أثار الطلب المقدم من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لإنشاء مقبرة خاصة بالعزبة المملوكة له بقرية برقاش لدفنه وحده داخل قصره بعيدا عن الأموات بمحافظة 6 أكتوبر- حالة من الجدل بين قيادات المجالس الشعبية المحلية التى وافقت على طلبه، والتنفيذية التى أكدت استحالة موافقتها وإنشاء المقبرة إلا بقرار من الرئيس مبارك، مبررين ذلك بأن القانون لا يسمح بإقامة مقابر خاصة لأحد إلا بقرار رئاسى. حالة الجدل المثارة حاليا أعادت إلى الأذهان حادثة أركاديا مول التى وقعت نهاية التسعينيات فى القاهرة، حينما طعن عمر الهوارى رجل الأعمال محمود روحى وأرداه قتيلا، الذى دفن فى فيلته. ورغم اختلاف القضيتين إلا أن الاتفاق بينهما يتمثل فى دفن روحى داخل فيلته، فيما ينتظر هيكل قرار الرئيس الذى كشف عنه الدكتور فتحى سعد محافظ 6 أكتوبر فى اجتماع المجلس المحلى الأخير برغبته فى دفنه داخل قصره. وبعد مطالبة سعد بأخذ رأى المجلس المحلى، بدءا من المدينة والمحافظة، وافق بالأغلبية على منح هيكل مقبرة فى مزرعته إلا أن أحمد الشريف عضو المجلس اعترض على ذلك باعتبار أن هذا يشكل سابقة ستفتح الباب أمام كل من يملك مزرعة بأن يبنى بها مقبرة خاصة إلا أن المجلس المحلى استطاع أن ينهى الأمر. وكشف مسؤول بارز بالمحافظة أن سعد تلقى طلبا منذ شهرين من هيكل لبناء مقبرة فى مزرعته التى يملكها على مساحة 25 فدانا بقرية برقاش، على أثره أصدر المحافظ توجيهات ل«طارق عبدالشافى» رئيس مدينة منشأة القناطر بتشكيل لجنة لدراسة الطلب وإعداد تقرير مرفق به موقف المجالس المحلية ليتم عرضه ومناقشته فى الاجتماع التنفيذى للمحافظة. وبالفعل تم تشكيل لجنة من أملاك المحافظة والمدينة ورئيس الوحدة المحلية والشؤون القانونية، والتى أفادت مثلما أفاد المجلس بأنه لا مانع من إنشاء المقبرة بعد الحصول على موافقة الجهات المختصة. وكشف المصدر أنه بالفعل تمت الموافقة عليها وعمل مذكرة سيتم توجيهها للدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، لرفعها للرئيس مبارك لإصدار قرار إما بالموافقة أو بالرفض لإنشاء المقبرة الخاصة لهيكل. وبرر المصدر عدم موافقة المحافظ مباشرة على طلب هيكل رغم قرب مقابر المدينة من مزرعة هيكل بأن القانون لا يسمح بإقامة مقابر خاصة خارج حدود المقابر العامة المرسمة بحدود معينة، ضمانا لعدم تحول هذه المقبرة الخاصة إلى مقام يقدسه المواطنون مع مرور الزمن مع انتشار ظاهرة تقديس الأضرحة فى مصر، كما أن هيكل ليس زعيما دينيا ولا رئيس جمهورية ولا رمزا من رموز مصر الذين يسمح لهم بذلك.