نشاط مكثف للسيسى بأول يوم لزيارته الرسمية للهند.. الرئيس يستقبل بمقر إقامته جون كيرى ووزيرة خارجية الهند فى لقائين منفصلين.. ويعرض على مجلس الأعمال المصرى الهندى برنامج مصر للتنمية حتى 2030

- كيرى للرئيس: حريصون على دعم استقرار مصر
- وزيرة خارجية الهند تؤكد للسيسى دور مصر القيادى بأفريقيا والعالم العربى

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لقاءات عدة مع المسئولين الأجانب، فى أول يوم لزيارته الرسمية إلى الهند، برفقة وفد رفيع المستوى، يضم رجال أعمال لبحث سبل التعاون وتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.


واستهل الرئيس عبد الفتاح السيسى، نشاطه اليوم الخميس، عقب وصوله إلى نيودلهى، باستقبال وزيرة خارجية الهند "سوشما سواراج" بمقر إقامته، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وحاتم تاج الدين سفير مصر فى نيودلهى.


وقال السفير علاء يوسف، المُتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسى أعرب خلال اللقاء عن اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية الوثيقة، والقواسم المشتركة التي تجمعها بالهند، مشيراً إلى أهمية العمل على إعادة هذه العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، من خلال الارتقاء بمستويات التعاون فى جميع المجالات محل الاهتمام المشترك.


كما استعرض الرئيس السيسى، الخطوات التى تتخذها مصر فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، سعياً لتحقيق تنمية حقيقية، من خلال النهوض بالبنية الأساسية وإطلاق عدد من المشروعات القومية، وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، مشيراً إلى تطلع مصر لمساهمة الشركات الهندية فى هذه المشروعات.


وأضاف المًتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن وزيرة خارجية الهند رحبت بالرئيس السيسى، مؤكدةً على ما تعكسه زيارته من خطوة هامة، فى سبيل تحقيق نقلة نوعية فى العلاقات على كافة الأصعدة، بما يتناسب مع الروابط التاريخية، التى تجمع مصر والهند، وما يتمتعان به من إمكانات كبيرة.


كما أكدت وزيرة خارجية الهند، على دور مصر المحورى والقيادى فى أفريقيا والعالم العربي، مشيرةً إلى حرص الهند على تطوير التعاون مع مصر فى كافة المجالات، ولاسيما على الصعيدين التجارى والاستثمارى، فى ضوء الفرص الكبيرة المتاحة بالدولتين، مشددة على أهمية عقد اللجنة المشتركة فى أقرب وقت، لتعزيز أطر التعاون فى عدد من المجالات المحددة، التى تحقق مصلحة مشتركة للبلدين، مؤكدة على تطلعها لتطوير التواصل الثقافى والشعبى بين البلدين، وعقد الفعاليات المشتركة بما يساهم فى تعزيز التعارف بين الشعبين.


وذكر السفير علاء يوسف، أن اللقاء شهد تباحثاً، حول سبل تطوير العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، ولاسيما سُبل تعزيز التعاون التجارى، وزيادة عدد السائحين الهنود إلى مصر.


كما تناول اللقاء، آفاق تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار المحافل والمنظمات الدولية.


كما استقبل الرئيس السيسى مساء اليوم الخميس، بمقر إقامته في نيودلهى جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى، الذى تزامن وجوده بالعاصمة الهندية، وقد حضر اللقاء سامح شكري وزير الخارجية.


وصرح المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أعرب خلال اللقاء، عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الاستراتيجة التى تجمعها بالولايات المتحدة منذ عقود، وتطوير التعاون الثنائي على كافة الأصعدة، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، مؤكداً على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور القائم بين الجانبين، فيما يتعلق بالقضايا والتطورات الإقليمية، بما يُمكّنهما من مواجهة مختلف التحديات، التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.


وأضاف يوسف، أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، أعرب عن سعادته بالالتقاء بالرئيس فى نيودلهى، مؤكداً على اعتزاز بلاده بعلاقات الشراكة التى تربطها بمصر، وتطلعها لتوثيق التعاون القائم معها على جميع الأصعدة.


وأشار جون كيرى، إلى أهمية دور مصر بالشرق الأوسط، باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار، مؤكداً على حرص الولايات المتحدة على دعم استقرار مصر، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، بالإضافة إلى التشاور مع مصر حول مختلف القضايا الإقليمية، بما يساهم فى تحقيق الاستقرار بالمنطقة.


وذكر السفير علاء يوسف، أن اللقاء تناول آخر التطورات بالنسبة للأزمات التى تمر بها بعض دول منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما سوريا وليبيا، والجهود الدولية التي تُبذل للتوصل إلى حلول سياسية تؤدى إلى استعادة السلام والاستقرار، بما يساهم فى الحفاظ على وحدة وسيادة هذه الدول وسلامتها الاقليمية، فضلاً عن صون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.



السيسي يعرض على الأعمال المصرى الهندى برنامج مصر للتنمية 2030

فى السياق ذاته، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء، اليوم الخميس، بمقر إقامته فى نيودلهى، لقاءً مع أعضاء مجلس الأعمال المصرى الهندى، الذي ضم ممثلين عن عدد من الشركات الهندية والمصرية المتخصصة فى العديد من المجالات، وذلك بحضور وزراء (الخارجية، والتجارة والصناعة، والمالية) وسفير مصر فى نيودلهى حاتم تاج الدين.


وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس استهل اللقاء بالإعراب عن سعادته بالالتقاء بمجموعة من أبرز الفاعلين فى العلاقات الاقتصادية المصرية الهندية من القطاعين العام والخاص، مؤكداً على قوة ومتانة العلاقات المصرية الهندية الممتدة عبر عقود، مشيراً إلى أن هذه هى زيارته الثانية للهند، خلال أقل من عام، بما يعكس حرص مصر على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية فى محتلف المجالات.


واستعرض الرئيس، خلال لقائه مع أعضاء مجلس الأعمال المصرى الهندى الجهود التى بذلتها مصر، والنجاح الذى تحقق فى ترسيخ الاستقرار بها، عقب ما شهدته من تطورات خلال الأعوام الماضية، مشيراً إلى تجاوز مصر لهذه المرحلة واستعادة هيبة الدولة وتماسك مؤسساتها، فضلاً عن حرص الدولة على ترسيخ قيم الديمقراطية وإعلاء سيادة القانون.


وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسى أشار إلى ما قامت به الحكومة من خطوات لمعالجة التحديات الاقتصادية، التى كانت قائمة مثل التغلب على مشكلة توفير الطاقة، والتى كانت تؤثر بالسلب على تشغيل المصانع.


وأضاف يوسف، أن الرئيس ألقى الضوء على برنامج مصر الشامل للتنمية المستدامة حتى عام 2030، والذى يهدف إلى جذب الاستثمارات، وتوفير مناخ آمن ومستقر للعمل والتنمية، من خلال تحديث التشريعات المتعلقة بالاستثمار وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في تنفيذ خطة الحكومة للنهوض بالاقتصاد، مشيداً فى هذا الإطار بعمل الشركات الهندية فى مصر، والتى بلغت استثمارتها نحو 3 مليارات دولار، وما تساهم به جهود التنمية بمصر.


واستعرض الرئيس المميزات والمقومات الاقتصادية الواعدة التي تمتلكها مصر، وفى مقدمتها موقعها الاستراتيجى، وبنيتها التحتية الجارى تحديثها، والأيدى العاملة والكوادر المؤهلة، فضلاً عما تتمتع به من اتفاقيات للتجارة الحرة، وترتيبات تفضيلية مع دول القارة الأفريقية والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبى.


وتعقيباً على مداخلات ممثلي مجتمع الأعمال، استعرض الرئيس الفرص الاستثمارية الواعدة، التى تتيحها المشروعات التنموية الكبرى التي تنفذها مصر، لاسيما فى مجال البنية التحتية، وإنشاء المدن والموانئ الجديدة، علاوةً ما يتوافر من فرص فى مجالات واعدة أخرى مثل صناعة المنسوجات، والبتروكيماويات، ومكونات السيارات، ومشروعات الطاقة الجديدة والمُتجددة، وإنشاء المناطق التكنولوجية فى عددٍ من المحافظات المصرية، وهى مجالات تتميز فيها الهند، وتمثل فرصاً واعدة جديدة تسمح بمضاعفة الاستثمارات الهندية في مصر، داعياً ممثلى الشركات الهندية إلى الاستفادة منها، لاسيما فى ضوء ما تمثله من سوق كبيرة، فضلاً عن كون مصر إحدى أكثر الدول تحقيقاً لعوائد وأرباح الاستثمار على مستوى العالم.


وتحدث عدد من المستثمرين الهنود خلال الاجتماع حيث أعلنوا اعتزامهم زيادة استثماراتهم، والتوسع فى مشروعاتهم فى مصر، بالنظر إلى ما يقدرونه من آفاق واعدة لمستقبل الاستثمار فى مصر.


وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، تحدث فى بداية اللقاء، حيث ذكر أن مجلس الأعمال المصرى الهندى عقد ثلاثة اجتماعات خلال الأشهر الستة الأخيرة، وهو ما يعكس اهتمام الجانبين بتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين البلدين وصل العام الماضي إلى 3.8 مليار دولار، وأن عدداً من الشركات الهندية تعتزم تدشين مشروعات جديدة لها فى مصر، خلال الفترة القادمة.