أيَّد خبراء تربويون ومؤرخون ومعلمو مواد اجتماعية، إقدام وزارة التربية والتعليم على تغيير مفهوم "الفتح العثمانى" بمناهج الصف الثالث الإعدادى "المطورة" ليتحول إلى "غزو عثمانى"، وهى الخطوة التى انفرد "اليوم السابع" بالكشف عنها قبل أسبوع من نشر الوزارة للوحدة الأولى من "الكتب المطورة" على موقعها الإلكترونى. وقال د. عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ المعاصر، "الغزو هو التسمية الأدق لما فعله العثمانيون، حينما دخلوا مصر، حيث حاربوا المصريين وقتلوا السلطان قنصوة الغورى، ثم شنقوا خلفه طومان باى على باب، زويلة وأخضعوا مصر لسيادتهم وهذا غزو بكل المقاييس التاريخية ولا يمكن اعتباره فتحاً". واعتبر د. كمال مغيث، الخبير بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن تحويل "الفتح" إلى "غزو" يعد تصحيحاً ل "خطأ تاريخى" ظل موجوداً بمناهج الوزارة لسنوات طويلة، وقال "مغيث" "لابد أن نجرد الحقائق التاريخية من الحسابات الدينية والسياسية فالغزو العثمانى يشبه تاريخياً غزو الهكسوس لمصر ولا يصح أن نطلق عليه كلمة "فتح". ودعا "مغيث" المسئولين عن وضع الكتب داخل وزارة التربية والتعليم لمزيد من التنقيح للمواد الاجتماعية لإزالة المفاهيم التاريخية الخاطئة منها، وعلى رأسها "الفتح الإسلامى لمصر" على يد عمرو بن العاص سنة 641 ميلادية، فهو، بحسب رأيه، يعد "غزواً" وفقا للمعايير العلمية لقراءة التاريخ. واتفق معه أيمن البيلى، معلم مواد اجتماعية بمديرية التعليم بالدقهلية، والذى اعتبر أن "الفتح الإسلامى لمصر" يعد "غزواً" لأن عمرو بن العاص لم يكن مصريا الأصل، مضيفاً أنه ليس من المنطقى اعتبار دخول "بن العاص" و"العثمانيين" لمصر فتحاً والحملة الفرنسية "غزواً". وأكد "البيلى" أن مفهوم الفتح تاريخياً لا ينطبق على دخول الدولة العثمانية لمصر لأن العثمانيين احتلوها وحكموها لنحو 4 قرون رغم أنهم ليسوا من أبنائها، وقال "الغزو هو قيام دولة أجنبية باحتلال دولة أخرى وهو ما فعله العثمانيون مع المصريين". وأشار "البيلى" إلى احتواء كتاب الدراسات الاجتماعية المقرر على طلاب الصف الثالث الاعدادى لمفاهيم تأكيد الوحدة الوطنية ومحاربة العنصرية والتطرف والمساواة بين الرجل والمرأة والمسلم والمسيحى وحقوق المرأة. ورغم أن د. أيمن حبيب، الخبير التربوى، يتفق مع الآراء السابقة فى تسمية الفتح العثمانى بالغزو، إلا أنه يعتقد بضرورة تركيز واضعى المناهج الحكومية على تبيان آثار دخول العثمانيين لمصر والإشارة إلى أنها لم تكن سلبية، وإنما حملت عدة جوانب إيجابية على المستويين الاجتماعى والاقتصادى.
