كيف أحدث أنشيلوتى ثورة فى أسلوب بايرن ميونيخ؟

تغير أسلوب لعب فريق بايرن ميونيخ مع قدوم المدرب الإيطالى كارلو أنشيلوتى، حيث تخلى النادى البافارى عن أسلوب لعبه الذى كان ينهجه مع مدربه السابق بيب جوارديولا، غير أن النهج التكتيكى ليس هو التغيير الواحد الذى جاء به أنشيلوتى.
ولمس متابعو مباراة السوبر الألمانى بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند، تغييرًا واضحًا فى طريقة لعب الأول.
وظهر البافارى متحفظًا واعتمد على الكرات المباشرة نحو مهاجميه مولر وليفاندوفسكي، بدلًا من الاستحواذ على الكرة والضغط على الخصم، مثلما كان يفعل مع المدرب السابق جوارديولا.
الفعالية بدل الاستحواذ
بخلاف جوارديولا، اشتهر أنشيلوتى بطريقة لعب تركز على الفعالية أكثر من الاستحواذ والضغط على الخصم.
وتؤكد مسيرة المدرب الإيطالى نجاح أسلوبه هذا، حيث تُوج 3 مرات بدورى أبطال أوروبا، بالإضافة إلى ألقاب محلية أخرى مع تشيلسى وباريس سان جيرمان.
ونجح أنشيلوتى أيضًا فى أول اختبار حقيقى مع فريقه الجديد بايرن ميونيخ، وقاده للتتويج بلقب كأس السوبر الألمانى، وهو لقب لم يفلح جوارديولا فى إحرازه مع البايرن خلال الفترة التى قضاها معه.
وأثبت أسلوب أنشيلوتى، نجاحه، فرغم احتكار خصمه دورتموند للكرة طيلة أطوار المباراة، إلا أن البافارى كان أكثر فعالية وتمكن فى الأخير من الحصول على كأس السوبر.
ويبدو أن بايرن ميونيخ تحت إشراف أنشيلوتى بدأ يتبع أسلوبًا جديدًا، فبدل التمريرات القصيرة فى بناء الهجمات والاستحواذ على الكرة أطول فترة ممكنة أصبح يعتمد على الهجمات السريعة والمباغتة واللعب العرضى نحو المهاجمين.
ورغم امتلاك بايرن للكرة لم يتعد 46% فى مباراة دورتموند، وهو معدل لم يسجله بايرن منذ 4 سنوات، إلا أن ذلك كان كافيًا للبافارى لحسم المباراة لصالحه.
وأبدى أنشيلوتى، سعادته بأداء فريقه فى مباراة دورتموند، وأكد خلال تدوينة على موقع توتير عزمه على مواصلة العمل بجد لإحراز ألقاب أخرى.
انفتاح أكثر على اللاعبين
إلى جانب التغيير التكتيكى فى طريقة اللعب ظهر بشكل واضح أن أنشيلوتى سيمنح لاعب خط وسطه التشيلى أرتورو فيدال دورًا آخر فى المستقبل.
بخلاف ما كان عليه الوضع مع جوارديولا، ظهر فيدال فى وسط الميدان الهجومى وليس الدفاعى، ما يعنى أن المدرب الإيطالى اقتنع بدور فيدال كصانع ألعاب وليس كمدافع أوسط، بعدما افتتح التسجيل أمام دورتموند.
وحتى على المستوى الشخصى والعلاقة مع اللاعبين، أدخل أنشيلوتى تغييرًا على الأجواء فى البيت البافاري، بخلاف جوارديولا الذى لم تكن تجمعه علاقة طيبة مع بعض اللاعبين.
يبدأ المدرب الإيطالى فترة التدريبات بالتسليم باليد على جميع اللاعبين، كما يتميز أنشيلوتى بقربه من اللاعبين والاستماع لمشاكلهم وأيضًا لأمورهم الخاصة، حيث يولى أهمية كبيرة للأجواء الجيدة داخل الفريق.
وسبق للاعبين دوليين عملوا مع أنشيلوتى فى فرق أخرى أن أثنوا على طريقة تعامل المدرب البالغ من العمر 57 عامًا، ومن بينهم نجم الكرة السويدية زلاتان إبراهيموفيتش الذى دربه أنشيلوتى فى باريس سان جيرمان.
وقال إبراهيموفيتش "بكل بساطة هو (أنشيلوتي) يعرف كيف يتعامل مع الناس. لم يسبق لأى أحد أن استاء منه. فهو ليس مدربا فحسب وإنما أيضا صديق. إنه رائع"، هذا الأمر أكده ريبيرى الذى اعتبر أنشيلوتى أفضل مدرب يصلح لبايرن ميونيخ.
فهل ينجح المدرب الإيطالى بأسلوب لعبه الخاص وطريقة تعامله فى إهداء البافارى لقب دورى أبطال أوروبا؟ أمر إن حدث فسيؤكد أنشيلوتى فعلا أنه الأفضل لبايرن من سلفه جوارديولا.