اعتبر مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط جيفرى فيلتمان أن لبنان دولة مستقلة ولديها الحق فى أن تستقبل من تريده، وأنها تستقبل عادة مسئولين عدة ولديها الحق فى استقبال مسئولين من أى دولة تريدها وهو أمر يرجع للبنانيين وليس لنا. وقال جيفرى فيلتمان فى تصريحات صحفية عقب لقائه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية حول الرؤية الأمريكية للاستقبال الحافل الذى لاقاه الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد اليوم فى لبنان، إن السياسة الأمريكية للبنان هى أنه يساند الاستقلال وسيادة لبنان وأن يترك أمر اتخاذ القرارات للبنانينين أنفسهم، وقال إننا نشعر بالفخر للدعم الذى يتم تقديمه للمؤسسات اللبنانية مثل الجيش اللبنانى. ورداً على سؤال حول المطالب التى قدمها الرئيس الفلسطينى بوضع خريطة بحدود إسرائيل، قال فيلتمان إن الموضوعات التى يبحثها الفلسطينون والإسرائيليون موضوعات هامة جداً وحساسة، ويحتاج الطرفان من أجل الوصول إلى إتفاق نهائى بعقد مفاوضات جادة ومباشرة لتبادل أرائهم فى أجواء بنائه لهذا فإننا نشجع الطرفان على الاستمرار فى المفاوضات وحل المشاكل بينهم من أجل الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش وحول إمكانية اتخاذ قرارات من الجانب الإسرائيلى لوقف الاستيطان، مشيرا إلى أن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الاستيطان معروفة كما ذكر الرئيس أوباما هنا فى مصر خلال زيارته فى يونيو الماضى أن الولاياتالمتحدة لا تعتبر الأعمال الاستيطانية التى تجرى شرعية ونريد تمديد قرار التجميد، مضيفا أن حل مشكلة الاستيطان سيتم عن طريق التوصل إلى حل بالنسبة للحدود والدخول فى مفاوضات للوصول إلى قرارات صعبة من أجل الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة يفخر الفلسطينيون بها. من جانبه قال السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية إن اللقاء الذى عقده أحمد أبو الغيط وزير الخارجية مع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأردنى جيفرى فيلتمان تناول عددا من الموضوعات الإقليمية الهامة التى تهم الولاياتالمتحدة ومصر، فى مقدمتها المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل والأوضاع اللبنانية وتطورات الوضع فى العراق، وغيرها من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وقال السفير حسام زكى فى تصريحات صحفية عقب لقاء أبو الغيط مع فيلتمان إن وزير الخارجية تناول كل هذه الموضوعات من وجهة نظر مصر طارحا الرؤية المصرية فيما يتعلق بالأوضاع فى لبنان والعراق، مضيفا "أن أبو الغيط وضع الجانب الأمريكى فى صورة تقديرنا للموقف فى المنطقة وفى هذه الأوضاع"، موضحا أن نقاشا جرى بين الجانبين وتبادلا للرأى مهما حول الموضوع اللبنانى والعراقى وغيره من الموضوعات، إضافة إلى عدد من الأمور الثنائية التى تهم العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة. وردا على سؤال حول ما إذا كان وزير الخارجية تطرق فى لقائه مع المسئول الأمريكى مدة الشهر التى حددتها لجنة المتابعة العربية، قال السفير حسام زكى إن التركيز الأكبر فى المناقشات بين الوزير أبو الغيط وفيلتمان كان على الموضوعين اللبنانى والعراقى. وردا على سؤال حول طبيعة التحرك المصرى الأمريكى والسعودى فى المنطقة فى الفترة الحالية بالنظر إلى تزامن زيارة فيلتمان مع الأمير سعود الفيصل للقاهرة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن مصر والسعودية تربطهما علاقة خاصة، ولديهما تنسيق مستمر ورؤى متشابهة إلى حد كبير فى تقييم الأوضاع فى المنطقة، ولذلك من الطبيعى أن تكون هناك اتصالات وزيارات متبادلة على مختلف المستويات، آخذا فى الاعتبار أن كلا من الدولتين تريدان مصلحة المنطقة وتعملان على دعم الاستقرار والأمن فيها. وقال حسام زكى "إنه بالنسبة لزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة فهى زيارة هامة، لأنها تطرقت بشكل تفصيلى إلى عدد من الأمور الخاصة بالأوضاع فى إقليم المشرق العربى، وأنه كان هناك حوار معمق حول الرؤى المصرية الأمريكية تجاه هذه الأوضاع ". وردا على سؤال حول اعتراضات بعض الدول العربية على قرارات قمة سرت العربية الاستثنائية لتطوير العمل العربى المشترك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن مصر لديها خط واضح، لأنها كانت جزءا من اللجنة الخماسية التى وضعت التوصيات أمام القمة العربية الاستثنائية الأخيرة، والرئيس مبارك شارك فى القمة الخماسية التى اعتمدت هذه التوصيات وبالتالى فمصر تؤيد هذه التوصيات وساهمت فى عرضها على القمة، مشيرا إلى أن ما حدث كان أمرا مختلفا حيث حدث نوع من الرغبة فى طرح أمور إضافية عن هذه التوصيات والنقاش أفضى بأن الدول التى لم تكن ترغب فى تغيير الوضع الحالى وجدت نفسها تتحفظ على ما تم الاتفاق عليه. وأوضح السفير حسام زكى أن المسألة سوف تحتاج إلى عمل إضافى، معربا عن اعتقاده بأن الحكمة تتطلب منا أن نمنح أنفسنا وقتا نعمل خلاله من أجل تقريب وجهات النظر حتى يمكن للجامعة العربية أن تسير دائما بسرعة واحدة وليس بأكثر من سرعه.