فى هذه التربية وكان الاحترام متبادل بين المدرس والطالب حتى قيل "من علمنى حرفاً صرت له عبداً" قال الشاعر: قم للمعلم وبجله تبجيلاً كاد المعلم أن يكون رسولاً، لأن المعلم يربى ويعلم فى آن واحد والآن أصبح المدرس يجلس مع طلابه ويدخن معهم الشيشة على المقاهى والسجائر داخل الفصل وأصبح الطالب نداً له إذا فلماذا اختلت المعادلة فى رأيى المتواضع أن ذلك يرجع لأسباب عدة منها مثلاً غياب المراقبة فى البيت وفى المدرسة .. فى البيت من ناحية الوالد والوالدة اللذين انشغلا بالعمل لتوفير احتياجات الأسرة فى ظل غلاء المعيشة من مأكل وملبس وعلاج أضف الهم الأكبر الجديد والقديم وهو الدروس الخصوصية التى انتشرت فى مصر بين الطلاب كالنار فى الهشيم أيضا غياب الرقابة على المدرس فى المدرسة من رؤسائه، فضلا عن الكثافة العالية والتكدس الطلابى داخل الفصل وهذه عوامل مع قلة المرتب الذى يتقاضاه المعلم تدفعه إلى إعطاء الدروس دفعاً ولا أريد الإطالة فى أسباب اختلال المعادلة كما ذكرت لأن المقام والمقال لا يتسع لذلك، ولكن ما الحل؟ إذا قلنا إن هناك أسبابا اجتماعية واقتصادية وأيضاً الإعلام له دور فى المشكلة بعرض الأفلام ومسلسلات تغذى روح التمرد عند الشباب والمجتمع الطلابى، فالحل يكمن فى تفعيل المراقبة على المدارس والمدرسين وتفعيل الدور الرقابى للأسرة، كما يجب أن يشارك الإعلام بكافة فروعه بدور التوعية لأهمية العلم والتعليم حتى تنهض الأمة ووضع الطالب فى مكانه الطبيعى وأيضاً المدرس فى مكانه الراقى ويجعل المساحة بينه وبين الطالب كما هى ولا يتنازل عنها والعمل على تحسين دخل المدرس أيضاً إعداد جيداً وفى هذه النقطة بالذات أشك فى ذلك لأن الوزارة أصبحت تعتمد على مدرسين بالتعاقد وغير مؤهلين ولابد أن تتضافر الجهود لإعداد جيل متميز قادر على النهوض بالوطن والتأثير فى مجتمعه ووطنه وفى النهاية: بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل
