الفشل أسوأ شعور يمكن أن يشعر به أى إنسان، لأنه يحمل بداخله مجموعة رسائل فى غاية السلبية والألم.. وهل هناك أسوأ من أن يسقط المرء منا فى منتصف الطريق، فيحزن من أجله محب، ويشمت فيه عدو أو منافس؟! السؤال الأهم والذى يسيطر علينا فى حالة الفشل والسقوط: هل هو نهاية المطاف؟ يقول كريم الشاذلى خبير التنمية البشرية: الفشل لا يمكن أبدا أن يكون نهاية المطاف ومنتهى الأحلام، إلا إذا أردنا نحن أن نجعله كذلك، الفاشل ليس ذاك الذى يسقط فينهض من جديد، مستفيدا من أخطاء المرحلة السابقة، الفاشل هو الذى يستسلم، ويترك الباب مفتوحا أمام اليأس ليدخل ويسيطر على حياته.. لا يوجد عظيم لم يسقط يوما ما، وجميع الناجحين سيحدثونك لو سألتهم عن الكثير من العثرات التى واجهتهم لكنها لم تستطع أن تكسرهم، ربما عطلتهم قليلا، أو آلمتهم لبعض الوقت، لكنها فى حقيقتها كانت عنصرا من عناصر النجاح والتوفيق .. يقدم الشاذلى، روشتة يمكنك أن تحول بها الفشل إلى نعمة لا نقمة .. كن عنيدا، وأقصد بالعناد أن تتعاطى بإيجابية مع ملمات الحياة، أسوا شىء أن تعاند الحياة وتحاول كسرها، فالحياة قادرة على سحق من لا يلتزم بقوانينها، بينما مواجهة ضرباتها بذكاء وفطنة يعطيك اليد العليا فى معركتك معها، والدليل أن يوليوس قيصر تعثر أثناء نزوله من سفينة على شواطئ أفريقيا ووقع على الأرض، ومثل هذا المشهد قادر على بث الوهن بين الجنود واعتباره نذير شؤم.. لكنه والمعروف بسرعة بديهته فتح ذراعيه كاملتين ثم احتضن الأرض وقبلها ، كرمز للاشتياق للفتح والانتصار . لا تخشى الفشل، اجعل من عبارة ( دعنا نجرب) منهج حياة، قم بما يجب أن تقوم به من دراسة وتحليل وخذ بالأسباب، ثم انطلق بعدها، وأكثر الناجحين يخبروننا بأن الرهبة والخوف من الفشل هو أول ما يجلبه ، بينما الشجاعة والمواجهة هى الحل الأمثل لجنى النجاح فى الحياة. ربما تحتاج إلى مفتاح آخر، إخفاقك فى فعل شىء ليس معناه أنك غير قادر على فعله كلية، وإنما قد تكون بحاجة إلى تجريب استراتيجية جديدة أو مبدعة، حيث إن مفاتيح النجاح هى أشكال وألوان ويجب أن تنتبه وأنت تختار فبعض الناس يتوقفون عن المضى فى الطريق بحجة عدم جدوى ما يفعلونه لمجرد أن الطريقة نفسها لم تكن صحيحة.. وهؤلاء أهدى لهم قول أديسون وهو يجرب طرقا عدة من أجل إنارة العالم، يقول لمن حوله " ها هى الطريقة رقم 999 لم تفلح فى إشعال المصباح".. وبدلا من الرجوع جرب طريقة أخرى، ومن يدرى لعل المفتاح الأخير هو الذى يفتح الباب. فى العمر بقية لو تدرى، أسوأ الإحباطات تلك التى تصيبنا ونحن نبكى على العمر الذى مضى ونحن نجرب شيئا ما لم يُكتب له النجاح، وهذا مدخل سخيف من مداخل الفشل والإحباط لأن الشيخ العز بن عبد السلام سلطان العلماء بدأ تحصيله العلمى بعدما تخطى الخمسين من العمر فأصبح أشهر رجل فى المشرق، وحارب المغول بعد أن قاد حملة شعبية كبيرة فى مصر.. إن الفشل ليس أبدا شرا خالصا، ومعظم كُتاب السير والتاريخ عندما يكتبون عن عظيم ما، يبحثون عن تلك النقطة التى صنعت تحوله وشحنت بتلك الطاقة الكبيرة التى ساعدته فى التفوق والانطلاق.