فى واحدة من أقدم أماكن قاهرة المعز وأكثرها تفاصيل، نتحدث عن حارة اليهود، الكثير من الناس يعتقدون أن هذا المكان - كما أطلق عليه - حارة أو شارع صغير يسكن فيه يهود مصر فقط .
لكن الواقع أن هذا المكان يضم حوالى 360 زقاقا وحارة، والحى كان منقسما بطريقة طائفية على شياختين، واحدة لليهود الربانيين وأخرى لليهود القرائيين كان بها 13 معبدًا يهوديًا لم يتبقَ منها سوى معبد موسى بن ميمون، ومعبد أبو حاييم كابوسى فى درب نصير، ومعبد بار يوحاى فى شارع الصقالبة.
وقال محمد أبو الغار مؤلف كتاب "يهود مصر من الازدهار إلى الشتات" إن حارة اليهود ماكانتش مقصورة على اليهود بس، لكن سكِنها كمان أعداد كبيرة من المسلمين والمسيحيين وماكانش حى بيعيش فيه اليهود بالإجبار، وأن سكان الحارة كانوا مرتبطين بالحارة لسببين هما الدخل المحدود والقرب من مصادر أكل العيش بالنسبة للحرفيين اللى كانوا بيشتغلوا فى الصاغة، ولما كانت حالة اليهود بتتحسن كانوا بيسيبوا الحارة ويعزلوا على عابدين أو باب اللوق أو باب الشعرية، واللى يغتنى كان بيعزل على العباسية أو مصر الجديدة، والزمالك.
وحرص "اليوم السابع" على رصد حارة اليهود فى وقتنا هذا واكتشفنا لا أحد يستطيع رصد المعلومات كافة، إلا أهلها ومن هنا تأتى حكاية "عم محمد بتاع الخردة".
تحدث محمد محمود المهنة تاجر خردة وأنتيكات العنوان شارع حارة اليهود بالموسكى، يبلغ 65 عاما، ل"اليوم السابع" قائلا "أنا اتولدت فى الحارة دى وعمرى ما فكرت أسيبها وخلفت أحمد ومحمود وفؤاد وهموت هنا مهما حصل وقبل بدء الدخول فى قصص وحكايات الحارة فتح عم محمد قلبه وكأن شريط ذكرياته وحياته رسم أمامه وتحدث فى أول كلامه عن يهود مصر كانت أكثر جملة غموضًا فى بداية الكلام "لما مشيو عيطنا عليهم" ثم دخل فى تفاصيل أعمق "كنا جيران وحبايب وصحاب عمرنا ما شوفنا منهم حاجة وحشة كانوا أكثر أمانة وصدق فى التجارة وأى إنسان فيه عيوب مين فينا كامل".
وفى نبرة حزن حادة ذكر عم محمد أصعب موقف مر به فى حياته وكانت المفاجأة هى طرد اليهود لدواعٍ سياسية دون مبررات فبكت أم محمد على أم جرجس بعد ما تشاركوا الفرح بينهما ظهر وقتها أصحاب المصالح والعصابات الذين كانوا يتربصون للحارة من سرقة الورش والبيوت دون حق وضياع العلامات الجميلة للحارة والمعابد التى تحولت لأكوام قمامة كان من الممكن أن تكون هذه المنطقة من أروع المناطق الأثرية فى العالم، لكن كما رأيت الواقع الآن.
مما لاشك فيه أن ثقافة 1940 غير 1970 غير عالم السوشيال ميديا والجيل الجديد، هذا أمر واقع مفروغ منه وعلينا أن نتقبله ولكن هل اختلاف الأزمنة والتغيرات يؤثر على الأخلاق، خاصة عندما نتحدث عن حارة شعبية قاطعًا الحديث عم محمد قائلا "بصوت منخفض وبنبرة حزينة" ياريت أيام زمان ترجع كان فيها احترام اتربينا على المبادئ مكنش فيه تحرش ومعاكسات فى الحارة، رغم أنها شعبية جدًا وكان ابن المسلم يخاف على ابن اليهودى، الآن العالم تطور والثقافة تحدثت ولكن الاحترام والأخلاق قلت".
وقال أيمن الحلاق المحترف الشهير بحارة اليهود، إنه إذا ترك الحارة سيموت فكل ذكرياته بها وحكايات أجداده الذين عاشروا اليهود.
وتابع أيمن معلقًا على مسلسل حارة اليهود الذى قامت ببطولته الفنانة منه شلبى، أنه مسلسل ناجح وبه أحداث كثيرة صحيحة ولكن حزنت عندما لأنه يوجد مشهد واحد فقط صور فى هذه الحارة، أو شخص من أفراد عمل المسلسل تحدث معنا وسمع حكاياتنا التى لم تنتهِ ولكن اكتفى المؤلف بالتوثيق التاريخى فقط "زى ما يكون خدوا فكرة ومشيوا" لذلك لم أتابعه لأن الأصل عندنا.
انتشار كثيف لمحلات ألعاب الأطفال بحارة اليهود أحد سكان وعمال حارة اليهود يقوم بدفع إحدى عربات لعب الأطفال عرائس حارة اليهود معبد موسى بن ميمون بحارة اليهود معبد موسى بن ميمون بحارة اليهود معبد موسى بن هارون بحارة اليهود أحد أقدم منازل حارة اليهود حارة اليهود من فوق أحد المنازل أحد محلات الحدادة القديمة بحارة اليهود عم محمد من أقدم سكان حارة اليهود وأشهرهم دكان حلاقة أيمن بحارة اليهود نجمة داود بارزة على أحد منازل حارة اليهود عم محمد بمنزله بحارة اليهود عم محمد بحارة اليهود الطفل أحمد حفيد عم محمد ممسكا بفانوس قديم صنعه اليهود عم محمد يقوم ببيع التمر والعصائر لسكان حارة اليهود الحاجة زينب من أكبر سكان حارة اليهود حارة اليهود أحد سكان حارة اليهود انتشار الكلاب فى شوارع حارة اليهود الود والسلام بين سكان حارة اليهود