عادة ما يتقمص المشاهد دور البطل فى ما يشاهده، ويسير معه طوال الأحداث أينما كانت، فالسؤال هل يمكن أن تنقل الدراما ما تحمله من مشاعر إلى المشاهد، فأثبتت الأبحاث العلمية بجامعة نيويورك مؤخرا أن للدراما تأثيرا على حالة المشاهد، فمثلا حين يشاهد الجمهور دراما كئيبة مليئة بالأحزان تصبغ على حالتهم النفسية ويملؤهم الاكتئاب. تقول دكتورة نعمت عوض الله، استشارى الطب النفسى: للدراما تأثير شديد على حالة المشاهدين والإعلام بشكل عام، فعادة يتقمص البطل دور البطل ويحاول تقليده، ولنتذكر أيام الأربعينات حين كنا نشاهد الأفلام القديمة التى رسخت هيئة المواطن المصرى الذى كان يظهر ببدلة أنيقة فى شكل محترم مهما كانت حالته الاجتماعية، وكان هذا الشكل السائد فى كل الأفلام مما جعل هذا الأمر واقعا فى بيئة الشعب المصرى، فمع تطور الزمن وأصبح تجار المخدرات هم الفئة المسيطرة على الأفلام والدراما أيام الثمانينات، طبعت هذه الفئة على حال الشعب المصرى وأصبح يتلفظ بألفاظ سوقية لا تحتمل، ويعتبرها الجميع قوة وسيطرة لأن المجتمع يريد ذلك. تضيف دكتورة نعمت قائلة: "يجب أن تقدم الدراما دائما نماذج إيجابية بجانب النماذج السلبية التى نراها طوال الوقت، وإذا قال أحد إنه لا يوجد نماذج إيجابية فهو خاطئ، هناك بالفعل. كما أن الدراما تعبر عن الفئات الفقيرة جدا والفئات الغنية جدا، و تعبر عن الفئة المتوسطة التى ينتمى لها نماذج كثيرة، ففى وجهة نظرى حينما يشاهد أصحاب الفئات الفقيرة مسلسلات تتحدث عن الأغنياء بالتأكيد سيصاب بالإحباط والتعقيد بسبب ما يشاهده.