مشوار حافل بالنجاح لعمرو أديب فى الأوربت.. وانتقال مؤثر وخبرة أكثر من 11 عاما ل"الحياة".. نشأته وسط عائلة محبة للثقافة.. وسرعة بديهيته وأسلوبه الساخر شكلا ملامح خاصة لإعلامى متميز تزيدها الخبرة قيمة

يستعد الإعلامى عمرو أديب لتجربة جديدة ومختلفة من خلال قناة الحياة بعد مشوار حافل بالنجاح حققه فى قناة "الأوربت" من خلال برنامج "القاهرة اليوم"، الذى نقل فيه للمشاهد العربى نبض القاهرة وموضوعات شائكة وقضايا رأى عام ناقشها بكل جرأة دون أن يخاف من تهديدات وحرص فقط على نقل الحقيقة للمشاهد بكل تفاصيلها.
ولد أديب بالمحلة الكبرى فى شهر أكتوبر بالستينيات من القرن الماضى، وظهر اهتمامه بالعمل الإعلامى مبكراً، وكان طموحه دائماً لا يفارقه فى أن يصبح إعلامياً متميزاً، خصوصا أنه ابن السيناريست عبد الحى أديب صاحب الأفكار المتدفقة باستمرار وأيضاً شقيق عماد الدين أديب الذى سبقه إلى العمل فى المجال الإعلامى، والتحق أديب بكلية الإعلام جامعة القاهرة ليتخرج فيها ويعمل فى مؤسسة روزاليوسف، حتى بدأ نجمه يسطع فى مجال تقديم البرامج التليفزيونية ليحقق عاماً بعد الآخر مع قناة الأوربت قاعدة جماهيرية عريضة رغم أنها قناة مشفرة، لكن الجمهور وجد ضالته معه، خصوصاً أن أسلوبه الساخر يتوافق مع طبيعة المصريين التى تميل إلى السخرية من المشاكل التى تعترضهم عملاً ب"شر البلية ما يضحك".
وبفضل جرأة أديب تعرض لبعض المضايقات وصلت بعضها إلى حد التهديد بقتله، حيث ألقى مجهول مادة حارقة على سيارته لتحذيره من التمادى فى أسلوبه وانتقاداته، ولم يتهم أديب شخصاً فى تلك الواقعة رغم شدتها، ليسير فى مشواره الإعلامى ببصمات خاصة، كما كان لوالده عبد الحى أديب بصمات مميزة فى عالم السيناريو والذى يعد شيخ كتاب السيناريو فى مصر وله العديد من الأعمال السينمائية الخالدة، ويكفى أن نذكر منها أفلام "باب الحديد" و"امرأة فى الطريق" و"أم العروسة" و"صغيرة على الحب" و"ليلة البيبى دول".
وكما كانت أفلام الأديب والسيناريست المتميز عبد الحى أديب متنوعة جاءت أيضا الموضوعات التى تناولها عمرو أديب فى برنامج القاهرة اليوم والتى تضاءلت بها الخطوط الحمراء لأقصى درجة، واتهمه البعض بالخوض فى موضوعات جنسية عندما استضاف الدكتورة منى رضا أستاذ مساعد الطب النفسى والدكتور عمر عبد العزيز أستاذ أمراض النساء بقصر العينى ودكتور طارق رضا استشارى التغذية فى حلقة عن الجنس والعلاقة الحميمية بين الزوجين وناقش ضيوفه فى أماكن الرغبة والمتعة الحقيقية عند المرأة ومتى تصل المرأة إلى ذروة متعتها الجنسية، ولأن أديب يدرك جيداً أن الحلقة خاصة جداً، فقد حرص على كتابة كلمة "للكبار فقط".
وتعددت وتنوعت إنفرادات أديب الإعلامية التى لا نستطيع ذكرها كلها منها لقاؤه بالملياردير محمد الفايد والدكتور البرادعى والفنانة هيفاء وهبى بعد زواجها من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وأيضا حواره مع جيهان السادات الذى كشفت خلاله عن الكثير من الأسرار منها ما يتعلق بصحة ما تردد عن نية الرئيس أنور السادات تغيير نائبه محمد حسنى مبارك قبل رحيله.
والمتابع لعمرو أديب يجد أنه حرص فى برنامجه "القاهرة اليوم" على تقديم يد العون للمحتاجين، حيث ناقش من خلاله فى إحدى الحلقات مشكلة المعتمرين المتكدسين فى سفاجا وتم الاتصال بالسفير السعودى وتم حل المشكلة وتوفير 6000 تأشيرة للمعتمرين فى اليوم التالى، كما تبنى حملة مكثفة على مدار عدة حلقات لجمع 50 مليون جنيه للمساهمة فى بناء مساكن ومنازل للمنكوبين من أضرار السيول، وجمع أيضا 13 مليون جنيه فى ليلة القدر لصالح مستشفى وادى النيل، وجمع نصف مليون دولار لفتاة مريضة لكى يتم علاجها بأحد المستشفيات فى أمريكا.
وكما نجح أديب فى مشواره الإعلامى ومازال يواصل النجاح ويستعد لتجربة أخرى نجح أديب أيضاً فى تكوين عائلة وحياة أسرية هادئة بعيداً عن الصخب مع زوجته الإعلامية لميس الحديدى التى أنجب منها ابنه "نور الدين" ويواصل كل منهما مشواره الناجح فى العمل والحياة العائلية، ونجحا الاثنان فى تحقيق معادلة صعبة، وهى التفوق فى العمل مع الاستمتاع بحياة أسرية هادئة، كما كان متزوجاً من قبل بالسيدة أمانى سوكا وأنجب منها ابنه خالد.
رحيل عمرو أديب إلى قناة الحياة يتعدى كونه ترك إعلامى لقناة ارتبط بها كثيراً، لكنه يعد مكسباً لقناة الحياة، حيث يتمتع أديب بمخزون ثقافى متنوع ولديه سرعة بديهة تؤهلة للتصدى لأى موقف على الهواء وهى مواصفات إعلامى ناجح قادر على جذب الملايين إلى برامجه، ويعود ذلك المخزون الثقافى إلى أن أديب تعلق منذ فترة شبابه بقصور الثقافة بمناطق السيدة زينب والمنيرة وجاردن سيتى، وقرأ فى موضوعات مختلفة حيث نشأ فى بيئة مثقفة شجعته على القراءة والاطلاع.
ورغم أن أغلب المشاهير يرفضون الحديث عن تشجيعهم لنادى رياضى معين أو يصرحون بذلك مضطرين إلا أن أديب أعلن مرارا وتكرارا تشجيعه لنادى الزمالك، ولأنه يعرف حجم شعبية النادى ومدى تعلق الجمهور المصرى بكرة القدم ظهر فى الكثير من الحلقات غاضباً وساخراً من هزيمة الزمالك فى بعض المباريات، خصوصاً من غريمة التقليدى نادى الأهلى، بل إنه قال فى إحدى الحلقات بأسلوبه الساخر "حاسس إن الزمالك معموله عمل أنه ميكسبش".