تساءل طارق مسعود فى مقاله بمجلة فورين بوليسى، هل جمال مبارك أفضل أمل للديمقراطية المصرية؟ وقال أستاذ السياسة بجامعة هارفاد إن قوى المعارضة فى مصر ودعاة الديمقراطية الغربيين يتفقون جميعا حول شىء واحد، وهو أنه لا ينبغى السماح لجمال بخلافة والده، وقد امتلأت الشوارع المصرية بكلمة "كفاية" لعائلة مبارك التى باتت بالنسبة للكثيرين رمزاً لعديد من الأمراض التى ضربت البلاد. ويرى الكاتب أن الديمقراطية الحقيقة غير مطروحة على الطاولة فى مصر. وبدلا من الحلم الديمقراطى، فإن الواقع هو أننا نواجه خيارات لا تفتح الشهية السياسية، حيث التوريث أو فترة سادسة لمبارك أو انتقال السلطة لوجه جامد آخر. ويضيف الكاتب، عند مقارنة هذه البدائل غير الملهمة، فإنه من الصعب أن تتفاءل بجمال مبارك كأفضل رهان إذا كنت تبحث عن آفاق ديمقراطية طويلة المدى. وأعرب الكاتب عن خيبة أمله من الشقاق الواقع داخل صفوف جبهة البرادعى خلال الوقت القصير الذى قضاه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، داخل مصر، منذ أن أعلن عن حملته للتغيير. ويبدو أن عريضة التوقيع تسير ببطء نحو هدفه المعلن لجمع ملايين التوقيعات، فإن هذا صعب فى بلاد تتوسل الديقراطية. ويؤكد الكاتب أنه إذا ما كانت صحة مبارك تسمح بترشحه للحصول على فترة سادسة فإنه حتما سينجح، لكنه يبلغ 82 عاما، لذا لابد له أن يعين نائباً على غرار سلفيه الناصر والسادات. ويضع مسعود سيناريو فى حال غياب مبارك، فإن قرار من يحل بدلا منه سيصدر عن مجموعة الظل ووجهاء الحزب الحاكم وكبار رجال الأعمال. ومن الممكن، لكن غير المحتمل، أن هؤلاء الرجال الذين سيتجمعون فى غرفة مليئة بالدخان سيستقرون على مبارك الصغير، وللرغبة فى الاستقرار، بالإضافة إلى حالة الاستياء من جمال ورفاقه الأثرياء فى الحرس القديم بالحزب الحاكم، فإن هذا يعنى تشديد قبضة الطوارئ. ويلفت الكاتب إلى أن رئاسة جمال للبلاد ذات قيمة رمزية، تشير إلى المحسوبية والسلطوية والقمع المرير للتاريخ الإنسانى. ومع ذلك فإن حكم جمال للبلاد قد يمنح الفرصة لاختراقات المعارضة فى المستقبل، مضيفا أنه سيتم التلاعب فى الانتخابات القادمة لكنها لن تكون الأخيرة، فأحيانا ما يمكن لتزوير الانتخابات أن يولد فرصة للمعارضة لتوحيد وتعبئة الشعب وإجبار النظام على التنازل أو الإصلاح. وينفى الكاتب قدرة المعارضة الديمقراطية فى مصر على تشكيل تحدٍ انتخابى حقيقى لجمال أو فى المستقبل القريب. فما نستنتجه من الفوضى المحيطة بالبرادعى هو أن القوة الديمقراطية فى مصر أمامها طريق طويل لتقطعه حتى تتمكن من إحداث ثورة على غرار الثورة البرتغالية بأوكرانيا. ويؤكد الكاتب أنه فى ظل رئاسة جمال، فإن كل انتخابات ستمثل فرصة جديدة لقيادة البلاد بعيدا عن درع النظام. ويختم الكاتب أن هناك احتمالات مثيرة تبدو فى الأفق، مشيرة إلى رئيس حزب الوفد الجديد السيد البدوى الذى يمتلك شبكة تليفزيونية وقام مؤخرا بشراء حصة من صحيفة الدستور المعارضة الأكثر حيوية، فإن البدوى وفق رأى الكاتب يصلح أن يلعب دورا قياديا بين صفوف المعارضة. وقد لا يكون منافسا مناسبا فى 2011 لكنه قد يصبح أفضل جدا بعد ست سنوات.